ايوب الاردني.. انتهى صبره

يعيش الوطن والمواطن هذه الايام حالة من الضنك والاحباط والتمزق الفكري والاجتماعي والسلوكي، نتيجة الى الظروف الاقتصادية والسياسية التي تخيم على المنطقة العربية.

حروب بالوكالة .. فقر .. بطالة .. جوع .. افات طائفية ومذهبية ..غلو وتطرف ..وارهاب جسدي وفكري وسلوكي، ويزداد المشهد تعقيدا من خلال ممارسات مراهقي السياسة واشباه الرجال الذين يتولون زمام الامور في ديارنا العامرة، حبث هبطوا على الوظيفة العامة بالمظلات، فعاثوا في البلاد الفساد واكلوا الاخضر واليابس – جراد العصر – واختصروا الوطن بالدينار والدولار، واصبح الوطن في نظرهم مجرد مطار ومحطة انتظار وجواز سفر لرجال الاعمال.

هذا هو الزمن الاغبر .. زمن القلة والذلة والكحل الاسود، فهذا الوطن رفع اناسا فشتموه ، واحتضن اناسا فسرقوه ، واحب اناسا فكرهوه، ولا شك ان هذا الوطن بمكوناته المتوحدة قد انتهى صبره على هؤلاء الغلمان، وعلى ممارساتهم اللامسؤولة.

لقد انتهى مفعولهم في وجداننا عندما رجحوا مصالحهم الخاصة على مصالح الوطن، لهذا فهم في عداد – الحي الميت – الحاضر الغائب – والوطن برىء منهم ومما يفعلون.

ان عمر الاردن السياسي يقارب المئة عام، فالوطن ليس مختبراً لتجاربكم، والمواطن ليس اداة لهذه التجارب.. ايوب الاردني انتهى صبره، فما عاد قادرا على الصبر من ممارساتكم وسلوكياتكم الخاطئة، لقد وصل المواطن الى خط اللاعودة ولايوجد شىء يخاف عليه بعد الان .. فماله منهوب وحقوقه مسلوبه، والاخطر من ذلك معنوياته في الحضيض، فالظلم والتهميش والتجويع مؤشر كبيرعلى  العمران والانسان والبنيان.. وصدق القائل : “الشعوب التي تفشل في تشخيص امراضها بشجاعة، تموت نتيجة تناول الدواء الخطأ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى