خواطر في ذكرى الرمز عبد الناصر

هو الذي رأى.. هو الذي استشفّ ما يحدث خلف الستار.. هو الذي تآمر عليه الأعداء من كل حدب وصوب، لأنه كان صادقا في كل مواقفه، يسعى لأن يرى أمته موحدة في وجه كل ما يحاك لها في الظلام، من الأعداء الواضحين، وممن تواروا خلف عروبتهم .

يقول الزعيم: ” أنا لا أخشى على شعبنا من العدو الخارجي، فقد استطاع شعب مصر العظيم أن ينتصر في معارك التحرير في كل العصور وأن يطرد الاستعمار. ولكن ما أخشاه هو مخاطر الانقسام وإشعال نيران الفتن باسم الدين أو باسم الديمقراطية من اللاهثين على السلطة. “. فقد شهد الشعب المصري العظيم في عهده إنجازات كبيرة منها جلاء الاحتلال البريطاني، وتأميم شركة قناة السويس، وأصبحت مصر في عهده مركزا لحركة التحرر العالمي وكتلة عدم الانحياز، واتجهت بقوة للتصنيع وإقامة المصانع واستصلاح الأراضي وإنشاء آلاف المدارس والمستشفيات، وقيام أول وحدة سياسية عربية بين دولتين بإرادة شعبية، هي الوحدة المصرية السورية، ورغم الانفصال بعد ثلاثة أعوام يقول عبد الناصر:” ليس المهم أن تبقى الجمهورية العربية موحدة، المهم أن تبقى سورية موحدة.”.

” أنا في الشام.. أستقي من جراح الضاد لحنا مضرج الأوتار

وثبتي وثبة العروبة.. لا روضي يطيق الدجى، ولا أطياري

ودمائي على شواطئ مصر في الميادين ما تزال أشعاري

لي على النيل مارد عربي وحياة تمور كالإعصار

لي “جمال” وبورسعيد، ولي شعبي.. ودقي يا عاصفات جداري

مصر.. يا مصر.. يا حنيني إذا رجعت يوما قصيدة الثوار

يقصر الحاقدون عنك.. فيرمون حواليك باللظى والشرار

قهقهي للدجى، ولُمّي على النسر فراخ الصقور والأنمار

هذه أمتي.. جناك للثأر.. وقولي: متى يدمدم ثأري!”.

(الشاعر السوري سليمان العيسى)

وكما يذكر الأستاذ حسنين كروم في كتابه” عبد الناصر المفترى عليه”، فإن قوى عديدة حاولت تشويه صورة عبد الناصر. يقول: ” وفي هذه الظروف، كان صعبا علينا أن نميز بسهولة بين الذين هاجموا عبد الناصر لأن لهم مواقف وآراء يعتقدون بصحتها، أو أضيروا دون ذنب، أن اتخذت حيالهم إجراءات عنيفة دون مبرر حقيقي أو مقبول، وبين الذين يهاجمون عبد الناصر لارتباطهم بمخططات أمريكية ومصالح أجنبية رأت في عبد الناصر عدوها اللدود الذي حانت ساعة الانتقام منه ومحو ذكره، وتصفية منجزات نظامه الوطنية والاشتراكية، أو الذين أرادوا الانتقام منه لأسباب شخصية ليفرضوا زعامتهم التافهة على الناس قسرا وتحويل مصر إلى ضيعة ينهبونها ويمتصون دماء أبنائها”.

هذا هو عبد الناصر الذي انحاز للفقراء من شعبه وتأمين مصالحهم، والسعي لوحدة الأمة رغم تآمر أعداء الداخل والخارج، فكيف لا يكون له كل هذه الشرذمة من الأعداء؟

ويضيف الأستاذ كروم ” … فشعبية عبد الناصر لم تأت من فراغ أو بسبب الإرهاب والترويع، وتركيز وسائل الإعلام وخداعها، إنما استمدها من كونه بطلا حقيقيا مصريا وعربيا وعالميا، ومناضلا جسورا لصالح فقراء شعبه وشريفا عفيفا لم يغتصب شيئا لنفسه. مات فقيرا لا مليونيرا. ولم يسمح لنفسه ولأسرته ومحاسبيه بنهب أموال الدولة وتكوين الشركات وفتح مكاتب التصدير والاستيراد وإنشاء القصور والفيلات…إلخ. لذلك استحق احترام خصومه قبل أن ينال تأييد وحب مؤيديه”.

كان زمانه جميلا. كان لنا بيت تعبق في زواياه روح عبد الناصر. وكنا معبئين به، مسحورين بشخصيته الفذة. وكان أي خطاب له، يلمّ الأسرة حول شاشة التلفاز(الأبيض والأسود). وكنا كلما انشدهنا بما يقول، ونبدي حماسنا وإعجابنا، يصرخ أبي : كِنُّوا(أي اهدؤوا) نريد أن نسمع الخطاب. وكنا نكِنّ خوفا من أبي .

كانت الايام جميلة ترتبط بوحدة الأسرة التي جمعها حب واحد. موقف واحد، ذكريات تبقى تسري في العروق رغم تباعد الأزمنة وتشتت الأمة.

” أبا خالد.. يا قصيدة شعر تقالُ

فيخضرّ منها المدادُ

إلى أين يا فارس الحلم تمضي..

وما الشوط حين يموت الجواد..

إلى أين؟

كل الأساطير ماتت..

بموتك.. وانتحرت شهرزاد

وراء الجنازة.. سارت قريشٌ

فهذا هشام..

وهذا زياد..

وهذا يريق الدموع عليك

وخنجرهُ، تحت ثوب الحداد..”.

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كان رحمة الله ورضي عنه وارضاه رجلا صادقا و شجاعا وكريما وقائدا عظيما, ومؤمنا وبطلا اجتمعت فيه كل صفات وقيم الرجولة و الخلق الكريم , و كان عربيا مخلصا ومحبا لشعبه وامته حقا قولا وفعلا , ولذلك رأى فيه كل عربي عاصره نفسه في اسمى تجلياتها , راى فيه القوة والعزة والمجد , لقد احبه الشعب وكل المخلصون في مصر وفي الاسكندرون وف عربستان وفي كل البلاد العربية كما احبته واحترمته كل شعوب افريقيا واسيا وشعوب الهند والصين وامريكا اللااتينية احبه السرب واليونانيون وسود امريكا أحبته كل شعوب الارض , احبه العالم , وفرض احترامه حتى على اعدائه, على كل من يحمل منهم ذرة من الرجولة. ولم يعاديه الا الزيف والمزيفون والشواذ وكل اخ جهالة وكل من بنفسه حقد على العرب وعلى العدل والانصاف والحق , ان من عرف هذا الرجل , هذه القامة , هذا القمة , احبه وقدره واعتز به , لقد كان يستلهم تاريخ الامة ونورها الخالد ليبدد الظلام و يعيد للجميع وخاصة الفقراء والمظلومين منهم والاحرار وللاجيال الثقة في انفسهم وفي امتهم وفي المستقبل ويفجر فيهم طاقاتهم الخلاقة , وان يكونوا في افضل واروع ما فيهم , لقد هتفت له الجماهير العربية من اعماق اعماقها وكلنت صادقة
    من المحيط الهادر الى الخليج الثائر لبيك عبد الناصر
    ولهذا وذاك استهدفه الاعداء والخونة واصحاب القلوب المريضه
    و سيخزيهم الله وسيذهبوا جميعهم وتبقى الامة
    مع كل تقديري حفظك الله وابقاك سيدتي قلما حرا وجرسا يدق و بقوة لتفيق هذه الامة وتواصل المشوار

زر الذهاب إلى الأعلى