فوبيا العداء لجمال عبد الناصر

استوقفني قبل سنوات مقال عن مصر لكاتب صهيوني حافل بالهجوم على الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، حيث تهمه إنه من أجّج العداء والكراهية لما أسماه بإسرائيل في العالم العربي بشكل خاص والقارات الثلاث بشكل عام.

ذلك الكاتب الذي ينتهي اسمه بكوهين ولا أذكر الشق الأول من الاسم اعلن بأن جمال عبد الناصر كان يمكن أن يكون أعظم قائد ومخلص ورسول سلام لو قبل لقاء ديفيد بن جورين كما طلب منه الأخير، ولو أبرم معه صفقة سلام لكانت مصر والمنطقة اليوم في وضع غير ما هي عليه.

وأضاف ذلك الكاتب قائلاً ان كلا الشخصيتين قادران على فعل ذلك، ولكن تطرف جمال عبد الناصر وكراهيته لإسرائيل، كما قال حرفياً، جعلته يخسر الكثير ويخسّر مصر والعالم العربي كله.

تأملت ذلك المقال وكاتبه، فيما كنت أتابع فوبيا العداء للزعيم جمال عبد الناصر خاصة من قبل تيار الإسلام السياسي وبقايا الإقطاعيين الذين يدعي بعضهم الوطنية وحتى  محبة جمال عبد الناصر من امثال المدعو مصطفى الفقي الذي يدس السم في العسل، ويتحدث عن زعامة ووطنية جمال عبد الناصر ولكنه بخبث يصل للغباء السياسي أحياناً يفضح نفسه وكراهيته الإقطاعية للزعيم الخالد، ومثالاً على ذلك ما صرح به الاسبوع الماضي مدافعاً عن قرار الرئيس السيسي برفع أسعار المحروقات، حيث قال ان الرئيس جمال عبد الناصر كان حين يريد رفع الأسعار يختار الموعد مع حفلة الفنانة الكبيرة أم كلثوم رحمها الله، حيث يكون الشعب مخموراً ومخدراً .. فهل هذا كلام علمي محترم لشخص يدعي الأكاديمية ويحمل الدكتوراه، وبالاتجاه الآخر هل كل الشعب المصري والعربي قادراً على حضور حفلة أم كلثوم أو عبد الحليم حافظ أو فريد الأطرش فرسان ذلك الزمن الجميل .

الفقي أساء لمصر شعباً وتاريخاً من حيث أراد نفث حقده، هو وكل أنصار المقبور أنور بني صهيون السادات، على المرحلة الناصرية وهي أعظم مراحل التحرر القومي والصراع مع  الاستعمار والصهيونية وذيولهم، وهم اليوم ما يعرف بحزب إسرائيل بالوطن العربي تحت أسماء وعناوين مختلفة لكنها لا تخفى على شعبنا القومي بالفطرة، والناصري بالسلوك حتى لو اختلف مع جمال عبد الناصر الحاكم والإنسان الذي لم يكن منزهاً عن الأخطاء والتجاوزات التي اعترف بها هو قبل غيره، ولكنه بالتأكيد منزه عن كل انحراف سياسي .

أمّا اعجب العجائب فهو موقف تجار الإسلام السياسي وكأنهم لا يقرأون حتى تجربتهم المتواضعة بالحكم والتي لم تتجاوز العام ولكنها مليئة بالأخطاء التي تعادل عصر السادات ومبارك مجتمعين، ففي أول خطاب للدكتور مرسي العياط، هاجم حقبة الستينيات “وما أدراك ما الستينيات” وقبل خلعه كان آخر خطاب له من مصنع الألمنيوم الذي بناه الزعيم الخالد قوله حرفياً : (سوف أكمل ما بناه جمال عبد الناصر ) وبعد ذلك صارت الأحداث للثورة عليه وخلعه، ولكن ما يحيرني تلك الكلاب الضالة التي تنبح من تركيا باسم الإسلام السياسي وشرعية محمد مرسي المزعومة في قناة المشرق ومكملين وغيرهما.

ألا يخجل هؤلاء من كثرة الردح وفوضوية الكلام، ولا سيما المدعو معتز مطر والتافه هشام عبد الله وزميله صابر، الذين تجاوزوا كل الخطوط ليس في معاداتهم للرئيس السيسي أو الزعيم جمال عبد الناصر فقط، ولكن التشكيك في وجود مصر الدولة ذاتها، وفق ما ذكرنا في السابق مراراً وتكراراً محذرين من هؤلاء الشعوبيين، الذين طالما شككوا في محمد علي باشا وأبنه إبراهيم وهما من أسسا مصر الحديثة، والزعيم سعد زغلول والزعيم أحمد عرابي وصولاً للزعيم الخالد جمال عبد الناصر.

وأتساءل ما مصلحة هؤلاء في التشكيك بالدولة المصرية  بتاريخها وحضارتها، وبالزعامة الناصرية التي كان رئيسهم محمد مرسي قد اعترف بفضلها في تصنيع مصر، وقال إنه سيكمل ما بدأت.

يا أيها العرب ويا أيها المصريون بشكل خاص، احذروا الفتن والتشكيك بكل تاريخنا الذي يحاول الخونة تشويهه والانحراف به عن القيم والنهج القومي التحرري الذي قاده الزعيم جمال عبد الناصر.

صحيح أنهم كلاب ضالة تنبح من خارج الأوطان ولا قيمة لها، ولكنها تنفخ باستمرار في فوبيا جمال عبد الناصر .. فمن يا ترى المستفيد من هذه التهجمات غير العدو الصهيوني والشيطان الامريكي ؟؟

رحم الله الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي كان وسيبقى قائد الأمة ورمز نضالها وكفاحها ووحدتها، وما هذا الحقد الاخواني والصهيوني الا شهادة له بالوطنية والقومية والتقدمية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى