مشعل يغادر عمان بعد تقبله العزاء بوفاة والدته

غادر المجاهد خالد مشعل, زعيم حركة حماس عمان عائداً الى الدوحة اليوم الخميس, بعدما تقبل العزاء بوفاة والدته المرحومة الحاجة فاطمة عبد الرحمن مشعل, وشارك في تشييع جثمانها الى مثواه الاخير في مقبرة صويلح الغربية بعد صلاة عصر يوم الاحد الماضي.

وكان مشعل قد وصل الى عمان صباح يوم الاحد قادماً من الدوحة، حيث سمحت له السلطات المختصة بدخول البلاد لاسباب انسانية واجتماعية تتيح له المشاركة في جنازة والدته، وتقبل العزاء فيها لبضعة ايام.

وفي كلمة شكر وجهها مشعل, في ختام ايام العزاء بوالدته مساء امس الاول الثلاثاء, أكد على رفض حركته المطلق لأي محاولة من شأنها توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول المضيفة لهم.

وقال مشعل في كلمته، “لن نقبل حلا على حساب فلسطين ولا نقبل حلا على حساب الأردن”.

وأضاف “لا لمشروع الوطن البديل (…)، نستطيع أن نصنع بين فلسطين والأردن ملحمة عظيمة من الوحدة, ولكن ليس على حساب مصلحة اي من البلدين”.

وأضاف “في السياسة الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين، ولكن في الوفاء نحن من هذا البلد، ولا نقبل أن يتلاعب أحد بالأرض والحقوق”.

وشدد رئيس المكتب السياسي لـ “حماس” على الحرص على أمن الأردن “كما الحرص على فلسطين”، مضيفا “نفتديها كما نفتدي فلسطين”.

وجدّد التأكيد على أن “الأردن رسميا وشعبيا لن يرى من حماس إلا كل الوفاء”.

وأكد على ضرورة التمسك بجوهر القضية الفلسطينية وثوابت الشعب؛ القدس والمقدسات وحق العودة والتحرير والسيادة الكامل وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى، مضيفا “بعد ذلك نتفاهم في عالم السياسة”.

وتطرّق في كلمته لمناقب والدته، وقال “أحدثكم عن الوالدة الفقيدة، فإذا كان لوالدي بصمته على العبد الفقير فان قد علمني ألا أهاب الرجال, وأن أكون رجلا في المواقف وشجاعا وشربني روح الجهاد والاستشهاد، وكم عشت في ذكرياته عن عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني، وعلمني كيف أكون جريئا وكيف أقول لا حين لزومها”.

ومضى يقول “تعلمت من أمي فن السياسة ومدارة الآخرين والدبلوماسيين, وأن أتسامح مع الآخرين وأن أصفح تعلمت منها السماحة والتسامح كانت خدومة للناس قصيرة اللسان”.

وتابع “كانت أمي تختزل حبا عميقا لهذا الأردن لذلك طيب ثراها في أرض الأردن رغم عشقها لفلسطين وسلواد والأرض التي ولدت فيها، ولكن هذا شأننا نحب فلسطين والأردن معا”.

اما نجلها الاخر ماهر مشعل فقد خص ”المجد” بهذه الكلمة الوجدانية الرقيقة التي كتبها في والدته..

عرفت أمي يرحمها الله؛ بتقواها وعبادتها وورعها وطيب سجاياها وحسن معشرها وترفعها عن الغيبة وكثرة القيل والقال، وتميزت بالذكاء الفطري العالي، وقوة الشخصية والصلابة، واستطاعت أن تحمل أعباء الحياة مع أبي -يدا بيد- خلال حياتهما في سلواد، وبعد نزوحهما من فلسطين إلى الكويت سنة 1967م. كما وقفت بصدق وأمانة مع أبي في تربية ورعاية إخواني الخمسة من أبي سنوات طويلة حتى بلغوا مرحلة الشباب والزواج.

وقد كانت السمات الشخصية المتميزة (الدين والأخلاق والصلابة والذكاء والحلم والدبلوماسية) لأمي الحاضنة الطبيعية لولادة وترعرع الفتى والنابغ ”خالد مشعل” الذي أصبح لاحقا زعيما وقائدا لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وما نالت الظروف القاهرة التي أحاطت بالعائلة وبأخي خالد لعقود من حالة الصبر والاحتساب وحسن الظن بالله التي بقيت تزين محياها، وتترك بصماتها الأصيلة في تفاصيل حياتنا جميعاً.

وإذا كانت السنوات السبع الأخيرة (بعد وفاة أبي يرحمه الله) قد نالت من صحة أمي وأتعبتها أيما تعب؛ غير أنها بقيت بفضل الله تعالى صابرة محتسبة تشكو ألمها لخالقها، وتسأل بلطف وحرص عن أولادها وأحفادها جميعاً، وتتضرع إلى الله تعالى أن يحرسهم بعينه التي لا تنام، وأن يتقبلها الله قبولا حسنا.

وقد كانت معية الله حاضرة برحماته التي لا تنقطع؛ ففي مساء يوم السبت غرة ذي الحجة 1437 الموافق للثالث من ايلول 2016م، وفي بيتها وبين أولادها وأحفادها فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها، بعد تسعين عاما من مكابدة حياة ثقيلة ومريرة لم تخل من ومضات نورانية ربانية نفيسة!

وكانت أمي يرحمها الله تعالى قد ولدت في ربيع 1927 في بلدة سلواد/قضاء رام الله، وهي البنت البكر لوالديها.. وقد تزوجت نهاية عام 1939م من ابن عمها أبي يرحمه الله تعالى الشيخ المجاهد/ عبد الرحيم إسماعيل عبدالقادر مشعل (2009-1919)، ورزقت بخمسة من الأولاد اختارهم الله إلى جواره، قبل أن تعيش لها أختي الكبرى صفية (1950). تلاها مريم وخالد وماهر وهاشم وعزيزة (على التوالي).

رحمك الله يا أمي الحبيبة وجمعك ربي وأسكنك مع أبي الفردوس الأعلى وأخلفنا وأعقبنا فيك بخير.

ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.

خادمك ومحبك إلى الأبد

ولدك/ ماهر

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عظم الله اجركم ورحم الله والدتكم
    ورحم الله موتى المسلمين أجمعين
    انا لله وانا اليه راجعون
    الكويت

زر الذهاب إلى الأعلى