تَعِبَ القَلْبُ وما تَعِبْتِ يا شَآمُ..

”شام أهلوكِ إذا همْ على                 نُوَبٍ قلبي على نُوَبِ”
وطالت النوَبُ يا شام، وطالت النوَبُ يا سعيد عقل وأنا أنتظر الفجر وعيناي معلقتان هناك عند زنود الأبطال، أبطال الجيش العربي السوري الباسل، والوجع كبير ينتظر فجر النصر القريب.
فيا دمشق..
‘يا دمشقُ البسي دموعي سوارا                         وتمنّي فكلّ صعب يهونَ
وضعي طرحة العروس لأجلي                                إنّ مهرالمناضلاتِ ثمينُ
رضي الله والرسول عن الشام                               فنصرٌ آتٍ وفتحٌ مبينُ
مزّقي يا دمشقُ خارطةَ الذلّ                              وقولي للدّهرِ كن فيكونُ”
وهذا ما كان يا ابن دمشق، نزار قباني، لقد مزقت سورية كل الخرائط التآمرية التي رسمها أعداؤنا من أجل شرق أوسط جديد رحب يتسع لـ” إسرائيل ” لكي تنفذ مخططها ”من النيل إلى الفرات”، رغم أن طموحاتها أو شهواتها ازدادت بعد ما يسمى بالربيع العربي، حيث هرع الأعراب والعربان وكل من انضوى في عباءتهم، ترقبهم عين ”إسرائيل” السداسية، لاستكمال تآمرهم بعد أن فشلوا حتى الآن في كل مساعيهم لتدمير سورية وحماية الكيان الصهيوني الذي جرى التطبيع معه تارة من تحت الطاولة وأخرى من فوقها، فابتدعوا، بل ابتدعت سيدتهم أمريكا ما يسمى بالربيع العربي لتقسيم الدول إلى كيانات هزيلة، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية قضية الأمة وستبقى.
يقول الكاتب والشاعر السوري هادي دانيال في كتابه المثير” مؤامرة الربيع العربي-القضية الفلسطينية” الذي صدر حديثا عن دار بيرم للنشر والتوزيع في تونس :”.. إذا، بدءا من كتابي(ثورات الفوضى الخلاقة:سلال فارغة) مرورا بأشقائه(الربيع العربي يتمخض عن خريف إسلامي بغيوم صهيونية) و(أوهام الربيع العربي: الوعي القطيعي) وصولا إلى(سورية التي غيرت وجه العالم)، نبهت إلى أن الهدف النهائي من مؤامرة”الربيع العربي” هو تصفية القضية الفلسطينية، وذلك بإقامة ما يسمى”الشرق الأوسط الكبير” الذي يراد منه السيطرة المطلقة على مصادر النفط والغاز وحماية أمن الكيان الصهيوني، وأن يفضي إلى ”دولة إسرائيل اليهودية ” …
يتناول الكتاب موضوعات ذات أهمية كبيرة، منها: التطبيع مع الكيان الصهيوني على رأس أهداف مؤامرة الربيع العربي، تداعيات ”اتفاقيات أوسلو” وتخليط المثقفين التطبيعيين، السياحة التونسية وال”آمال” الصهيونية، تاريخ مملكة الأعراب والإرهاب السعودية الوهابية مسربل بالتآمر على فلسطين والعرب، أردوغان باشا ما زال يحلم بأن تتويجه سلطانا لن يتحقق إلا على أنقاض الدولة السورية، الغرب والصهيونية: يتحالفان مع الإرهاب التكفيري في سورية يتحالفان مع اليمين النازي في أوكرانيا، من مفارقات التطبيع الأكاديمي.. وموضوعات كثيرة ذات أهمية كبيرة.
يقول هادي دانيال:” في ظل انشغال العرب وشعوب المنطقة والعالم بحروب”الربيع العربي” القذرة، تغتنم نهّازة الفرص”إسرائيل” فرصة شاركت في اختلاقها، لتجريد الشعب الفلسطيني حتى من مكتسبات نضاله الملحمي على مدى سبعة عقود، بقضم القرار تلو الآخر من القرارات الأممية التي تدعم حقوق هذا الشعب المظلوم في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة…. وهكذا تتآمر النخب العربية السياسية والثقافية والإعلامية على القضية الفلسطينية، وتساهم في محاولة تصفيتها، وتشارك في نهش اللحم الفلسطيني الحيّ نيّئا، فيكافئها المستوطنون بحرق هذا اللحم المستباح، وشَيّهِ وتقديمه إلى هذه النخب على موائد مؤامرة ”الربيع العربي” العامرة بالأجساد المحروقة والصدور المشقوقة والأكباد المنتزعة والعيون المقتلعة والرؤوس المقطوعة والرقاب المذبوحة والجثث المشبوحة، من القدس إلى دمشق، من أرض الكنانة إلى أرض السواد، من طرابلس إلى طرابلس، ومن جبل الشعانبي إلى جبل ضين. متاهة شاسعة من الدماء والدخان والخراب والضباب كي يضيع ما تبقى من فلسطين”.
تعب القلب يا شام، تعب القلب يا فلسطين، تعب القلب يا…..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الى الاردنية العربية الاصيلة السيدة الرائعة انصا ف قلعجي وكانك تكتبين بالدموع عن سورية العظيمة التي تكسرت على ابوابها كل سهام الغدر العربي -نعم ياسيد تي ان صاحب كل ضمير حي في هذة الامة يصعب علية ان يرى الشام وهي تتالم لكن مايعزينا انها تنتصر وتسطر كربلائية جديدة للاجيال القادمة ولذلك فان الوقفة مع الشام ولها تغدو ديانة جديدة تحمل كبريا ء الامة وكل عذاباتها لتنتقل الى عصر الياسمين الشامي الجديد مع اطيب التحيا ت

زر الذهاب إلى الأعلى