الدول العربية المشاركة “بورشة البحرين” فقدت الحياء وتكذب بغباء

أعلنت الدول العربية المشاركة في ” ورشة البحرين الاقتصادية ” أنها قبلت المشاركة في هذه المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية المكشوفة حرصا منها على مصالح الشعب الفلسطيني؛ فقال أحد وزراء تلك الدول إن مشاركة بلاده في الورشة ستكون لتقييم الوضع ودعم القضية، وقال آخر ان يلاده تريد أن تعرف ما يجري في المؤتمر خدمة للشعب الفلسطيني، وادّعى آخر أن دولته قرّرت المشاركة استمرارا لمواقفها الثابتة ودعمها المستمر ومساندتها للشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته، وكذبوا جميعا بالقول بانهم لن يتنازلوا عن الثوابت، ومتمسّكون بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقيّة!

الدول العربية المشاركة تتكون من مجموعتين عميلتين لأمريكا: الأولى تدفع لأمريكا بلا حساب، وتتآمر وتنسق معها ومع إسرائيل لحماية عروش حكامها وتصفية القضية الفلسطينية وإعادة ترتيب أوضاع المنطقة؛ والثانية تأمل أن تقبض ” كمشة ” مليارات ثمنا لخنوعها وموافقتها على المشاركة في بيع فلسطين من البحر إلى النهر.

والشعب العربي يسأل قادة الدول التي حضرت ” الورشة “؛ هل الحرص على القضية الفلسطينية يعني مخالفة الإرادة الفلسطينية؟ ومن هو صاحب القرار الأول والأخير أنتم أم الشعب الفلسطيني وقيادته؟ الفلسطينيون اعتبروا الورشة جزءا من مؤامرة ” صفقة القرن ” الرامية لتصفية قضيتهم ورفضوا حضورها وهم على حق، وطلبوا منكم ألا تشاركوا فيها وأن تعملوا على إلغائها؛ والشعب العربي في مدن فلسطين، وفي عمان وبيروت والرباط وتونس ومدن عربية أخرى تظاهر للتعبير عن رفضه لها؛ فلماذا تستهترون بإرادة الشعب وتهرولون بذل إلى المنامة لحضورها؟

كوشنر قال في الكلمة التي افتتح فيها الورشة ” ان الولايات المتحدة والرئيس ترامب ملتزمان بالتوصل إلى مستقبل أفضل للفلسطينيين وللشرق الأوسط برمته، لذا رؤية الازدهار من أجل السلام هي جزء من رؤية تحقيق السلام.” الإدارة الأمريكية الحالية التي نظمت الورشة ليس لها مثيل في الانحياز للمشروع الصهيوني التوسعي منذ قيام إسرائيل؛ فمن المغفل الذي يصدق ترامب وصهره كوشنر عندما يزعمان أنهما يريدان مساعدة الشعب الفلسطيني وازدهاره؟ فهل نسي قادة الدول العربية المشاركة ان صديقهم ترامب قطع علاقات بلاده السياسية مع الفلسطينيين وأغلق سفارتهم في واشنطن، وحاربهم في المنظمات الدولية، وأوقف جميع المساعدات الاقتصادية الأمريكية لهم بقصد تجويعهم وارغامهم على الاستسلام لإسرائيل؟

مؤتمر البحرين الاقتصادي ليس جزءا من عملية سلام جادة، ولا يمكن ان يحقق شيئا إيجابيا للفلسطينيين، وسيفشل كما فشل غيره من المؤتمرات الاقتصادية التي عقدت في الأردن ومصر وقطر في أعوام 1995، 1996، 1997، لأن العرب هم الطرف الأضعف، والمنظمون له منحازين للاحتلال الإسرائيلي.

والحقيقة المرّة التي يعرفها الشعب العربي يا ” أولياء الأمر الأشاوس ” الذين شاركت دولكم في المؤتمر هي أنكم شركاء في مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية؛ وإن مشاركتكم فيه هي نتيجة طبيعية لعدم قدرتكم على مواجهة التنمّر الأمريكي الصهيوني؛ ترامب وصهره كوشنر يكذبان عليكم ويبتزانكم، ويعملان مع نتنياهو لفرض مزيد من الهيمنة الأمريكية الصهيونية على المنطقة وإنتاج وضع يمنع الفلسطينيين من إقامة دولة مستقلة، وأنتم تكذبون وتزدادون خنوعا، وتتجاهلون إرادة وأحاسيس الشعب العربي الذي كشف أوراقكم، ويئس منكم ومن مؤامراتكم، وسوف ينقض عليكم وعلى دولكم الفاسدة المتهاوية! صدّقوني أن ذلك سيحدث حتما، وإن المسألة مسألة وقت، والتاريخ شاهد على أن الشعوب المغلوب على أمرها كشعبنا العربي استيقظت، وانتصرت على ظالميها وأرسلتهم إلى مزابل التاريخ!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى