اردوغان وحزبه يواجهان وضعاً عصيباً بعد 3 أسابيع من الزلزال..موجة غضب تجتاح مدن وملاعب تركيا للمطالبة باستقالة الحكومة

إسطنبول – تشهد تركيا غليانا شعبيا بعد ثلاثة أسابيع من أسوأ زلزال ضرب البلاد وخلف أكثر من 40 ألف قتيل وملايين المشردين، وسط انتقادات حادة لاستجابة الحكومة للكارثة وتأخرها في التدخل ونشر الجيش للمساعدة في إنقاذ الأرواح وحصر العمليات في يد هيئة إدارة الكوارث التي تملك خبرة كبيرة في التعامل مع مثل حالات الطوارئ بينما منع متطوعون وهيئات من المشاركة في حين بدأ التدخل الحكومي متأخرا جدا في عدة مناطق منكوبة.

وقد تحولت احتجاجات شهدتها ملاعب لكرة القدم وأخرى في اسطنبول إلى محاكمة للنظام التركي واطلاق دعوات لاستقالة الحكومة، بينما يكابد الرئيس التركي وحكومته في مواجهة غضب شعبي، من خلال إطلاق وعود إعادة الاعمار وإجراءات لصالح ملايين المشردين والمتضررين من الزلزال.

وفي مظاهرة منفصلة بإسطنبول، تحركت شرطة مكافحة الشغب بسرعة لاعتقال محتجين وكبلتهم بالأصفاد وسحبتهم إلى حافلات تابعة لها.

وقد ترتفع وتيرة الغضب العام والمعارضة تجاه الرئيس أردوغان قبل أشهر من أصعب انتخابات برلمانية ورئاسية خلال فترة حكمه الممتدة منذ 20 عاما.

وزار أردوغان عدة مدن مدمرة وتعهد بسرعة إعادة الإعمار ومحاسبة مقاولي البناء الذين لم يلتزموا بمعايير السلامة، لكن هذا قد لا يكون كافيا لإقناع الناجين الغاضبين الذين يقولون إن فرق الإنقاذ كانت بطيئة للغاية في استجابتها للزلازل.

ولا يزال الآلاف يعانون نقص الاحتياجات الأساسية مثل المأوى والمرافق الصحية في أعقاب الزلزال.

وقد طالب مشجعو فريق بشكطاش في إسطنبول باستقالة الحكومة، وألقوا بآلاف الدمى اللينة على أرض الملعب للتبرع بها للأطفال المتضررين من الزلزال خلال مباراة الدرجة الأولى التي أقيمت أمس الأحد ضد أنطاليا سبور.

وبعد المباراة، وصف دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية وحليف حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان الهتافات بأنها غير مسؤولة ولا تحترم ضحايا الزلزال.

وكتب بهجلي على تويتر “حزب الحركة القومية يدين بشدة استخدام الرياضة في السياسة القذرة خلال مثل هذه الأيام العصيبة والمؤلمة التي يمر بها بلدنا”.

ودعا لإقامة المباريات بدون جماهير لمنع مزيد من الاحتجاجات. وأعلن الحزب في بيان إلغاء بهجلي عضويته في نادي بشكطاش عقب الاحتجاجات.

وردد مشجعون من فريق فناربخشة في إسطنبول هتافات مناهضة للحكومة خلال مباراة فريقهم التي أقيمت يوم امس الاول السبت ضد كونيا سبور وانتهت بفورهم 4-0.

وهتف المشجعون قائلين: “عشرون عاما من الأكاذيب والغش، استقيلوا”، بينما أبدت بعض أندية كرة القدم التركية اعتراضها على الاحتجاجات. ووصف نادي تشايكور ريزة سبور، ومقره ريزة مسقط رأس أردوغان، الاحتجاجات بأنها “أعمال استفزازية”، كما وصف المتظاهرين بأنهم “جرذان مجاري” في بيان على تويتر.

وكتب وزير الداخلية سليمان صويلو على تويتر “إذا أراد أي شخص ممارسة السياسة فستُجرى انتخابات في الأيام المقبلة”، مضيفا “لكن من يريد تحويل الرياضة إلى ساحة سياسية يجب أن ينتبه لجهود الدولة والأمة والمجتمع المدني”.

وقال وزير الرياضة محمد قصاب أوغلو إن الرياضة ليست مكانا لممارسة السياسة، وألقى باللوم على بعض الجماعات صاحبة المصالح في توجيه “استفزازات متعمدة” لكسر وحدة البلاد.

وقال حزب العمال اليساري المعارض في تركيا، إن السلطات اعتقلت العشرات من أعضائه وأنصاره في وسط إسطنبول أمس الأحد في احتجاج مناهض للحكومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى