إلى صدَّام حسين القمرُ المغادر..

 


يتذكّرونَ فيذكرونَكْ

وتلفَّتوا لا يُبصرونَكْ

ضاقتْ مُتونُهُمُ بحِمْلِ

الهمِّ فافتقَدوا مُتونَكْ

يتذكّرونَكَ كيفَ كنتَ

تمُدُّ فوقَهُمُ غصونَكْ

أوْ كيفَ ترجُفُ شارباكَ

مروءةً إذ ينتخونَكْ

أوْ كيفَ كنتَ الضلعَ إنْ

تعيا الخطى يتوكؤنَكْ

الآنَ قد عرفوا بأنكَ

سهمُهُم إذ يُطلقونَكْ

وبأنكَ الجرحُ الذي

مهما اندملتَ سينزفونَكْ

ويراقبونَ القيدَ كيفَ

تجرُّهُ ويُراقبونَكْ

حتى إذا فاحَ البخورُ

وسقتَ للمرقى ظعونَك

ندموا وعضّوا فوقَ

أيديهمْ دمًا يتوسَّلونَكْ

لو عدتَ ثانيةً لماتوا

تحتَ نعلِكَ يفتدونَكْ

فاتَ الأوانُ فلو فنوا

أعمارَهُمْ لا يُرجِعونَكْ

يا أيها القمرُ المغادِرُ

طالتِ الظلماءُ دونَكْ

رمحاً تسيرُ لوقفةٍ

قد أرعَبت مَنْ يقتلونَكْ

واللهِ مَنْ في الأرضِ

أجمعهمْ عليها يَحسِدونَكْ

فلْتعذرِ المتعمّلقينَ

فإنهمْ لا يعرفونَكْ

لا لستَ تمثالاً يجُرُّ بكَ

الرَّعاعُ ويُسقِطونَكْ

أو محضَ جسمٍ ناحلٍ

يتراقصونَ ويَطعنونَكْ

أو صورةً محظورةً

أو بيتَ شِعرٍ يمنعونَكْ

هُمْ يعلمونَ بأنكَ

الضوءُ الذي لا يُطفِئونَكْ

حيّاً ومَيتاً يرجُفونَ

إذا ذُكرتَ ويَحذرونَكْ

يا أيها الجبلُ الأشمُّ

بأيِّ قبرٍ يدفنونَكْ

اذهبْ بعيداً إنَّ مَنْ

في الأرضِ لا يَستأهِلونَكْ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى