غضبة مصرية شديدة من تصريحات السفير السعودي لانه مجّد ابن سلمان على حساب تفريط السيسي بجزيرتي تيران وصنافير
قالت مصادر معروفة بسعة الاطلاع، إن مسؤولين مصريين كبارا قد عبّروا عن غضبهم بشأن تصريحات لوزير الدولة السعودي للشؤون الأفريقية أحمد قطان حول استعادة جزيرتي تيران وصنافير .
وأضافت المصادر، أن “المسؤولين في مصر يتفهمون جيداً أسباب وتوقيت تلك التصريحات الصادرة عن القطان”، تبعا لأن “هناك قلقاً كبيراً في السعودية، بسبب توجهات الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة جو بايدن، وتطورات ملف مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وعزم واشنطن على اتخاذ خطوات جادة على صعيد معاقبة المسؤولين عن تلك الواقعة”.
وتابعت المصاد:ر “لكن هذه الضغوط لا تعني بأي حال من الأحوال الإساءة لمصر، أو التعرض للقيادة المصرية الحالية لرفع شعبية أي مسؤول في الشارع السعودي، وخفض حجم الغضب تجاهه داخل الأسرة الحاكمة”.
وأوضحت المصادر أن “المسؤولين في القاهرة فوجئوا بتلك التصريحات في وقت تسعى فيه المملكة لتطوير علاقاتها مع القاهرة على صعيد مستويات إقليمية، وفي ملفات من شأنها تفادي الضغوط الأميركية على قيادات في المملكة”.
وقالت المصادر إن القيادة المصرية رفضت التصعيد الإعلامي أمام تصريحات قطان، إلى حين الرد من الجانب السعودي على تلك التصريحات، مضيفة أن القاهرة تلقت اعتذاراً ضمنياً، مع وعد باستدراك ذلك الخطأ غير المتعمد.
وأشارت المصادر إلى أن القيادة المصرية تدرك حجم الضغوط والصعوبات، داخلياً وخارجياً، في وقت تمارس فيه الإدارة الأميركية ضغطاً كبيراً على المملكة.
وكان قطان قد كشف تفاصيل جديدة حول قضية نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، ودور كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في هذه القضية.
وقال قطان، في مقابلة تلفزيونية، إن التاريخ سوف يسجل ما قام به محمد بن سلمان بن عبد العزيز في عودة هاتين الجزيرتين للمملكة العربية السعودية، بحزم وبقوة.
وأضاف الوزير السعودي: “الموضوع لم يكن سهلاً، لكن الذي سهّل الموضوع هو الرئيس عبد الفتاح السيسي،الذي اجتمع مع كبار المصريين في قصر رئاسة الجمهورية وتحدث معهم بكل إسهاب عن حقيقة هذا الأمر”.
وأضاف قطان عن القضية نفسها إن “هذا الأمر لا يحتاج إلى سؤال هل هي سعودية أم مصرية، فنحن لو كنا على علاقات غير طيبة مع مصر وتقدّمنا بشكوى للأمم المتحدة سوف نحصل على هاتين الجزيرتين، وهذا كان اقتراحا من الدكتور مصطفى الفقي. فقلت له: كيف يا دكتور مصطفى سوف تقبل المملكة ومصر أن تشتكيا بعضهما في الأمم المتحدة؟ مستحيل”.
وأردف الوزير السعودي (ممتدحا سيده) أن “ما قام به سيدي الأمير محمد بن سلمان سوف يذكره التاريخ، لأن هذا الموضوع عمره سنوات طويلة منذ أيام الملك فهد والملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكان الرئيس حسني مبارك يتهرب من هذا الأمر… كلما فُتح معه يقول: “حاضر بكرا بعده”… حتى جاء الأمير محمد بن سلمان وتحدث مع فخامة الرئيس المصري في هذا الأمر بكل شفافية”.
وكان ابن سلمان، قد أعلن عن إقامة أول مشروع سعودي على أراضي جزيرتي تيران وصنافير، بعد انتقالهما رسمياً من السيادة المصرية إلى السيادة السعودية. وأكد أن الجزيرتين ستدخلان ضمن الأراضي التي سيقام عليها مشروع مدينة “نيوم”، والذي من المنتظر أن يكون مركز أعمال وصناعات عملاقاً بتكلفة 500 مليار دولار أميركي.
هذا وما زالت تبعات التصريحات التي أدلى بها أحمد قطان تلقي بظلالها على العلاقات بين البلدين، وتثير توترا في المشهد السياسي المصري، إذ ركز نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، في الساعات الماضية، على ما كشفه قطان من اقتراح مصطفى الفقي، المدير الحالي لمكتبة الإسكندرية والمقرب من نظام عبدالفتاح السيسي، أن تلجأ الرياض للشكوى ضد القاهرة في الأمم المتحدة لإثبات سعودية جزيرتي تيران وصنافير.
وزعم قطان، الذي لم يعلق على تصريحاته أي مسؤول مصري، أنه رفض هذا المقترح “لأنه ليس من المعقول أن نقف ضد الشقيقة مصر في الأمم المتحدة”، مما دفع بعض المصريين للمطالبة بمحاكمة الفقي وتوجيه تهمة التخابر له.
وقد لعب الفقي دورا في التمهيد الإعلامي الذي أجراه نظام السيسي بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية في إبريل/نيسان 2016، للالتفاف على الحكم القضائي ببطلان التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير.