مع جدتي في يوم ماطر…

ازعم ان جدتي البدويه النشأه العربية القامة والقيمة ان التجارب والسنون قد ثقفتها ثقافة عربية اصيلة وخاصة – غير ثقافة المدارس و الكتب والمجلات التي جبل عليها جيلي و تعلم وتتلمذ منها الشىء الكثير- فثقافة جدتي لها نكه خاصة ومميزة تتنسم منها رائحة حب الارض وصدق الانتماء اليها و فطرية محبة امتنا العربية الماجدة فجدتي نهلت ثقافتها الوطنية والعربية والانسانية من المجالس التي كانت تعقد في بيوت الشعر بيوت العز والكرم والكبرياء العربي – و في ليلة شتاء كانونية ماطرة جرى هذا الحوار الثقافي الاجتماعي السياسي مع جدتي –
انا : هل سمعتي بالعالم الجديد ؟
الجدة : قصدك دولة جزاري الهنود الحمر- نعم سمعت بهم وبأعمالهم الشينه ضد هذا الشعب المسالم واحتلال ارضه .
انا : بقولوا الحكام العرب المطبعين والمهرولين تجاه دولة العدو والاحتلال الصهيوني – ان امريكا تعمل على حل القضية العربية الفلسطينية سلما
الجدة : هؤلاء الناس ( تقصد الامريكان ) ليس لديهم رغبة في حل القضية الفلسطينية هم يسعون الى الامساك فقط بخيوط اللعبة السياسية وتوجيه مسار القضية بما يخدم الحركة الصهيونية العالمية والعرب السذج يتوهمون بان امريكا مهتمه بحقوق الانسان وفرض الحلول السلمية في المنطقة العربية وهذه اكبر كذبة يتداولها الاعلام العربي صباح مساء امريكا يابني هي العدو الحقيقي المتخفي خلف دولة الاحتلال الصهيوني .
أنا : خيار السلم هو الخيار العربي الاستراتيجي الان
الجدة : اسمع يابني الخيار الصهيوني هو ادامة الحرب مع العالم العربي والاسلامي حتى يحتلوا كافة فلسطين وجوارها ايضا وهم يابني على نقيض الخيار العربي الرسمي الداعي للسلام هذا الخيار لايدفي ولايسند القضية هو بالعربي الفصيحة استسلام للصهيونية العالمية ومن ورائها من دول الاستكبار العالمي – الم تسمع خطاب الرئيس الوطني القومي جمال عبد الناصر حين قال كلمته المشهورة : نحن لا نحارب اسرائيل اننا نحارب من وراء اسرائيل – وكان يقصد امريكا ودول اوروبا الغربية المتصهينة فالمذابح التي تعرض لها شعبنا العربي في فلسطين هي بالايدي الصهيونية ولكن بالسلاح الامريكي والاوروبي فالطائرات والقنابل العنقودية والنابال وغيرها من الاسلحة الفتاكة كلها صناعة غربية بامتياز فالعملاق الامريكي الارعن مربوط بحبل يتحكم فيه القزم الصهيوني وان علينا ان نتعامل معه على هذا الاساس
أنا : ماهو الحل او الخيار الاخر امام العرب ؟
الجدة : حط كلامي يابني في اذنيك – الامة العربية امة عريقه مجيده لها تاريخ كبير لا تنحني بسرعة ولاينكسر مجدها هكذا بالمجان عند اول نكبه او حتى اخر النكبة المائه, يابني الامة صاحبة التاريخ لاتخاف عليها فالنصر حليفها ولو بعد حين فهي يابني تحيل العثرات الى درجات السلم الصاعد نحو النصر والتحرير والاعداء يراهنون على الوهن العربي الحالي والتشرذم والجاهلية العربية المعاصرة وهذه الحال لن تطول الى ما لانهاية فيقضة اهل الدار و من في اكناف بيت المقدس وصحوة الجسد العربي العملاق وعودة ذاكرته اليه وسريان العافية في اوصاله قادمه بمشيئة الله نصرا حتميا – انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا والعاقبة للمتقين – تصبح على خير يابني انا رايحه انام الصبح عندي شغل – ذهبت جدتي للنوم ولم نكمل الحديث وللحوار بقية في قادم الايام فسلام على روحك الطاهرة العربية النقية ياجدتي المؤمنة بفطرتها وسجيتها البسيطة بحتمية نهضة الامة وتقدمها ونصرها فريضة وجودية مهما طال الزمن وادلهم الخطب على امة الضاد .

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى