ميدل إيست آي: قطر خططت منذ أشهر لمصافحة أردوغان والسيسي، لان لديها مصلحة في التقريب بين تركيا ومصر

 
لم يكن من قبيل المصادفة أن تظهر صورة أمير قطر “تميم بن حمد آل ثاني” مبتسما في الخلفية عندما تصافح الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ونظيره المصري “عبدالفتاح السيسي” للمرة الأولى قبيل حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم في قطر.

وقالت عدة مصادر مطلعة على الاجتماع لموقع “ميدل إيست آي” إن الدوحة كانت تحاول التوسط لعقد اجتماع قصير بين “السيسي” و”أردوغان” منذ الصيف الماضي. وقال مصدر تركي إن “أردوغان” لم يكن متحمسا في البداية لفكرة مصافحة شخص سبق أن وصفه بـ”القاتل” و”الديكتاتور”.

وعلى مدى سنوات، تبنى “أردوغان” خطابا معاديا لـ”السيسي” رداً على الانقلاب العسكري الذي قاده “السيسي” ضد الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في البلاد.

وقال المصدر: “أرادت قطر حل جميع المشاكل بين البلدين، وحاول الأمير أن تحدث هذه المصافحة خلال كأس العالم”.

وبالرغم من محادثات المصالحة التي استمرت عامًا بين تركيا ومصر، فقد بقيت العلاقات مشحونة نتيجة مجموعة من القضايا منها المصالح المتنافسة في ليبيا ووجود قادة الإخوان المسلمين في تركيا. ومع ذلك، يعتقد المسؤولون الأتراك أن ما كانت تسعى إليه القاهرة حقًا هو مصافحة “أردوغان”، الأمر الذي من شأنه أن يكون اعترافا كاملا بـ”السيسي” كرئيس شرعي لمصر.

وقالت الرئاسة المصرية في بيان رسمي، يوم امس الاول الإثنين إن اللقاء سيمثل “بداية تطوير العلاقات الثنائية”.

وهناك عدة نظريات تفسر الدافع القطري لمثل هذه المصالحة. حيث يقول “علي باكير”، وهو زميل غير مقيم في “أتلانتك كاونسل”: “أراد القطريون إظهار أن الرياضة يمكن أن تكون أداة رائعة لتعزيز السلام والاستقرار والازدهار لجميع الدول بما في ذلك تلك المنخرطة في الصراع”.

وأضاف “باكير” أن الدوحة خططت في الأصل للقيام بمبادرات أخرى مماثلة مثل ترتيب مصافحة أخرى بين ملك المغرب ورئيس الجزائر، الخصمين اللدودين اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية في الوقت الحالي. لكن غياب الملك “محمد السادس” حال دون حدوث ذلك.

ولدى قطر أيضًا مصلحة سياسية في التقريب بين تركيا ومصر. ومنذ انتهاء الحصار المفروض على قطر في يناير/كانون الثاني 2021، سعت الدوحة لتعزيز علاقاتها مع مصر، وصعدت من مساعيها في الأشهر الأخيرة من خلال ضخ 3 مليارات دولار في البنك المركزي المصري في وقت تريد فيه القاهرة تنويع محفظتها من الدائنين الخليجيين.

ويقول بعض المطلعين في أنقرة أن الأشهر الأخيرة شهدت توترات بين السعوديين والمصريين من جهة والإمارات من جهة أخرى. ويعتقد “باكير” أن التقارب التركي المصري سيعزز بدوره العلاقات القطرية السعودية، وقد يدفع الإمارات إلى تعميق علاقاتها مع تركيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى