.. ويستمر العدوان الإرهابي الصهيوني على شعبنا الفلسطيني

 

نشهد هذه الأيام ومعنا كل العالم عدوانا إرهابيا صهيونيا متجدداً حيث تقوم حكومة الإرهابي نتنياهو بشن عدوان إرهابي دموي بشع على شعبنا العربي الفلسطيني في قطاع غزة ترتكب فيه القوات الصهيونية كعادتها جرائم دموية غير مسبوقة لم تمارسها أي قوة إرهابية في تاريخ البشرية في بشاعتها وإجرامها، تستخدم كل أنواع الأسلحة الجوية والبحرية والبرية ضد شعبنا أطفاله وشيوخه ونسائه وشبابه ، تدمر المنازل على سكانها كما تدمر المؤسسات وبخاصة الإعلامية والبنية التحتية، تحرق الزرع والحجر مثلما تحرق البشر، وهم أحياء ترتكب مجازر تجسيدا لعقيدتها وطبيعتها وكينونتها القائمة على القتل والتدمير والطرد والتهجير مستندة إلى ذرائع واهية أبرزها منع إطلاق صواريخ المقاومة من قطاع غزة واستئصال حركات المقاومة وفي حقيقة الامر هي التي بدأت العدوان كعادتها دائما.

مستندة في هذا الوقت بالذات على الأوضاع الفلسطينية الداخلية التي تعاني من انقسامات، وكذلك من مجريات الأحداث الجارية في العديد من أقطار الوطن العربي حيث صراعات تقف وراءها وتحركها الامبريالية الأمريكية الحليف الاستراتيجي للصهيونية وكيانها مثلما تساندها أيضا دول غربية استعمارية وأنظمة عربية تمارس أبشع أنواع التطبيع مع العدو الصهيوني المجرم.

انه عدوان صهيوني إرهابي تستخدم فيه قيادة العدو الصهيوني آلة حربية متعددة ومتطورة في مواجهة مقاومة شعب اختار التمسك بأرضه ووطنه وحقوقه المشروعة وحريته وكرامته. لقد تأسس هذا الكيان الغاصب على انه “دولة يهودية” ولم يرسم قادته حدودا جغرافية وبشرية له حيث تركت هذه الحدود عائمة لأغراض عدوانية عنصرية، لكن منطق التاريخ وسياقه وعدوانية الكيان وإرهابه يدل على استحالة استمراريته مهما قدمت له الدول الاستعمارية التي اقامته من دعم عسكري وسياسي ومادي وبشري ومهما قدمت له أنظمة عربية من دعم واسناد من خلال التطبيع معه، لكن هذا يتطلب أيضا توحد الشعب على قاعدة مقاومته وكذلك المخلصين من الأمة العربية من اجل اختصار عمره الزمني ذلك لان للفعل المقاوم الدور الكبير في زعزعة أمنه واستقراره وضرب اقتصاده. مما يسرع في زواله لان كيان قائم على دعائم الآخرين لن يستمر قائما ويسقط بسقوط هذه الدعائم هذه ليست رغبات لكنها حقائق تدعمها دلائل سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية نتوقف عند الأهم المتمثل بانتصار المقاومة في مواجهة هذا العدو الغاصب لأراض في فلسطين ولبنان وكذلك فشل المشروع الأمريكي المساند لهذا العدو في فرض سيطرته على المنطقة وبالتالي يفقد قدرته على توفير الأمن والحماية والديمومة لهذا الكيان.

ان الجهد الذي يكرسه قادة الكيان الصهيوني لفلسفة وسياسة وفكر وممارسة الحروب العدوانية تؤكد ان القوة والحروب هي أساس وجوده واستمراريته، وبالتالي فإن هذا العدو في استعداد دائم بين الحرب والاستعداد لها، اما التفاوض الذي اختاره البعض فهو عند العدو الصهيوني فسحة من الوقت لتحقيق مخططات مشاريعه وبخاصة الاستيطانية منها من جهة وتجريد العرب من عناصر قوتهم من جهة أخرى وبذل الجهد المكثف من اجل زرع الفرقة بينهم لتثبيت شرعية وجوده على الأرض العربية وتوفير المناخات لاغتصاب المزيد منها وصولا إلى حلمه الكبير في إقامة “دولة اليهود” مما يعني شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإلحاق المواطنين الفلسطينيين في ارض فلسطين العربية المحتلة بملايين اللاجئين، وقد انتهج الرئيس الأمريكي رونالد ترامب سياسة دعم العدو الصهيوني عبر القدس والأونروا وهذا دليل على انهاء حق العودة.

نؤكد واعتمادا على مجريات الأحداث سواء أكان ذلك في حرب 13 تموز عام 2006 ضد لبنان أم العدوان على قطاع غزة عام 2008/2009 وكذلك العدوان على القطاع أيضا عام 2012، 2014 وكذلك هذه الايام ان العدو الصهيوني لن ينجح في تحقيق أهدافه من هذا العدوان المتجدد فالمقاومة لن تهزم وإرادة الشعب لن تكسر وسيبقى صامدا ولن يحقق العدو الصهيوني سوى الهدم والقتل والتدمير. وستلحق به خسائر باهظة بفعل المقاومة وصواريخها.

ونقول للمراهنين على ما يسمى بمفاوضات التسوية سواء أكانوا فلسطينيين أم أنظمة عربية أم أمريكان وأوروبيين بأنكم إنما تراهنون على أوهام. كما نؤكد على خيار المقاومة كطريق وحيد لتحرير الأرض واستعادة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وحقوق العرب وبخاصة في الجولان العربي السوري المحتل وجنوب لبنان.

وأخيرا يحق لنا ان نتساءل … أين ما يسمى بجامعة الدول العربية من العدوان الصهيوني؟ لماذا أقدمت الجامعة على انعقاد دائم لدعم وتبرير العدوان الكوني على القطر العربي السوري في الوقت الذي يصيبها الطرش والعمى أمام ما يجري ضد الشعب العربي الفلسطيني من قتل وتدمير؟ ثم أين هي الصواريخ والسيارات المفخخة التي أصابت سورية وتصيب العراق مؤسسات ومواطنين وبنية تحتية لكنها لم تسمع بالعدوان على شعب فلسطين وبأموال عربية؟

نقول، لقد فشلت أنظمة عربية التي هي أدوات للإمبريالية الأمريكية في استيعاب غزة بالدولارات فكان العدوان للإجهاز على المقاومة بحرب دموية صهيونية. كما نقول، رغم كل حربكم القذرة ضد سورية وحصاركم لجمهورية إيران الإسلامية. فقد فشلتم في إخراجهما من المعركة فها هي الصواريخ السورية والإيرانية الصنع تدك المدن والمستعمرات الاستيطانية في الأرض العربية الفلسطينية المحتلة سواء فيما يسمى بغلاف غزة ام العديد من المستعمرات الصهيونية والمدن والقرى المحتلة عام 1948، حيث يحتلها الصهاينة القادمين من شتى دول العالم والنصر للمقاومين القابضين على الزناد.

* أمين عام حزب البعث العربي التقدمي “في الأردن”

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى