كي لا ينتخبوا الاسد.. الدول الغربية تعرقل عودة النازحين السوريين لبلادهم

 

كشف الرئيس اللبناني، ميشال عون، عن سعي دول عربية كثيرة لإعادة علاقاتها المقطوعة مع سوريا، وذكر أن بعض هذه الدول تطلب من دول ثالثة التوسط لها لإعادة المياه إلى مجاريها مع دمشق.

وقال عون في جلسة مجلس الوزراء يوم  الخميس الماضي، في معرض رده على وزراء في حكومته انتقدوا زيارة زملاء لهم للعاصمة السورية:”هناك اتصالات من دول عربية عدة لإعادة علاقاتها مع سوريا، وثمة من يجري وساطات من أجل ذلك، فيما نحن مختلفون على مصلحة لبنان العليا.

وتابع عون قائلا: “على حدودنا الجنوبية يقوم وطن قومي يهودي، وفي سوريا ثمة محاولة لإعطاء الأكراد وطنا شرق الفرات، وهذا مثير للقلق فما الذي يمنع إيجاد ثغرات واستغلال النازحين السوريين لخلق مشاكل لنا في الداخل لاستكمال هكذا مشروع تقسيمي، خصوصا أن مجتمعنا التعددي نقيض لإسرائيل، فهل سيتحملوننا ونحن النقيض؟ هذا الموضوع خطير وأقولها للتاريخ:”أنا وقفت مع وحدة وطني لبنان وأنا أقول للتاريخ هذا الكلام لي ولكم”.

يقول الكاتب والمحلل السياسي رضوان الذيب في حديث لبرنامج “حول العالم” بهذا الصدد: “الولايات المتحدة تتخذ من موضوع النازحين السوريين مبررا للهجوم على سوريا، وليس همها مطلقا، معاناة النازحين، سواء عادوا أو لم يعودوا إلى بلادهم. الولايات المتحدة تمارس هذه الورقة بالسياسة، وحتى الأوروبيون يرفضون أي عودة للنازحين، لإنه باعتقادهم، لو عادوا إلى سوريا الآن، سيصوتون في الانتخابات الرئاسية التي ستحصل في عام 2022 لصالح الرئيس الأسد، وأن السوريين الموجودون خارج سوريا حكما سيصوتون ضد الرئيس الأسد.”

وتابع بقوله:”وهم يتعاطون مع هذا الموضوع بشكل لا إنساني ولا أخلاقي، بل يمارسون سياسة ظالمة بحق النازحين، ويستخدمونهم وقودا، ومن هنا يجب أن تفهم كل القوى السياسية اللبنانية موقف الأمم المتحدة وبعض دول الغرب، الذين يقدمون المساعدات للنازحين في لبنان ويرفضون تقديمها لهم إن عادوا إلى بلادهم. وهذا يفسر مدى التعاطي الأمريكي الحاقد مع موضوع النازحين، فيما المبادرة الروسية تقدم لهم العودة الآمنة، وأعطى الروس ضمانات لكل النازحين بأن لا يتم التعرض لهم داخل سوريا.

وكانت صحيفة الجمهورية قد كشفت ان شخصيات لبنانية رفيعة المستوى تخطط لزيارة دمشق، ومن الشخصيات اللبنانية المرشحة لزيارة الأسد هو الرئيس اللبناني ميشال عون، حيث أشارت مصادر لبنانية أن هناك تحضيرات تجري تحت الطاولة لإعداد الزمان المناسب لهذه الزيارة.

ونقلت صحيفة “الجمهورية” عن مصادر خاصة أن رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون سيحاول فتح موضوع اللاجئين والنازحين السوريين مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت الصحيفة أن إذا اقتضى هذا الانفتاح من الرئيس عون أن يزور الأسد، فلن يتردد في القيام بهذه الزيارة شخصيا، أو يقوم بها وزير الخارجية جبران باسيل”.

وشدد عون بحسب الصحيفة على ضرورة حصول تعاون كبير مع لبنان ودعم الحريري والحكومة في معالجة أزمة النازحين “لأننا نخشى في المرحلة المقبلة أن يعود الإرهاب ويتغلغل في هذه البيئة”.

وبحسب الصحيفة فإن الحريري يتعاطى مع ملف النازحين من خلال المبادرة الروسية، ولكن زيارة وزير شؤون النازحين صالح الغريب لدمشق قبَيل انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد نيل الحكومة الثقة النيابية، والموقف الذي أعلنه وزير الدفاع إلياس بو صعب على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ المؤيد لسوريا في مواجهة تركيا، شَكلا رسالة مزدوجة مبكرة حول ما ينبغي أن يكون عليه التعاطي الرسمي واللبناني عموما مع ملف النازحين في ظل الحكومة الجديدة، وكذلك في ضوء التطورات الميدانية التي تشهدها الساحة السورية.

وتابعت الصحيفة: “الموقف الذي عبّر عنه عون أمام الوزراء بهذا المستوى من الحسم والحزم ورفعه جلسة مجلس الوزراء في ظل الكلام الكبير الذي نقل عنه حول قتاله ضد السوريين عام 1989 وعن أن القوات اللبنانية قصفته فيما كان في طريقه إلى مقر السفارة الفرنسية للجوء إليها نتيجة الهجوم السوري عليه، دل، حسب وزراء، على أن ملف النازحين السوريين لن يكون خاضعا بعد الآن للاشتباك السياسي ولا للابتزاز السياسي، وأن من رفعوا الصوت في مجلس الوزراء معارضين عودة النازحين تحت عنوان رفض “التطبيع” مع النظام السوري، “فوجئوا بأنهم متفرّدون في هذا الموقف”، بدليل صمت الحريري ورئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، وبَدا أن رفع الصوت “لم يكن أكثر من تسجيل موقف”، على حد تعبير هؤلاء الوزراء الذين توقفوا عند زيارة السفيرة الأمريكية إليزابيت ريتشارد الاخيرة للحريري لتهنئته بتأليف الحكومة، وأعتبروا أن البيان الذي أذاعته بعدها مُتضمنا مواقف أمريكية عالية النبرة والقسوة ضد “حزب الله” وحلفائه، كان محاولة تَصدٍ للوضع المستجد في ملف النزوح والذي لواشنطن نظرة مختلفة إليه، ولكن الأمريكي المنسحب من سوريا، في رأي هؤلاء الوزراء، قد لا يستطيع التغيير في الوقائع الكبيرة التي يشهدها موضوع النازحين، خصوصا أن أكثرية الشعب اللبناني، بكل تناقضاته السياسية والطائفية والمذهبية، مقتنعة بأن هؤلاء النازحين باتوا عبئا كبيرا ضاغطا على واقع لبنان”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى