مظاهرات تضامنية مع غزة تطارد بايدن، وصيحات الغضب تستقبل رئيس مجلس النواب في جامعة كولومبيا

اجتمع المتظاهرون تضامناً مع غزة للتنديد بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى حرم “ديل مابري” التابعة لكلية هيلزبورو المجتمعية، امس الاول الثلاثاء.

واحتشد ما يقرب من 400 متظاهر على الأرصفة المحيطة بالمدخل، وهم يهتفون ويلوحون بالأعلام الفلسطينية.

وكان الهدف من زيارة بايدن ظاهريًا التحدث عن دعم حقوق المرأة في مواجهة حظر الإجهاض في فلوريدا، وهو الحظر الذي سمح به بايدن والحزب الديمقراطي بشكل أساسي.

وقد سارع العديد من المتظاهرين إلى الإشارة إلى نفاق بايدن الذي يدعي أنه يدافع عن حقوق المرأة بينما يواصل بيع الأسلحة لإسرائيل التي استخدمتها لقتل عشرات الآلاف من النساء في غزة.

وكان أحد المحاور الرئيسية للاحتجاج هو إظهار لجو بايدن أن دعمه القوي لإسرائيل سيكلفه الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر، حسبما لاحظت منصة “فايك باك”، التي تتحدث باسم العديد من المنظمات الشبابية في الولايات المتحدة.

وتم تنظيم الاحتجاج من قبل عدة مجموعات بما في ذلك تحالف تامبا ضد العنصرية والقمع السياسي، والمدافعين عن حلم منطقة الخليج، وضم بشكل رئيسي طلاب الجامعات وأفراد الجالية العربية الأمريكية.

وقد حقق الحدث نجاحًا كبيرًا، مع إشعار قبل 24 ساعة فقط بموقع حدث التحدث لجو بايدن.

وقال منظمو الاحتجاج إن الائتلاف المحلي للمنظمات التي تعمل على توفير التضامن مع المقاومة الفلسطينية يتحرك ويستمر في الضغط على السياسيين لإنهاء الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل

صيحات الاستهجان تستقبل رئيس مجلس النواب بجامعة كولومبيا

وفي نيويورك   استقبل طلاب في جامعة كولومبيا رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون بصيحات الاستهجان يوم امس الأربعاء خلال زيارته للمكان الذي أجج شرارة المظاهرات الطلابية على مستوى البلاد رفضا للحرب الإسرائيلية على غزة.

وقال جونسون إن هدف زيارته هو دعم الطلاب اليهود الذين يتعرضون للترهيب من قبل بعض المتظاهرين المناهضين لإسرائيل.

وجاءت زيارته بعد وقت قصير من تمديد الجامعة الموعد النهائي للتوصل لاتفاق بشأن إزالة مخيم الاحتجاج من صباح يوم الأربعاء إلى صباح غد الجمعة. وأصبح المخيم رمزا للاحتجاجات التي تشهدها جامعات أمريكية.

وقد تعاملت سلطات إنفاذ القانون بشكل عنيف مع بعض احتجاجات الجامعات في أنحاء البلاد.

وفي ولاية تكساس، فرقت قوات دورية الطرق السريعة المزودة بمعدات مكافحة الشغب بدعم من أفراد شرطة يمتطون الخيول احتجاجا في جامعة تكساس بأوستن واعتقلت 20 شخصا أمس الأربعاء.

وأعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا إغلاق حرمها الجامعي وطلبت من قسم شرطة لوس انجليس فض المظاهرة. وقبضت الشرطة على الطلاب الذين استسلموا سلميا واحدا تلو الآخر. وقبل ذلك بساعات، أزالت شرطة الحرم الجامعي مخيم الاحتجاج وطلب المساعدة من شرطة لوس انجليس لمواجهة الطلاب.

وشهدت جامعات أخرى احتجاجات مماثلة منها جامعة براون في مدينة بروفيدنس، وجامعة ميشيجان في مدينة آن أربور، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كمبريدج وجامعة كاليفورنيا بوليتكنك في مدينة هومبولت.

ويطالب الطلاب المحتجون الجامعات بإنهاء التعاون مع إسرائيل ويسعون إلى الضغط على الإدارة الأمريكية لوقف الضربات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين.

ويتناقض حديث جونسون الذي يصف المتظاهرين بالغوغاء والحرم الجامعي بأنه يعم بالفوضى مع الوضع في جامعة كولومبيا حيث حضر الطلاب محاضراتهم وكانوا يتناولون الطعام ويفحصون هواتفهم المحمولة يوم الأربعاء.

ولم تمنع صيحات الاستهجان جونسون من الحديث لكن كان من الصعب سماعه لأنه كان يتحدث إلى ميكروفونات وسائل الإعلام وليس عبر مكبرات الصوت.

وقال جونسون من على درج مكتبة الجامعة “بما أن جامعة كولومبيا سمحت لهؤلاء المتطرفين والمحرضين الخارجين عن القانون بالسيطرة على الوضع، فقد انتشر فيروس معاداة السامية إلى جامعات أخرى”. ودعا إلى اعتقال المتظاهرين الذين يمارسون العنف وهدد بقطع التمويل الاتحادي عن الجامعات التي تفشل في فرض النظام.

وفي بلد يشهد استقطابا سياسيا، يمكن للمحافظين كسب التأييد من خلال الظهور بمظهر من يقف في وجه النشطاء الليبراليين، الذين يقول الكثير منهم إن حديث الجمهوريين عن وجود عنف معاد للسامية في الجامعات مبالغ فيه إلى حد كبير لأغراض سياسية.

وقد التقى جونسون أيضا بطلاب يهود زعموا إنهم يخشون الدخول إلى الحرم الجامعي.

وقبل مؤتمره الصحفي، التقى جونسون بحوالي 40 طالبا يهوديا في الحرم الجامعي، وفقا لطلاب هناك.

ويقول الطلاب إن احتجاجهم سلمي واتهموا أطرافا خارجية ليس لها علاقة بحركتهم بالوقوف وراء المواجهات التحريضية خارج الحرم الجامعي.

وقال محمود خليل، وهو طالب فلسطيني في جامعة كولومبيا شارك في المفاوضات مع إدارة الجامعة بشأن الاحتجاجات “للأسف لا يوجد اهتمام بهذه الحركة السلمية والسياسيون يصرفون الانتباه عن القضايا الحقيقية. هذه هي الحرية الأكاديمية، وهذه هي حرية التعبير”.

ووصفت منظمة (بن أمريكا) المدافعة عن حرية التعبير التصعيد المفاجئ في جامعة تكساس بأنه “يثير قلقا بالغا”.

وقالت كريستين شافيرديان مديرة برنامج حرية التعبير في الجامعات بالمنظمة “يجب على الإدارة أن تفعل كل ما في وسعها للحفاظ على سلامة طلابها وسير العمل في الجامعة، لكن استدعاء شرطة الولاية لتفريق الاحتجاج السلمي الذي بدأ بالكاد له تأثير عكسي”.

ووصلت أصداء هذا الحراك السياسي إلى البيت الأبيض حيث قالت السكرتيرة الصحفية كارين جان بيير إن الرئيس جو بايدن يعتقد أن حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز أمور مهمة في الجامعات.

وأضافت في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء “نريد أن نرى هذا الأمر سلميا. من المهم أن يشعر الطلاب بالأمان… لا ينبغي أن يكون الأمر عنيفا، ولا ينبغي أن يحرض الخطاب على الكراهية.

احتجاجات يهودية في بروكلين ترفع شعار “أوقفوا تسليح إسرائيل”

وفي نيويورك ايضا تجمع آلاف المتظاهرين حول لافتة كتب عليها “أوقفوا تسليح إسرائيل” لينضموا إلى جماعتين مدافعتين عن السلام بقيادة يهود في بروكلين بنيويورك للمشاركة في الاحتجاج تزامنا مع عيد الفصح.

وقال المنظمون إنهم استلهموا المظاهرة التي نظمت مساء يوم الثلاثاء من العلاقات التي أقيمت بين المنظمين اليهود ونشطاء الحقوق المدنية الأمريكيين من أصل أفريقي لعقد “عشاء الحرية” الذي جمع أصحاب الديانات متعددة الأعراق في الذكرى الأولى لاغتيال مارتن لوثر كينج عام 1968 مع احتدام حرب فيتنام.

وقد أقامت هذا الحدث منظمة (أصوات يهودية من أجل السلام) ذات الميول اليسارية وحركة (إن لم يكن الآن).

وقالت ستيفاني فوكس المديرة التنفيذية لمنظمة أصوات يهودية من أجل السلام “إن عيد الفصح هو قصة تحررنا، وقد أُمرنا أن نرويها كل عام. نأخذ صلواتنا وطقوسنا ومشاعرنا إلى الشوارع”.

وجاءت فوكس من سياتل لتنظيم الحدث في جراند أرمي بلازا.

وأضافت فوكس أن عيد الفصح يحث على التفكير في “ما هي قضايا الحرية في يومنا هذا، وليس هناك ما هو أبرز مما يحدث للفلسطينيين الآن”.

وحث المتظاهرون في هذا الحدث زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، العضو اليهودي الأعلى منصبا في الكونجرس، على رفض دعم المساعدات العسكرية لإسرائيل.

وشهد الحدث مشاركة نشطاء شبان وآخرين من كبار السن. كما انضم إليهم يهود سوريون ومغاربة تحدثوا عن ذكريات مشاركة أعيادهم مع جيرانهم المسلمين في الماضي.

وخاطبت الكاتبة البارزة ناعومي كلاين الحشد وعبرت عن تأييدها للموجة الأخيرة من احتجاجات الجامعات الأمريكية المطالبة بإنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي أودى بحياة أكثر من 30 ألف فلسطيني.

وقالت كلاين إن الهجوم يعد إبادة جماعية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى