ماذا فعل العرب والمسلمون بعد مرور عام على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل؟

تحدّى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العالمين العربي والإسلامي والإرادة الدولية وأعلن في السابع من ديسمبر (كانون الأول) 2017، عن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأصدر أوامره لوزارة الخارجية بالتحضير لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وتم نقلها وافتتاحها رسميا في 14 مايو (أيار) 2018.

فماذا كانت ردود الفعل الرسميّة والشعبيّة العربيّة والإسلامية؟ لقد اقتصرت ردود الفعل الرسميّة على” نشجب، ونستنكر، وندين، وسنتّخذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب” الذي لا يأتي أبدا! وما الذي حدث بعد مرور عام على القرار الأمريكي؟ لم يحدث أي شيء يزعج سيّد البيت الأبيض الذي!  العرب ما زالوا يشترون أسلحة بمئات المليارات، ويدفعون” ثمن حمايتهم ” بسخاء، وينفذون الأوامر الأمريكية، ويطبّعون مع إسرائيل، ونتنياهو حط الرحال في مسقط، وقريبا سيحتفى به في عواصم عربية أخرى، وتنزّهت وفود إسرائيلية في عدد من عواصمنا العربيّة، وزار إدريس بيبي رئيس تشاد ووفود من دول إفريقية إسلامية أخرى إسرائيل!

أما بالنسبة للشعوب الإسلاميّة، وخاصّة العربية فإنها ما زالت تغطّ في نومة .. كهفيّة سرمديّة .. عميقة، وتستيقظ مؤقتا عندما تجوع، أو ترتفع الضرائب وأسعار المحروقات؛ عار على 1800 مليون مسلم، منهم 400 مليون عربي أن يستسلموا ويقبلوا سيطرة الصهاينة على قدس الأقداس ” أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”! فأين أمّة عمر وصلاح الدين والمعتصم؟ وما الذي أصابها؟ لقد أذلّها الطغاة وحطّموا كبرياءها وجوّعوها فأصبح همّها الحصول على رغيف الخبز المغموس بالقهر والذل والدموع ونسي أبناؤها القدس .. مكرهين ..!

لقد تخلّى الحكّام العرب عن القدس وفلسطين وسلّموها للصهاينة على طبق من ذهب، وإن تصريحات” ندين ونستنكر وسنرد” ليست سوى أكاذيب لخداع الشعوب؛ حكّامنا قبلوا أن يكونوا .. عبيدا .. لترامب ونتنياهوا، ونحن قبلنا أن نصبح  .. عبيدا للعبيد ..، ولا أمل لنا إلا بالثورة على العبودية واجتثاثها من جذورها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى