مجزرة جنين الأخيرة وردود الفعل الرسمية العربية.. تعلّموا من جنوب أفريقيا!

استشهد ستة فلسطينيين وأصيب 26 بجراح يوم الثلاثاء 7/ 3/ 2023 في اعتداء إسرائيلي جديد على مخيم جينين جاء بعد المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال في نابلس وحوارة، والتي قامت بها دولة الاحتلال بعد توقيع اتفاق ” قمة العقبة الأمنية ” الخماسية في 26/ فبراير/ شباط 2023 التي عقدت بمشاركة فلسطينية إسرائيلية مصرية أردنية أمريكية، وأصدرت بيانا منمقا رنانا أعلنت فيه أن إسرائيل ستلتزم بالعمل الفوري لوقف الإجراءات الأحادية لمدة تتراوح بين 3- 6 أشهر، وبوقف إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر.
إسرائيل كالعادة تنصلت من الاتفاق بعد ساعات من التوقيع عليه، وازداد جيشها وبدعم من قطعان المستوطنين شراسة في اقتحاماتهم اليومية لمناطق الضفة، وفي عمليات القتل والاعتقالات وقصف غزة. لكن السلطة الوطنية الفلسطينية التي ما زالت تتحدث عن أوهام سلام، لم تتخذ أي إجراءات حقيقية للرد على مجزرة جنين والتصدي لعربدة وجرائم المستوطنين وجيش الاحتلال التي أدت إلى استشهاد العشرات وجرح المئات خلال الأسبوعين الماضيين فقط.
أما ردود فعل الرسمية العربية على مجزرة جنين الأخيرة فكانت كالعادة انهزامية مخزية؛ فقد صمتت معظم الدول العربية صمت أهل الكهف، وأصدر عدد قليل منها تصريحات ” نندّد ونستنكر” العقيمة الجاهزة المكررة الكاذبة وكأن عربدة إسرائيل وقتل الفلسطينيين لا يعنيها!
ومقابل هذ الخذلان العربي صوت أغلبية أعضاء النواب في جنوب أفريقيا لصالح قرار بتخفيض العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال، وبحسب القرار ستصبح السفارة الإسرائيلية في جنوب أفريقيا مكتب اتصال فقط! وأصدر حزب ” الحركة الوطنية ” الذي قدم مشروع القرار بيانا جاء فيه ان هذه لحظة سيفخر بها المناضل العظيم الراحل نلسون مانديلا الذي قال ” إن حريتنا غير مكتملة بدون حرية الفلسطينيين.” وأضاف بيان الحزب ” لقد تم تأسيس دولة إسرائيل من خلال تهجير الفلسطينيين وقتلهم وتشويههم وللحفاظ على قبضتهم على السلطة أقاموا نظام الفصل العنصري للسيطرة على الفلسطينيين وإدارتهم.”
جنوب أفريقيا التي لم تنس وقوف الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى جانبها خلال أعوام ثورتها ضد النظام العنصري، تدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، وتعرف جيدا طبيعة الدولة الصهيونية العنصرية وتتصدى لمحاولاتها للتغلغل في الفارة الأفريقية؛ ولهذا سحبت سفيرها من دولة الاحتلال عام 2019، وبفضل جهودها هي والجزائر ألغت القمة الأفريقية، التي عقدت في أديس أبابا قبل عدة أسابيع، رسميا منحها صفة مراقب في دول الاتحاد الإفريقي.
إننا كفلسطينيين نحيي ونكبر دعم جنوب أفريقيا حكومة وشعبا لقضيتنا، ونشكر أعضاء البرلمان على قرارهم بتخفيض علاقات بلادهم الدبلوماسية مع دولة الاحتلال احتجاجا على المجازر التي ترتكبها بحق شعبنا، ونشعر بالخزي والعار عندما نقارن موقف حكومة وشعب بلد مانديلا بموقف حكام العرب الصامتين المستسلمين، الذين باعوا قضيتنا ومستقبل أمتنا العربية مقابل وعود صهيونية وأمريكية كاذبة بالمحافظة على عروشهم وأنظمتهم المتهالكة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى