هل غزة بحاجة ل”حسم” جديد؟

 

• التفجيرات الانتحارية التي شهدها قطاع غزة الليلة قبل الماضية أرسلت رسائل متعددة وفي كل الاتجاهات، وهو ما يُفسر حجم التصريحات الرسمية واللقاءات التي تمت في قطاع غزة
• محاولة زعزعة الجبهة الداخلية في غزة هدف واضح للاحتلال وأتباعه، وقد حاولوا سابقاً بطرق مختلفة وأساليب علنية وخفية، وما حدث لا يخرج عن ذلك الهدف
• كانت غزة وما زالت عصية على الانكسار والاختراق لعدة عوامل منها الترابط السري وصغر مساحة القطاع ويقظة الأجهزة الأمنية
بحسب المعلومات المرصودة من البيانات ومن خلال المتابعة اللصيقة فإن:
• من قام بهذه الجريمة عناصر “تنظيمية”
• العناصر المنفذة والمتورطة من وحدات عسكرية غاية في الحساسية داخل تنظيمهم
• سبق وأن تم التحقيق مع الانتحاريين بتهمة صناعة عبوات ناسفة
• رغم ذلك عاد الانتحاريين تحت الغطاء التنظيمي
• المنفذون والمتورطون تلقوا أوامر محددة من خارج إطارهم التنظيمي
• التعامل سابقاً مع الفكر المنحرف كان ضمن العشائرية والعائلية وبسياسات دق الصدور وتبويس اللحى والمخاتير، ليطلق سراح كل من تورط كرامة لفلان أو لهذه الجهة ليعود أصحاب هذا الفكر المنحرف لممارسة ضلالهم من جديد
• خطورة ما حدث و ليس بالتفجيرات بحد ذاتها لكن في المواقع الحساسة التي كان يشغلها الانتحاريان وقدرتهما على اشعال القطاع برمته لا قدر الله
لكن هل المطلوب حسم جديد للقضاء على هذه الظاهرة وخطورتها؟
بالتأكيد لا وللأسباب التالية:
o ظروف وأسباب العام 2007 تختلف كلياً وجذرياً مع ما حدث قبل ليلتين
o الاحتلال وأتباعه سيسرهم جداً أي مواجهة في قطاع غزة المنهك بين فصائل المقاومة بعضها ببعض
o انحراف أقلية داخل أي تنظيم وارتهانهم لأوامر خارجية لا يعني انحراف التنظيم برمته
o مواجهة أي فكر لا تكون إلا بالفكر، لكن في ذات الوقت الليونة وطيبة القلب في مواجهة من تورط في أعمال تخريبية لا يفيد ويشجع الآخرين على تكرار تلك الجرائم
ما المطلوب؟
• التعامل بحكمة وروية وعقلانية من خلال الحوار بين الفصائل
• إعادة النظر والمراجعة والتدقيق الأمني على العناصر التي تشغل مواقع حساسة
• رفع الغطاء التنظيمي والعائلي عن كل من يثبت تورطه في أعمال إجرامية
• عدم التهاون مع أصحاب الفكر المنحرف ممن ثبت تورطهم في جرائم
• يقظة الشعب والناس والتبليغ عن أي اشتباه مهما كان
• زيادة الوعي الأمني لقطع الطريق على المتربصين
وأخيراً
ما حدث هو جرس إنذار لإعادة النظر في كثير من الأمور فمواجهة العدو الخارجي أسهل وأهون من مواجهة العدو الداخلي، خاصة إن اجتمع الجهل والضلال والتهور
حفظ الله غزة أرضاً وشعباً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى