اسرائيل تحبذ اضعاف تنظيم داعش وليس ابادته

كشفت إسرائيل، قبل أسابيع، أن قتال تنظيم ”داعش” في سوريا، لا يخدم مصلحتها الاستراتيجية، وذلك على لسان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش، هرتسي هليفي، الذي حذّر الغرب من أن هزيمة هذا التنظيم ستترك إسرائيل وحيدة في مواجهة أعدائها، وتحديداً حزب الله.
ورأى هليفي أن مصلحة تل أبيب تكمن في منع هزيمة ”داعش”، طبقاً لدراسة صدرت مؤخراً عن مركز ”بيغن – السادت” للدراسات الاستراتيجية، واوضحت الأسباب التي تدفع تل أبيب إلى رفض هذا التوجه، وتحديداً فيما يتعلق ببقاء حزب الله في مرحلة ما بعد هزيمة ”داعش”، وتنامي قوة حزب الله العسكرية والخبرة التي بات يتمتع بها، الأمر الذي سيضرّ بالمصالح الغربية والإسرائيلية، ما يستتبع ”التروّي” في قتال تنظيم ”داعش”، والامتناع عن إلحاق الهزيمة الكاملة به.
وتشكل هذه الدراسة استكمالاً لرؤية استراتيجية، كان هليفي قد عبّر عنها قبل أسابيع، مع محاولة تسويقها في الغرب لجهة تبيان المحاذير في محاربة ”داعش” والقضاء عليه، ما يعني فقدان الأداة الرئيسية في مواجهة أعداء إسرائيل، وأعداء الغرب: إيران، وحزب الله، ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويعدّ مركز ”بيغن – السادات” من أهم المراكز البحثية في إسرائيل، ويُعنى كما يعرّف عن نفسه بـ”جدول أعمال صهيوني لأبحاث أمن إسرائيل، والسياسات الاستراتيجية المرتبطة بالأمن القومي للدولة العبرية”.
وتلفت الدراسة إلى أنّ من واجب الغرب السعي إلى إضعاف تنظيم ”داعش” شرط الامتناع عن اجتثاثه وتدميره، ذلك ”أن من شأنه إضعاف التنظيم. فأوّلاً يقوّض فكرة الخلافة بين المسلمين المتطرفين، ويدفع ثانياً العناصر السيئة في هذا التنظيم للتركيز على أهداف غير الأهداف والمصالح الغربية، وثالثاً يعرقل سعي إيران للهيمنة الإقليمية”. وانطلاقاً من هذه الأسباب، فإن اللقاء الذي جمع أخيراً وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، بوزراء دفاع دول ”التحالف الدولي”، يعدّ خطأً استراتيجياً.
وتؤكّد الدراسة أن معظم أُسر الاستخبارات ومكافحة الإرهاب حول العالم، باتت تدرك هذا الخطر، وتدرك أن القضاء على ”داعش” من شأنه أن يدفع إلى مزيد من الأعمال الإرهابية في الغرب.
وبحسب الدراسة، فإن إطالة عمر هذا التنظيم من شأنه أن يسبب سقوط المزيد من القتلى من المتطرفين المسلمين في صفوفه على أيدي ”أشرار آخرين” في الشرق الأوسط. ومن المرجح أن يسبب أيضاً، في موازاة ذلك، منعَ العديد من الهجمات الإرهابية في الغرب.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ان ينشغل بال دهاقنة اسرائيل على الكيفية التي تدار بها عملية تدمير الامة وعلى المراحل التي يجب ان تدار بها , حتى لا تفقد ايا من معاول التخريب المعتمدة والاقل كلفة التي هي بمثابة قوى مساعدة تنشط وراء صفوف اعدائها , أمر لابد ان يقولوا فيه رأيهم ويصدرون فيه (توجيهاتهم)ان الحرب التي تهمهم بالدرجة الاولى هي الحرب على قوى الامة الحقيقية والاصيلة , على قوى الثورة والتغيير الذاتية للامة , هناك يجب ان يكون القضاء ويكون الاجتثاث.
    أي ان عملية الاجتثاث يجب ان تكون موجهة وبصورة حصرية ضد حركة التحرر العربية الوحدوية الاشتراكية ,ضد كل فصائلها وتنظيماتها التاريخية تحديدا وضد جماهيرها ,فهم يرون فيها الوحيدة التي تشكل خطرا عليهم , والوحيدة المؤهلة لقيادة نضال الامة للدفاع عن وجودها وعن هويتها وعن دينها ورسالتها الخالدة, والوحيدة القادرة على شق الطريق امام جميع الشعوب نحو الحرية والتحرر والمساواة الحقيقية, وهي التي تشكل التحدي الاعظم للظلم والظلام الذي تحاول قوى وطواغيت الشر والهمجية فرضه على الانسانية خاصة على ما يسمى بلدان العالم الثالث والرابع و……العاشر, وان تجعل منه نظاما عالميا.
    نظام عالمي يخدم مصالح الاقلية على حساب شعوب وامم القارات الفقيرة والمستعبدة , أنهم حتما حريصون وجدا جدا على بقاء كل معاول الهدم والتخريب , سواء تلك التي تعاقدوا معها من انظمة حكم في دول الجوار او من الانظمة والمنظمات التي جرت عملية ترويضها والامساك بناصيتها , او تلك التي اسسوها وأتوا بها والتي مكنوها واعتمدوها في مزايداتهم وتلك التي سلحوها ومولوها في حروبهم وجعلوها جزء من قواتهم الخاصة وراء اخطوط المواجهة, ولتكون لهم عون ومبرر وغطاء يسمح لهم بأرتكاب الجرائم (وبالاحتفاظ بوجوه بيضاء وتبييض جرائمهم مقارنة بجرائم صنائعتهم والتي يتحكمون فيها عن بعد , بالريموت),
    اننا امام عملية تدمير للامة على مراحل وبتوزيع في الادوار بين اطراف , وان بدت مختلفة فيما بينها , ولكنها جميعا تعادي حركة التحرر العربية بكل فصائلها (وتسعى لاجتثاثها), تعادي وحدة الامة , وتعادي حريتها واستقلالها وتعادي نهضتها واختياراتها لبناء وتطوير قدراتها .
    وهم جميعا حلفاء للدولة الصهيونية او حلفاء لخلفائها , وهو نفس الشئ , وهي ضورة بشعة جدا ,بل هي ابشع مما كانت عليه الاوضاع أبان العهود الاستعمارية في القرون السالفة, أن هذا تكريس للظلام والتخلف ونشر للفقر والجهل والمرض واالاستغلال ولعنصرية والتدمير الشامل للانسان والبنيان والحضارة والتنوع الثقاقي والهوية القومية والدين والقيم والاخلاق والبيئة , من خلال نشر الحروب والفتن والتفريق وفرض الحصارات وتدمير النخب والطلائع استخدام اسلحة الدمار الشامل المعروفة والغير معروفة, ومن خلال زرع وتغذية التطرف والارهاب .فهم السابقون في استخدامه وهم من ابتدعه وهم صانعوه واساتذته ومن يرعاه
    .

زر الذهاب إلى الأعلى