المطلوب من شعبنا العربي, فى ظل النظام العالمي الذي سيولد من رحم الحرب الروسية الأوكرانية

معادلات القوى بدأت فعليا..
لماذا لم تمنح أمريكا والغرب الضمان لأمن روسيا وتتعهد بعدم ضم أوكرانيا لحلف الناتو ,؟
لماذا طمأنوا حكام أوكرانيا بقوتهم على ردع روسيا , وأوهموهم بالعقوبات الاقتصادية على روسيا ؟
منذ أكثر من ثلاثة عقود ,أوهموا صدام بغض الطرف عن احتلال الكويت !
فصار تدمير العراق بالغزو الأمريكي الغربي المغلف بقوات رمزيه أرسلها عملائهم من الحكام العرب !
الفرق بين غزو العراق وأوكرانيا يلوح بوضوح..
فى الحالة العراقية من شجع العراق على التمادي فى غزو الكويت , هم من دمروها .
أما من شجع أوكرانيا على التمادي فى تهديد الأمن الروسي بالانضمام الى الناتو , فقد أعطى المبرر للغزو الروسي .
السؤال , هل أمريكا تريد استنزاف روسيا , واختبار قوتها ؟
فى جميع الأحوال , أمريكا تحاول أن تحافظ على قوتها الأحادية , بإبادة الشعوب سواء عن طريق الحرب المباشرة وهى مكلفة , وهى القادره على تعويض تكاليفها , من خلال مص دماء الشعوب ,واستنزاف ثروات حكام الخليج !
او عن طريق إثارة الفتن وتأليب الدول على بعضها وجرها الي الحروب فيما بينها .
كما فى الحالة الأوكرانية الروسية ,التى تشتعل فيها نيران الحرب الآن .

تعيد الحرب الكاميرا فلاش باك..
– وقبل أن يكون إدخال أوكرانيا إلى الناتو السبب الذي أشعل الحرب الآن- نستعيد وضوح الرؤية مؤخرا لما يلى :
1- أن منطقة الدونباس غنية جدا بما يسمونه غاز الشيست الذي اتفق الأمريكان على استخراجه وبيعه لأوروبا عوضا عن الغاز الروسي
الطبيعي.
2- أن منطقة الدونباس كانت هي المنطقة الصناعية الرئيسية لكامل الإتحاد السوفيتي”( السابق)، بها الأفران التي تنتج محركات صواريخ الفضاء , وقد صارت أمريكا تشتريها من أوكرينا بعد تفكك الإتحاد السوفيتي، لأن أمريكا كانت قبل ذلك تحترق نصف صواريخها التي ترسلها للفضاء.
جراحة دقيقة تتماشى مع طبيعة الدب الروسي وهو يخوض في أمعاء أوكرانيا , تزداد دقتها وبذل العناية الفائقة حيث العملية تجرى في جزء من جسد الاتحاد السوفيتي السابق , وهو جزء مازال يقطنه سكان روس ويمثلون اكثر من الثلث , وهو ما يجعل العقل يلفظ كل ادعاءات الغرب المغرضة ,بالتدمير المتعمد لأحياء سكانية , أو بنية مدنية .
ويختلف ذلك عن سياسات الغرب الأمريكي في غزواته للعراق وأفغانستان وقصفه للمدن السورية , وليبيا , ومشاركته للتحالف السعودي الأماراتى في تدمير اليمن , حيث سياسة الأرض المحروقة التي أتت على الأخضر واليابس في هذه البلدان .
أوكرانيا ميدان للصراع..
بين روسيا التي تحاول تشجيع الصين لمحورها – فيما الأخيرة تنتظر بفارغ الصبر , ظفر روسيا بأوكرانيا , لتستعيد تايوان –
وبين أمريكا وحلف الناتو , الذي صال وجال تدميرا في شعوب الشرق الأوسط وبلدانه مباشرة أو عن طريق ذنبه الصهيوني .
وعلى ضوء نتائج الصراع سيتشكل نظام عالمي جديد .
هنا لابد أن يثور السؤال ما تأثير ذلك على الإقليم العربي تحديدا ؟
قبل أن تشتعل نيران الحرب الأوكرانية الروسية , كان عالمنا العربي , قد دمرت أمريكا وحلف الناتو أجزاء كبيرة منه , ومعهم العملاء من الرجعية العربية .
ولو قُدر ولم تحقق روسيا أهدافها من الحرب , فستزداد أمريكا وحلفائها ,تفتيتا وتجزيئا لعالمنا العربي ليضحى جثة هامدة في يد العصابات الصهيونية , يُقرب هدفها نحو اسرائيل الكبرى من النيل للفرات , بل ستفور طموحاتها الي اسرائيل العظمى من الخليج الي المحيط .
إذن لا بديل إمام الشعب العربي إلا إن يدفع حكوماته أن لا تستجيب الي الأوامر الأمريكية بمقاطعة الدب الروسي , وان تغلب مصالح شعوبها , وبقاء وطنها العربي وتماسك بنيانه , حتى لا يُذاب وينتهى مع طوفان الامبريالية والصهيونية , الذي سيجرف وطننا العربي جميعه فيما لو عادت أمريكا بعد الحرب منتشية .
وحيث الثابت أن نظام الحكم في أوكرانيا هو حليف لإسرائيل وعميل لأمريكا , بفتح الأبواب لحلف الناتو لتبقى روسيا تحت رحمة صواريخه ,
فلا عجب حين يلبى الأخوان المسلمين , ومافيا رجال الأعمال في العالم العربي , أوامر أمريكا والغرب في حربها لتتفرد بالعالم , طالما أنهم مدينون بالنشأة  لبريطانيا وأمريكا والصهيونية العالمية .
يبقى السؤال..
هل ستخرج روسيا من هذه الحرب , قادرة على أن تنهى الأحادية الأمريكية ؟
أم انها ستعيد لأمريكا فرض سيطرتها الأحادية.
أعتقد أن الحالة الأولى هي الراجحة وستدق إسفينا فى حلف الناتو خاصة لو هددت الصين وأعلنت بوضوح وقوفها مع روسيا بكل الإمكانيات .
فيما يبدو المطروح أمام الشعوب أن تُعيد الي الوجود تكتل دول الحياد الايجابي والتعايش السلمي من جديد بنفس روح الآباء المؤسسين: تيتو ونهرو وجمال عبد الناصر .
*كاتب ومحامى – مصري

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى