شركاء الامس في الإرهاب.. أعداء اليوم

لقد ظهرت الازمة السعودية القطرية في ظل هزيمة عصاباتهم الوهابية التكفيرية الارهابية تحت ضربات الجيش العربي السوري – والعراقي وحلفائهما في زمن قياسي وبعد ايام قليلة من الزيارة المشؤومة للرئيس الامريكي ترامب للسعودية الشهر الماضي التي انعكست تداعياتها بشكل سبلي على هذه الازمة بسبب الفوضى في مواقف الرئيس  الامريكي المتناقضة مع مواقف وزارتي الخارجية  والدفاع والاستخبارات حول الازمة الخليجية بعد انحيازه لمواقف النظام السعودي في مواجهة النظام القطري مع العلم ان كلا النظاميين كيان وظيفي وجد لخدمة الاهداف الصهيوأمريكية في المنطقة .

وفي الحقيقة ان الرئيس الامريكي ترامب لم ينكر العلاقة بين زيارته للسعودية وانفجار الازمة الخليجية بعدما كتب في حسابه على توتير ” من الجيّد أن نرى أن زيارة المملكة العربية السعودية واللقاء مع الملك و50 دولة بدآ بإعطاء نتائجهم .  واضاف لقد قالوا إنهم سيتبنّون موقفًا أكثر حزمًا في التعامل مع تمويل التطرّف وربما سيكون هذا بداية نهاية الإرهاب”.

وكل التلميحات كانت تشير إلى قطر ويبدو واضحًا أن وصول ترامب إلى السعودية شجع قيادتها ونظام الإمارات على تفجير الخلاف المكبوت مع قطر لتصفية حساباتهم القديمة معها.

لذلك فقد جاءت تصريحات ترامب ومواقفه حول الأزمة الخليجية متناقضة مع ما ذهبت إليه وزارتا الخارجية والدفاع  بل والبيت الأبيض نفسه الذي دعا هؤلاء جميعًا إلى التهدئة وعدم التصعيد لكن

تغريدات ترامب كانت مفاجئة لهم وخاصة  بعد توجيه اتهاماته للنظام القطري بتمويل التطرف وقد تناقضت هذه التغريدات مع تغريدات نشرتها السفيرة الأميركية في قطر دانا شل سميث قبل ذلك بيومين وقالت إن قطر حققت “تقدمًا حقيقيًا” في كبح الدعم المالي للإرهابيين .

وفي نفس السياق اشار بعض المحللون الأمريكيون على ان الانقسام الخليجي الذى حدث بعد وقت قصير من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة يبرهن ان انجازاته كانت سطحية للغاية.

وانطلاقا من هذه المعادلة فانهم يعتقدون ان مصالح الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط بشكل عام وفي منطقة الخليج العربي بشكل خاص قد تواجه تحديات جدية كبرى بسبب ضعف كفاءة الرئيس الأميركي وعدم خبرته واعتماده مسوغات أيديولوجية صارمة وغير عملية في توجيه دفة السياسة الخارجية، فضلًا عن حساباته وخصوماته الشخصية مع اركان ادارته عداك عن المشكلات الداخلية التي تحيط به منذ وصولة للبيت الاسود الامريكي وهذا ما يفرض عليه البحث عن أي إنجاز سياسي للتغطية على فشله على الصعيد الداخلي حتى  ولو كان مفتعلًا لهذا السبب فهو رأى في تصعيد الازمة الخليجية بين عملائه الصغار في السعودية وقطر حجة ومبرر لمكافحة تمويل الإرهاب مع العلم ان تفاقم الازمة الخليجية سبب هواجس كبيرة لبعض اركان الادارة الامريكية من اهمها .

الخشية من الروس استثمار هذه الازمة والوصول الى قطر بعد انحاز الرئيس الامريكي ترامب للنظام السعودي على حساب النظام القطري .

ثانيا : الخوف من ان الانقسام الخليجي سيفقد الادارة الامريكية محاولاتها في احتواء الجمهورية الاسلامية الايرانية والاخلال بالتوازن اذا لجأت قطر لتعزيز علاقاتها مع ايران .

ثالثا : لا يخفي بعض جنرالات الحرب في وزارة الحرب الامريكية قلقهم الشديد من ان عزل قطر ومقاطعتها من قبل النظام السعودي والاماراتي والبحريني سيحرم القيادات العسكرية في هذه البلدان من زيارة قاعدة العديد الامريكية في قطر للتزود بالمعلومات والاوامر والتنسيق الجماعي .

رابعا : يعتقد بعض جنرالات الحرب الامريكيين ان تفاقم الازمة الخليجية قد يخرج عن نطاق السيطرة الى مواجهة عسكرية وخاصة بعد اعلان النظام التركي تفعيل الاتفاقيات العسكرية السابقة مع النظام القطري .

خامسا : يعتبر بعض المسؤولين في الادارة الامريكية ان حصار النظام القطري سينعكس بشكل سلبي على الشركات الامريكية العاملة في الخليج وقد تحاول الانظمة في السعودية والامارات والبحرين تضييق الخناق على النظام القطري لفرض المزيد من الضغط على الشركات الامريكية للانسحاب من قطر او تتعرض لعقوبات اقتصادية وحظر عملها ونشاطها الاقتصادي في بلدانها .

سادساً : إن بعض اركان الادارة الامريكية يعتبرون ان الضغط على النظام القطري لقطع علاقاته مع بعض القوى في المنطقة التي تصنفها الادارة الامريكية ” ارهابية للتواصل معها عند الضرورة مثل حركة حماس / او حركة طالبان التي تحاربها في افغانستان ” سيضر بمصالحها مع العلم ان الادارة الامريكية في عهد بوش الابن وادارة اوباما كانت تعتمد على النظام القطري كمخلب قط صهيوامريكي لمد الجسور المخفية للتواصل بشكل غير مباشر مع هذه القوى .

وفي هذا السياق لا بد من ربط ما يحصل في سورية والعراق من انتصارات وهزائم متلاحقة للعصابات الوهابية التكفيرية وتداعياتها على الازمة الخليجية وبين الاطماع الصهيونية في المنطقة وتصريحات الرئيس الامريكي ترامب الذي اطلق العنان لتصريحاته النارية التي تهدد سورية وقيادتها بعد نجاح الجيش السوري وحلفائه في الوصول إلى الحدود العراقية وخسارة واشنطن ” بوابة التنف ” وتوسيع نطاق سيطرتهم شمالاً نحو دير الزور وجسدت عملية التواصل بين اطراف محور المقاومة من طهران الى بغداد والمقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة مما ارعب الادارة الأمريكية التي فشلت في تحقيق اهدافها في سورية مما فرض على الرئيس الامريكي البحث عن مبرر للعدوان على سورية وكانت الحجة والمبرر والفزاعة ان الجيش العربي السوري يحضر لتنفيذ هجوم كيمائي جدي دون وضع ولو دليل واحد امام الراي العام العالمي وقد تساوقت الحكومة البريطانية والفرنسية مع هذا الافتراء وقد لا نستبعد أن تقوم العصابات المسلّحة المحسوبة على واشنطن بافتعال ضربة كيميائية كما فعلت في خان شيخون في نيسان الماضي وقبلها في الغوطة لتشكل المبرّر للعدو الصهيوامريكي للعدوان مرة اخرى على سورية.

والهدف من كل هذه البربغندا الاعلامية الصهيوأمريكية وسياسة التضليل هي لحشد الانظمة الاستعمارية الغربية من جديد لوقف تقدم الجيش العربي السوري نحو الشرق بعدما صمد في مواجهة العصابات الوهابية التكفيرية المدعومة بسلاح الجو والمدفعية الصهيونية فيما يسمى غزوة القنيطرة وافشل اهدافها في استحضار ما يسمى المنطقة الامنة كما افشل الهجوم على الجبهة الجنوبية في درعا وتكاملت انتصارات الجيش العربي السوري على معظم الجغرافية السورية لذلك قد تغامر الادارة الامريكية المتصهينة بعدوان جديد على سورية ولكن خيارات الرد السوري وحلفائه ستبقى مفتوحة على كل الاحتمالات وخاصة ان العدو الصهيوني يحاول استثمار هذه الازمات ليكون هو الرابح الاكبر وخاصة بعد استثمار الازمة الخليجية لفرض المزيد من العلاقات مع الانظمة العربية والاسلامية المتصهينة وفي مقدمتها النظام السعودي الذي يحاول الاستقواء بالعدو على سورية وحور المقاومة مقابل اقامة علاقات كاملة والهدف منها شطب وتصفية القضية الفلسطينية وتحويل معادلة الصراع العربي الصهيوني الى معادلة للصراع العربي الايراني .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى