اردوغان الخوان يبيع حليفه السابق “الرئيس البشير” ويحتضن الانقلابي المطبّع “البرهان”

عقد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” مؤتمرا صحفيا بصحبة رئيس مجلس السيادة السوداني “عبدالفتاح البرهان” ضمن فعاليات زيارة الأخير لأنقرة، امس الخميس.

وقال الرئيس التركي: “تناولنا أنا وضيفي البرهان القضايا الإقليمية والثنائية، ونعبر عن أهمية العلاقات مع بلدان القرن الأفريقي، كما نعبر عن قلقنا تجاه ملف سد النهضة الإثيوبي (..) ونشدد على ضرورة الحوار للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف”.

وأضاف: “بحثت مع رئيس مجلس السيادة السوداني العلاقات على مختلف الأصعدة، ومنها الطاقة والصرافة والصناعات، كما سنواصل دعمنا للسودان في إعادة إعمار البنى التحتية للبلاد”.

ومن جهته، شدد “البرهان” على أهمية الروابط الثنائية بين البلدين، قائلا: “من واجبنا الحفاظ على هذه الرابط بين بلدينا وشعبينا”.

وأضاف: “تركيا دولة رائدة في المنطقة والعالم ووجدنا معاني الأصالة في هذه الدولة.. قدمت تركيا لنا دعما في كافة المجالات، ودعمت التعليم في البلاد وساندتنا في مواجهة جائحة كورونا”.

وتابع: “السودان يمر بمرحلة انتقالية قادها الشباب السوداني للحرية.. ننظر إلى النموذج التركي كتجربة قيمة نرجو أن ينعم بها كل السودانيين”.

وختم “البرهان” حديثه بالقول: “هذه الزيارة لتعزيز أواصر التعاون الأخوي بين البلدين.. سنصمم على تنفيذ هذا التعاون على أرض الواقع لخدمة الدولتين والشعبين الشقيقين”.

وفي ختام المؤتمر، وجه رئيس مجلس السيادة السوداني الدعوة إلى الرئيس التركي لزيارة الخرطوم في القريب العاجل، ووقعا معا 6 اتفاقيات للتعاون الثنائي.

وشملت الاتفاقات الموقعة اتفاقية في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، إلى جانب مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال البروتوكول بين وزارتي الخارجية.

كما وقع الرئيسان اتفاقية تعاون مالي واقتصادي بين وزارة الخزانة والمالية التركية ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي بجمهورية السودان، إضافة إلى اتفاقية للتعاون المالي العسكري، وبروتوكول لتنفيذ المساعدات النقدية بين حكومتي البلدين.

وكذلك وقعت وكالة الأناضول التركية اتفاقا لتجديد التعاون مع وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا”.

وقد عقد “أردوغان” و”البرهان” لقاءً ثنائيا مغلقا في القصر الرئاسي بأنقرة، تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك إقليمياً ودولياً.

وتشهد العلاقات بين أنقرة والخرطوم تطوراً منذ وصول حزب “العدالة والتنمية” إلى السلطة في تركيا أواخر عام 2002، حيث وضع خطة طموحة لتعزيز التواصل مع البلدان الأفريقية.

كما شهدت العلاقات الثنائية حراكا واسعا منذ زيارة “أردوغان” إلى السودان، في ديسمبر/كانون الأول 2017، حيث وقع البلدان 22 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات عديدة.

وتشمل هذه الاتفاقيات التعاون في مجالات التعليم، والزراعة، والصناعة، والتجارة، وصناعة الحديد والصلب، والتنقيب، واستكشاف الطاقة، وتطوير استخراج الذهب، وإنشاء صوامع للغلال، والخدمات الصحية، وتوليد الكهرباء.

ورغم تغيير نظام “الاخواني” عمر البشير في السودان، إلا أن نائب رئيس مجلس السيادة “محمد حمدان دقلو” زار تركيا، في 27 مايو/أيار الماضي، برفقة وفد ضم وزراء “الزراعة” و”الطاقة” و”الثروة الحيوانية”، و”النقل ” و”التنمية العمرانية”، معلنا الاتفاق مع أنقرة على “تحديث كافة الاتفاقيات السابقة”.

وكانت الحركة الإسلامية بالسودان قد انتقدت، امس الخميس، قرار نظام البرهان بتسليم الرئيس السابق “عمر البشير”، واثنين من مساعديه المطلوبين في ملف إقليم دارفور (غرب)، إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت الحركة في بيان إن “ما أقدمت عليه حكومة الانكسار والخنوع بالتوقيع على الانضمام لميثاق محكمة الجنايات الدولية، ثم ما راج عن صدور قرار من مجلس الوزراء بتسليم الرئيس عمر البشير ورفيقيه عبدالرحيم محمد حسين (والي شمال كردفان السابق) وأحمد هارون (وزير الدفاع السابق)، ما هو إلا سداد فواتير العمالة”.

وأضافت أن هذه القرارات تأتي “استجابة لرغبات المنظمات المأجورة والقيادات العميلة (لم تسمّها) التي استرزقت وما زالت تتاجر بقضية دارفور”، على حد وصفها.

واعتبرت الحركة قرار الحكومة “طعن في صدر العدالة، واستحقار للقضاء السوداني، وتمزيق لما تبقى من صدر الكرامة، وفتح باب للمساءلة المبنية على تأسيس العدالة”.

وتعد الحركة الإسلامية في السودان مرجعية حزب “المؤتمر الوطني” الحاكم في عهد “البشير”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى