فى الذكرى الـ 66 لثورة 23 يوليو 1952 الناصرية

ما بين حكام الرجعية العربية وتنصيب السادات روابط وأرتباط , فيما يبدو أنها لاحت قبل أن يكون رئيسا للجمهورية العربية المتحدة , دشنها “كمال أدهم ” رجل المخابرات السعودى الجنسية ورجل ال C I A فى الشرق الأوسط , والهدف القضاء على ثورة يوليو وزعيمها جمال عبد الناصر ,بعد محاولات فاشلة لأغتياله أو أغوائه من جانب المخابرات الأستعمارية وتمويل من حكام آل سعود .

كان قلب جمال عبد الناصر قد أنهك وهو المعتل من جراء مؤتمر القمة العربى الذى انعقد بالقاهرة لوقف نزيف دم الشعب الفلسطينى فيما بدى عليه الأعياء من محاولات جعلت ملك الأردن السابق يمتثل لأرادة الزعيم التى حقنت ماتبقى من دماء المقاومة الفلسطينية , ويبدو أن تطوع السادات بعمل فنجان قهوة للزعيم يزيل عنه أثار العناء وليتمكن من توديع أمير الكويت بالمطار قد عجل بلقاء الله الواحد القهار – ولكل أجل كتاب .

طوفان البشر وبحر الدموع فى موكب مهيب والوداع الأخير لجمال عبد الناصر , هى جنازة القرن العشرين ,التى زلزلت أركان الرجعية العربية والصهيونية والأستعمار حين استشعرت أن يستمر جمال عبد الناصر وتدوم ثورته ,فصارت كلمة السر التى اجمعوا عليها وقوى الثورة المضادة من مافيا الرأسمالية العربية والعالمية والأحتكار , القضاء على ثورة يوليو وعلى جمال عبد الناصر فى قبره – ومازالوا الى الآن .

دشنت “كامب ديفيد” لذلك وبمداد سرى كُتِبَت أول جملة فيها ” القضاء على ثورة يوليو وأنجازات عبد الناصر , وتشويه تاريخه حتى يكفر به الناس , فيموت فى قبره” – وتوارت تلك الجمله بين الكلمات لكنها كانت فى ملحق خفى للصفحات ورائها بيجين والسادات , وقد نجح “كيسنجر”ذلك الصهيونى اللعين , فى صياغتها منذ التقى السادات قبل حرب 1973 ومابعدها.

وصارت كامب ديفيد والى الآن تشهر معاول هدم ثورة يوليو وتشويه زعيمها حتى لايكون قدوة يقتدى بها شعبنا ويسير على منوالها وليكفر بكل ماهو وطنى وقومى عربى فتنعدم ارادته ويفقد استقلاله وحريته فيسلم رقبته لمافيا الصهيونية والرأسمالية المحلية فتمص دمه ولتفرط فى الأرض والأنسان العربى ليضحى حكامها سماسرة لصندوق النقد والبنك الدوليين وعملاء للصهيونية والأمبريالية الأمريكية , ويضيع الوطن , وتكون التربة مهيئة لتحقق أسرائيل حلمها التلمودى من النيل للفرات .

قدم مبارك أوراق اعتماده حين استمر فى بيع المصانع التى بناها جمال عبد الناصر للشعب المصرى وللعمال بأبخس الأثمان للرأسمالية العالمية وباع القطاع العام ملك الشعب والذى حمى مصر من مافيا الرأسمالية العالمية والحصار الأقتصادى , والى الآن تستمر الحكومات المصرية فى النهب الأقتصادى وبيع ماتبقى من القاعدة الصناعية التى دشنت فى عهد جمال عبد الناصر, ورفعت شعار كله بالفلوس فقضت على مجانية التعليم والصحة وخصخصة كل شىء أكتسبه الشعب المصرى منذ ثورة يوليو حتى وفاة جمال عبد الناصر , وصار الآن الخضوع للبنك والصندوق الدوليان هو سمة الحياة الأقتصادية فى مصر بعد الأمتثال لكل شروطهما التى قضت على منجزات جمال عبد الناصرو ثورة يوليو التى انحازت للفقراء فصار تقديم الفقراء وقودا لمشاريع مافيا رجال الأعمال التى جلست مع الحكومة الآن تشرب نخب أنفراد الطبقة الرأسمالية بالحكم بعد أن تدهورت أحوال الطبقة الفقيرة الى باطن الأرض وصارت الطبقة المتوسطه هى عنوان كبير للفقر والفقراء.

كان محمد أبوسويلم بطل (أرض) عبد الرحمن الشرقاوى هو فلاح ماقبل ثورة 23 يوليو 1952 جسده يوسف شاهين تجسيد واقعى والمأمور من القصر والأقطاع والأنجليز وقد أصدر الأوامر بتكبيله من أقدامه بالسلاسل والحبال التى علقت بلجام الخيل فأعطى لها الأشارة فأطلقت أقدامها للريح لِسحل الفلاح الأصيل محمد ابوسويلم الذى تشبث بالأرض فأنغرست يديه فى طينها يروى بدمائها المسال عطش الأرض لعرق ابنها الفلاح .

جاءت ثورة يوليو فأعادت روح محمد ابوسويلم من جديد , حين وزع جمال عبد الناصر خمسة فدادين لكل فلاح معدم , بعد أن أخذ من الأقطاع ما نهبوه عنوة من أرض مصر, فأرتوت أرض مصر بعرق فلاحيها , وصار ابنائهم العلماء , ” ورد قلبى” هكذا جسدها يوسف السباعى حين ساوى بين ابن الجناينى وابن الباشا الأقطاعى فنتهى عصر الأقطاع .

على أرض الواقع جسدت آلاف المصانع التى بنيت فى كل مكان من أرض مصر – أنحياز ثورة يوليو للعمال , وصار عيد العمال كل عام يحتفل ببناء العديد من المصانع التى يشكل مجلس أدارتها العمال , فقضت الثورة على مافيا الرأسمالية اذناب الرأسمالية العالمية التى كانت تتاجر بعرق العمال , وصار العمال مع الفلاحين يشكلون البرلمان , فتم القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم, وتواصلت الثورة تحقق المزيد للفقراء الى أن مات جمال عبد الناصر .

كان العدل الأجتماعى هو نظرية ثورة يوليو , فكانت حتمية الحل الأشتراكى والعدالة الأجتماعية بتذويب الفوارق بين الطبقات , من خلال قوانين التضامن الأجتماعى ويوليو الأشتراكيه والحق لكل أنسان فى التعليم والصحة بالمجان .

فى أطلالة على عروبتنا كان جمال عبد الناصر وثورة يوليو فى كل مكان من أرضنا العربية يمدا للشعب العربى يد العون لتخليصه من قيود الاستعمار ليصوغ حريته وفق امانيه وقد تحقق الكثير – وعن فلسطين كانت ثورة يوليو وقد ولدت من رحم الفالوجه وتوقف قلب عبد الناصرعندها وهو يحقن دماء اهلنا فى فلسطين وقد وهبها حياته وحَلِم بوحدة عربيه لاتتحق اِلا بفلسطين عربية .

وعلى العالم الحر أطلت ثورة يوليو بعروبتها نبراس لكل حركات العالم التحرريه فى اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينيه وصار عبد الناصر بالعرب الى عنان السماء , حين دشن مع تيتوو نهرو قوةثالثة فى العالم ضد الهيمنة الأمريكية فى حلف الأطلنطى وعلى مسافة من حلف وارسو بزعامة الأتحاد السوفيتى – فحاصر أسرائيل بكل دول عدم الأنحياز وغدت ثورة يوليو وجمال عبد الناصر والعرب أسماء ترن فى عالم الأقوياء.

لم يكن تأميم قناة السويس وبناء السد العالى ولا كسر أحتكار السلاح ولاحرب الأستنزاف ضد أسرائيل , هم البناء الأقوى فى ثورة يوليو وزعيمها جمال عبد الناصر ,وانما صار بناء الأنسان العربى وصار العقل العربى يتقد وينير الطريق لكل تقدم وازدهار على ارضنا العربية بفعل الفكر القومى العربى الذى صاغته مواثيق ثورة يوليووخاصة ميثاق العمل الوطنى وديناميكيه الحركه عند زعيمها جمال عبد الناصر , الذى فرضت مبدأ تكافؤ الفرص وأفساح المجال لكل العقول التى تبغى صالح العرب والعروبة- ولذلك مورست على هذا الانسان القومى وعلى اصحاب الفكر القومى العربى ,أشد أنواع الديماجوجية والتشويه من جانب فضائيات مافيا رجال الأعمال والحكام العرب الموالين للصهيونية والأمبريالية ليتم القضاء على فكرة القومية العربية التى هى هدف ثورة يوليو وحلم جمال عبد الناصر حين تتجسد بالوحدة العربية .

لذا كان قتل جمال عبد الناصر فى قبره مرصود من الكيان الصهيونى , حين احتفلت السفارة المصرية فى تل أبيب منذ عامين بثورة يوليو فى قلب الكيان الصهيونى وعلى وقع ترقعات الكاسات شرب نتنياهو وحرمه ورئيس الكيان الصهيونى مع السفير المصرى بتل ابيب , نخب دماء الشهداء المصريين الذين قتلتهم أسرائيل ونخب مقتل عبد الناصر فى قبره والقضاء على ثورة يوليو فى تل ابيب – ولم يكن لأحتفال الكيان الصهيونى بما سمى عيد دولة اسرائيل ( نكبة فلسطين)فى 15 مايو من هذا العام – فى فندق هليتون فى ميدان التحرير بالقاهرة وعلى مقربة من ميدان عبد المنعم رياض المناضل الجسور ضد اسرائيل – اِلا تجسيد لماتبغية اسرائيل ومن سايرها وهو القضاء على ثورة يوليو وجمال عبد الناصر فى قبره .

فى الذكرى ال 66 لثورة 23 يوليو 1952 – وأمام مبتغى شعبنا العربى أفشال صفقة القرن , وأعتبار نقل سفارة امريكا بالقدس لايساوى المداد الذى قرره , وقرار الكنيست بقومية الدوله اليهوديه والقدس عاصمة الكيان الأسرائيلي- لابد لشعبنا العربى أن يتمسك بثوابته ولايحيد عنها , واولها قوميته العربية والنضال من أجل وحدتها ,وعروبة فلسطين من النهر للبحر , ونضاله ضد الرجعية العربية ومافيا رجال الأعمال اذناب الرأسمالية الصهيونية العالمية , والتصدى لمافيا الأعلام والفضائيات المموله بالبترودولار الصهيونى والتى لاهم لها اِلا تشويه زعامة ونضال جمال عبد الناصر وثورته – ويجب على كل الشعوب العربية أن تبرهن لأسرائيل وعملائها العرب ولقوى الأستعمار الأمبريالى ,أن ثورة يوليو مازالت بمبادئها -واخصها القضاء على الاستعمار واعوانه وأقامة عدالة اجتماعية –حية فينا وأن تبدأ بديناميكية الحركة بين مختلف جماهيرها من المحيط الى الخليج بالثورة على كل عملاء اسرائيل العرب

لتؤكد أن جمال عبد الناصر حى فينا رغم الكفن خالد فى لوح الزمن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى