أعداء حزب الله اللبناني شهود على وفائه ومصداقيّته

تناقضت التحليلات والتعليقات في تحديد نتائج الصدام المسلح الأخير بين حزب الله وإسرائيل؛ أنصار الحزب اعتبروه تحديّا مشرفّا ونصرا، بينما إسرائيل، وبعض الحكام العرب الذين يحاولون استغلال الخلافات الدينيّة السنيّة – الشيعيّة للحفاظ على عروشهم، وخدمة مصالحهم ومصالح اسيادهم في واشنطن وتل أبيب قالوا إن هذا الرد على اعتداءات إسرائيل الأخيرة على مكاتب الحزب في بيروت لم يكن موجعا كما وعد السيد حسن نصرالله، واعتبروه هزيمة أو ” مسرحية ” يطبّلون ويزمّرون لها، وسددوا سهامهم للحزب وقائده، وحاولت إسرائيل الالتفاف على ما حدث بإظهار قدرتها على المناورة والخداع.
حزب الله قاتل ويقاتل من أجل لبنان وفلسطين والأمة العربية، ويساعد المقاومة الفلسطينية؛ والحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن العداء الشديد الذي يكنّه بعض الحكام العرب والصهاينة وقادة أمريكا وبعض دول الغرب للحزب هو أصدق دليل على وفاء وولاء الحزب وقادته للأمتين العربية والإسلامية.
عداء الحكام العرب للحزب ليس جديدا ويعود إلى السنوات الأولى من تأسيسه؛ فقد صنّفته جامعة الدول العربية الفاشلة “منظّمة إرهابيّة ” في اجتماع وزراء الخارجية العرب بتاريخ 11 / 3 / 2016 وتحفظ على ذلك القرار التصنيفي الجائر لبنان والعراق والجزائر؛ وصنّفته دول مجلس التعاون الخليجي في 2/ 3 / 2016 ” منظمة إرهابية “، وانتقدت ممارساته التي قالت إنها تشكل تهديدا للأمن القومي العربي، وادّعى الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني ان الحزب يجنّد شباب دول المجلس للقيام بأعمال إرهابية وتهريب الأسلحة، وإثارة الفتن والتحريض على الفوضى والعنف الذي يهدد دول المجلس والأمن القومي العربي! ونسي سعادته دور بعض الدول الخليجية في التدخّلات والمؤامرات والحروب في المنطقة العربية؛ وصنّفته أمريكا وبريطانيا وفرنسا “منظمة إرهابية” وفرضت عقوبات عليه وعلى قادته، وتعتبره إسرائيل من ألد أعدائها وتهديدا حقيقيا لوجودها.
إذا كان أعداء حزب الله هم ألد أعداء الشعب العربي وفي مقدمتهم إسرائيل وأمريكا وبريطاني وفرنسا والانهزاميين من الحكام العرب الذين تنازلوا عن حق أمتنا في القدس وفلسطين والجولان، فكيف يكون حزب الله إرهابيا ويعمل ضدّ مصالح الأمة العربية؟ وهل يعقل القول ان إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وفرنسا تحارب حزب الله لأنه يعمل ضدّ قضايا ومصالح الأمة العربية كما يدّعي بعض العرب؟ وهل يمكن لأحد ان يصدّق أكاذيب الحكام العرب الذين استسلموا للصهاينة، وتحالفوا مع ترامب الذي يحتقرهم، ويبتزهم، ويلزمهم على دفع مئات بلايين الدولارات لحمايتهم وثمنا لأسلحة ليقتلوا بها بعضهم بعضا؟ وهل يمكن لعقل سوي ان يصدق ان حزب الله وإيران والشيعة أخطر على امتنا العربية من إسرائيل وأمريكا كما يقول معظم الحكام العرب؟
أنا .. سنّي .. فلسطيني أحاول ان أقول الحقيقة كما أراها، وأعتقد أنه من الغباء الانصياع للحكام العرب ورجال الدين الذين يحاولون تأجيج الخلافات الدينية بين مكونات مجتمعنا العربي. السنة والشيعة العرب أخوة في الدين وشركاء في المصير، ينتمون الى وطن واحد، ودين واحد، ويعبدون ربا واحدا، وتربطهم صلات رحم وجوار وتاريخ وثقافة؛ وإن إيران دولة مسلمة معادية لإسرائيل وأمريكا، وتدعم حزب الله وحماس وجبهة المقاومة، وتقف بصلابة في وجه العدوان الأمريكي الصهيوني العربي، وتشكل تهديدا حقيقيا لوجود إسرائيل والحكام العرب الخونة والمصالح الأمريكية والغربية في المنطقة.
هجوم الحكام العرب ومن لف لفيفهم من رجال الدين المنافقين على حزب الله ليس مستغربا لأن الحزب هو التنظيم العربي المقاوم الأقوى الذي أثبت قدرته على الصمود والتحدي، وساهم في كشف انهزامهم وتخاذلهم ونفاقهم وتآمرهم على العرب والمسلمين، وصدق أبو الطيب المتنبي بقوله ” وإذا أتتك مذمّتي من ناقص ….. فهي الشهادة لي بأني كامل.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى