فى وداع 2021 واستقبال 2022

تمر الأعوام تطوى الصِحَاف بما فيها من دمار وحروب بفعل وحوش الإنسانية , واستغلال الانسان لأخيه الانسان، وقهره ماديا واجتماعيا والسيطرة عليه نفسيا , وارتفاع حد السادية عند مافيا رجال الأعمال بتجويع الفقراء والمساكين وقهرهم بالفقر والجهل والمرض، وتكبيل حريتهم خلف الأسوار بالقيود خوفاً من ثورة المطحون.
رياح وزلازل وبراكين تثور وأعاصير ,بفعل الطبيعة المتوحشة وما تخبئه من موت ودمار ومدن تزال من الوجود ,وتستقر تحت الأنقاض وانحسار لليابسة و أتساع رقعة البحار والمحيطات والصراع على ندرة العذب من مياه الأنهار .
وأخير جائحة كورونا بكل متحوراتها, واستغلال مافيا الدواء لهذا الوباء العضال , تطعيم ..وتطعيم.. وحديث عن ثالث، ولا يبقي الا الدعاء للواحد القاهر أن ينحسر هذا الوباء .
تبزغ شمس التطور التقني والعلمي على مدار الأعوام وكل يوم عن يوم تزداد سطوعا , لكنها تغيم حين تلوث نفايات التقدم سماء الكون بفعل تصاعد العوادم والسناج وأبخرة العلوم لِتُكَوِن السحابات التي تحجز شمس الدفء والفكر كذلك – وبفعل الديكتاتور- فتمرض النفوس , وأن عادت لتثور.
لكن فى شريعة الأيام التي تُكَوِن الأعوام لابد أن تمر أفراح وحبور وأعياد ترنو على جبال الجليد فتذيب القلوب لتغرد البلابل والطيور ,تعزف لحن الخلود.
وتتداول الأيام تطوى الصحاف والأعوام والسنين دون أن ندرى اي عام مضى وأي عام آت .
فيما ومضة فكر تثير فينا الابتهال الى الله بالدعاء الآن ” يا مثبت العقل والدين” لندرك أن عام 2021 يلفظ أنفاسه الأخيرة وعام 2022 يحف هواه الأبواب أو يثير العواصف والأنواء.
” اللهم أستر علينا وأجعله برداً وسلاماً على أمتنا العربية والإنسانية جمعاء، واجعله على عدونا الصهيوني والأمبريالى ومافيا رجال المال والأعمال والدواء وتجارة الأعضاء وتجار المخدرات والسلاح والإرهاب ناراُ تحرق ابدأنهم وتشويهم ليل نهار .
“بديعُ السموات والأرض “وقمة الإبداع تجلت فى منطقتنا العربية ولأننا لم تغص فى أعماقها فنُخرج التِبر من مكنونه , ولم نحلق مرفرفين فى أجوائها فنستحوذ على طاقاتها وضيائها ونستغل أمطارها , ولم نركب أمواجها لنستخرج الدُر من أحشاء بحارها , صرنا مطمع أعدائنا فسخروا روعة موقع أرضنا وربيع أجوائنا لتكون معبراً لتقدمهم, واستولوا على ثرواتنا فكانت نهضتهم , وبدت لوعتنا مع السنين التى مَكَنُوا فيها لكيان الصهاينة كَيَدِ طولي تعبث بمقدراتنا، وعلى مدار السنين صنعوا الدسائس لتحقيق الأمن لكيان إسرائيل تجاه ما أسموه الخطر العربي، مدركين انه لا يكون باستعمال القوة فقط ، فهي تقدم حلولاً مؤقتة ، أما الأمن الحقيقي – فى شريعة حاخاماتهم – لكيانهم الصهيوني فلا يكون إلا بوجود تناقضات تصل إلى حد العنف بين الدول العربية ، مما يؤدي إلى التخلي عن العداء لإسرائيل كأولوية.

وعلى مدار الأعوام، منذ حرب الخليج الثانية والثالثة 1990ثم 2003 وما تبعها من تدمير ليبيا والمؤامرة الكونية على سوريا ثم حرب السعودية ودول التحالف على اليمن، تمر أمتنا العربية فى صراع مع نفسها لصالح أعدائها , وحتى الآن وأِفُول عام 2021 قد حان .
فهذا العام شهد من الأحداث ما لم يختلف عن ما سبق من أعوام , واِن تجلى فيه اِنحسار قيم ومبادئ العدالة والحريات وحقوق الانسان التى طالما تاجرت بها مافيا وعصابات “النيو ليبرالية” فى أوروبا وأمريكا وفى عالمنا العربي ,على مدار أعوام خلت .
لكن فى العام2021 أُزيل القناع عن وجه مافيا الغرب الرأسمالي , متجاوزاً عن ما يحدث من جرائم يرتكبها أذنابه من العالم العربي .
لكن سيظل العام 2021 يشهد على مافيا النيو ليبرالية – بعد أن مصت دماء شعوب العالم الفقير , وانتهكت عن طريق سماسرتها قيم الحرية والمساواة وحقوق الإنسان, تجاههم – أنها اتجهت الى شعوبها الداخلية تجردهم من مكتسباتهم بالعصف بحرياتهم وحقوقهم الإنسانية فى الحرية والإخاء والمساواة .
ووسط دياجير الظلام , وأحلك الظروف وقبل أن تطفئ الأنوار تعلن مغادرة عام 2021 الى غير رجعة يلوح فى الأفق بزوغ بصيص من الضوء يبشر ب 2022 عام جديد , وهو ما تجلى بصمود الجيش العربي السوري , بعد نضال بالدم طال على مدى سنوات عجاف , ضد المؤامرة الكونية على سوريه , واعترافات دولية بقوة سورية وحلف المقاومة بدت من خلال تدافع حكومات مولت المؤامرة الى دمشق تعيد افتتاح سفاراتها هناك- وتراجع دول التحالف عن غيها , من خلال انتصارات حققها صمود أهلنا في اليمن وردعهم للعدوان .
وفي ليبيا الانتخابات على الأبواب .
ولا يبقى الا الإفراج عن كل المعتقلين فى عالمنا العربي , واحترام حقوق الانسان , وتغريد الحريات .
لذا ومع بزوغ شمس عام 2022 جديد نوجه دعوة للجميع …الى طريق الأعمار بالعمل والوحدة والتطلع الى غدِ أفضل يتحقق فيه مجتمع الكفاية والعدل، وتتوازى فيه الحرية السياسية مع الحرية الاجتماعية ,وتذوب فيه الفوارق بين الطبقات , بالقضاء على مافيا الرأسمالية والأمبريالية والصهيونية العالمية التى مصت دماء الفقراء واغتصبت أرض فلسطين فشردت أهل الدار الأبرياء.
فيما يبدو انتشال الفقراء من القاع والصعود بهم الى فضاء المجتمع , فرض عين , لكي يصيروا فاعلين محققين الذات متعالين على الجراح .
ويبقى الأهم , ونحن فى وداع عام مضى وبزوغ شمس 2022 عام جديد ,أن يع يشعبنا العربي صمود سوريا ويفتح كتابها فى النضال والمقاومة، لتظل الصفحة السورية مقرونة بصفحة المقاومة مفتوحة صوب أعيننا على مدار العام الجديد والقادم من الأعوام، لنؤكد على حقيقة مؤداها ” أن صراعنا العربي مع العدو الأسرائيلى هو صراع وجود وليس صراع حدود ” لنحقق الأمل بتحرير كامل التراب الفلسطيني بوصفه الطريق الرئيسي لتحقيق الوحدة العربية من المحيط الى الخليج .. وسنة حلوة علي الجميع.

*كاتب ومحامى – مصري

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى