بكل صراحة ووقاحة.. أمريكا تحارب غزة !!

بقلم: عبد الهادي الراجح

 

قد يستغرب الكثير من الناس هذا العنوان أو لا يصدقونه، نظراً لأن أمريكا دولة عظمى لا تحارب إلا من هو لها نظير لها في القوة ، بينما قطاع غزة محاصر للأسف من قبل الصديق قبل العدو، ويتآمر عليه القريب قبل البعيد وكل ذلك صحيح ، ولكن مع كل تلك الآلام التي تدمي القلب قبل العين ينهض القطاع الصامد بأبسط الإمكانيات، وبدعم من ايران وسوريا، لبناء قوته الذاتية، حيث استطاعت كتائب القسام العسكرية التابعة لحركة  حماس وبضربة واحدة سحق رأس الأفعى الصهيونية وتحييد نخبة جيش العدو من خلال تحييد ما يسمى بكتيبة غزة في السابع من أكتوبر، وخلال ثلاث ساعات فقط كان الكيان الصهيوني يصرخ وهو منهار، فيما هبت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها لتقديم كل الدعم وكانت الجسور الجوية والسفن الحربية البحرية والأسطول الأمريكي المتواجد أصلاً في فلسطين المحتلة 1948م، وهرع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وتناسى حتى أمريكيه وقدم ولاءه ودعمه للكيان الصهيوني، واعلن أنه جاء لدعم الكيان كحفيد لمهاجر يهودي نجا من المحرقة المزعومة، وكذلك هرع رئيس وزراء بريطانيا الهندي الأصل ريشي سوناك الذي قابله نتنياهو ياحتقار امام العالم كله ذلك عندما أراد سوناك معانقته.
لقد كانت غرفة عمليات الحرب الصهيو أمريكية مقراً للقادة الأمريكان وعلى رأسهم وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن ، ومع ذلك لم تستطع أمريكا فعل شيء إلا قتل المدنيين وتدمير كل مؤسسات الحياة في غزة الصامدة بما في ذلك المؤسسات ذات الطابع الأممي، إذا غرفة العمليات الحربية كانت أمريكية القيادة ولكن تحت العلم الصهيوني لدعم هذا الكيان المنهار ورأى العالم أجمع أن من يرفض وقف إطلاق النار هي أمريكا وجو بايدن ووزير خارجيته وليس الكيان الصهيوني اللقيط ، حيث يعتبروا وقف الحرب هدية وانتصار لحماس ولا زالت أمريكا هي من يحارب غزة تحت العلم الصهيوني وهي من يرفض أي حل غير القتل والتدمير .
إن حرب الإبادة الصهيو أمريكية السكسونية الغربية المجرمة على غزة سوف تنتهي اليوم أو غداً بأي شكل، لكن الكيان الصهيوني هو من أصبح وجوده على المحك والرئيس الأمريكي بايدن هو من قال ذلك والجسور الجوية والبحرية لنقل كل ما يحتاجه الكيان الصهيوني بما ذلك العتاد الأمريكي وتزويد الكيان بكل مقومات الحياة ناهيك عن أحدث الأسلحة ، إن وجود ما أسماه بايدن نفسه بإسرائيل أصبح على المحك فهل يوجد شرف بهذا القدر لأهل غزة الصامدة المحاصرة منذ أكثر من سبعة عشر عاماً وهي تحارب اليوم أقوى دول العالم منذ ما يزيد عن النصف عام ولا يزال أهل غزة صامدون ويزلزلوا أرض القطاع تحت أقدام الغزاة الصهاينة والأمريكان ، فهذا القطاع المحاصر هو من أسقط هيبة أمريكا والكيان الصهيوني معاً.
العالم كله يرى أن أمريكا هي من يحارب في غزة ويتحكم بالمشهد ويرتكب جرائم القتل والإبادة لشعب أعزل إلا من إرادته ولا تخجل هذا الأمريكا وقيادتها الخرفة وهي صورة عن المستقبل الذي ينتظر أمريكا ، أنظروا لكل رؤساء أمريكا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي إنهم صورة عن المستقبل المظلم الذي ينتظر أمريكا وأن هناك عالم جديد متعدد الأقطاب يتشكل وكان لحماس دوراً كبير في صنع ملامح هذا العالم.
ودماء الغزاويين لن تذهب أدراج الرياح ولكن ستكون شقائق النعمان التي تزرع الحرية والاستقلال والتأسيس لمرحلة ما بعد زوال هذا الكيان المجرم وخلق معادلة جديدة تحسس لوحدة هذه الأمة واستقلالها الحقيقي وطرد كل القواعد الأمريكية والغربية .
نعم غزة تحارب أمريكا وكل الغرب المتصهين وذيوله العربية وبقية الذين هرعوا، وكأنهم نوري المالكي الآخر، ليصدوا صواريخ الشرف والكرامة الإيرانية التي دكت كيان العدو وجعلته أصغر وأوهن من بيت العنكبوت، كما وصفه قبل ذلك سماحة السيد حسن نصر الله .
شكراً قطاع غزة الصامد المقاوم فقد أيقظت بدماء أبنائك وبناتك وأطفالك وشيوخك الطاهرة كل الضمير الإنساني، وجعلت الأرض تضيق بما وسعت على العدو الصهيوني وخونة الأمة.. انظروا إلى الجامعات في الغرب وتحديدا في أمريكا كيف أسقطت ورقة التوت عن كل المتشدقين بالحياة المدنية وحقوق الإنسان ، يكفي أهل غزة الشرف والفخر إنهم يربكون أمريكا بكل قوتها ومعها المرتزقة من صهاينة ومتصهينين ، غزة اليوم تساهم في صناعة عالم جديد بدون كيان مصطنع اسمه إسرائيل ولكن للأسف من حول غزة هناك عرب الاعتلال والمعتدلين صهيو أمريكياً ، وكم هو مؤسف أن نرى الاستقالات لمسئولين في الغرب وعلى رأسهم أمريكا احتجاجاً على المجازر الصهيو أمريكية في غزة، في الوقت الذي لم نر مسئولاً عربياً أو حتى إسلامياً يفعل ذلك ، نعم هناك شيء في أعلى الرأس لهذه الأمة قد تعطل ولا عزاء للصامتين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى