أنصاره يقتحمون القصر الجمهوري في بغداد.. مقتدى الصدر يعلن اعتزال العمل السياسي، ويطلب الدعاء إن تعرض للاغتيال!!

أعلن زعيم التيار الصدري العراقي، مقتدى الصدر، اليوم الاثنين، اعتزاله العمل السياسي نهائيا، وإغلاق جميع المؤسسات الصدرية إلا “المرقد الشريف” وهيئة تراث آل الصدر.

وقال الصدر في بيان نشره على تويتر: “يظن الكثيرون بما فيهم السيد الحائري أن هذه القيادة جاءت بفضلهم أو بأمرهم، كلا، إن ذلك بفضل ربي أولا ومن فيوضات السيد الوالد قدس سره، الذي لم يتخل عن العراق وشعبه”.

وتابع “إنني لم أدع يوما العصمة أو الاجتهاد ولا حتى القيادة، إنما أنا آمرٌ بالمعروف وناهٍ عن المنكر (…) وما أردت إلا أن أقوّمَ الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هي القوى السياسية الشيعية باعتبارها الأغلبية، وما أردت إلا أن أقربهم إلى شعبهم وأن يشعروا بمعاناته”.

وتابع “أعلن الاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر والكلُّ في حِلٍ منّي، وإن مت أو قتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء”.

وجاء بيان اعتزال الصدر بعد أن انتهت مهلة الـ72 ساعة التي منحها يوم الجمعة الماضي، إلى المحكمة العليا لحل البرلمان، وبعد تقديم رئيس الكتلة النيابية الصدرية طلبا رسميا بهذا الشأن.

ويستبق إعلان الصدر اعتزاله السياسة، قرارا مهما من القضاء العراقي، ينتظر غدا الثلاثاء، بشأن إمكانية حل البرلمان.

وكان التيار الصدري طالب خلال خطبة الجمعة الماضية، وللمرة الثانية على التوالي في أقل من شهر من القضاء العراقي حل البرلمان، للتمهيد إلى إجراء انتخابات نيابية جديدة تسهل الطريق لحل الأزمة التي استعرت منذ يوليو/تموز الماضي بين الصدر وخصومه في الإطار التنسيقي.

قتيلان في اشتباكات بغداد.. والقوات الأمنية تلاحق المعتصمين

وقد لقي عراقيان على الأقل حتفهما، وجرح 19 آخرون، في اشتباكات في العاصمة، بغداد، اليوم الإثنين، وفقا لما نقلته رويترز عن الشرطة وطواقم الإسعاف.

من جهتها نقلت أسوشيتد برس، عن مسؤول عراقي، نبأ مقتل شخص واحد على الأقل في اشتباكات مع قوى الأمن.

وقد تصاعدت الإصابات في صفوف المعتصمين، بينما تلاحقهم القوات الأمنية قرب مبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وتطلق القنابل الصوتية.

وأكد مراسلو الانباء أن القوات الأمنية تدفع المتظاهرين من محوري الأمانة العامة لمجلس النواب ووزارة التخطيط باستخدام الرصاص الحي في الهواء.

كما سُمعت أصوات إطلاق نار حيّ في المنطقة الخضراء الشديدة الحراسة في بغداد حيث اقتحم المئات من مناصري الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قصر الحكومة عقب إعلان زعيمهم اعتزاله العمل السياسي، وفق ما أفاد صحفيون في وكالة فرانس برس.

وأكد شهود لفرانس برس أن مطلقي النار هم أنصار الإطار التنسيقي، خصم التيار الصدري الذي يضمّ فصائل شيعية موالية لإيران.

ويغرق العراق في أزمة سياسية حادة منذ الانتخابات التشريعية التي أجريت في أكتوبر 2021. كما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق أنصار الصدر عند مداخل المنطقة الخضراء، وفق ما أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس.

وقد أعلنت قيادة العمليات المشتركة، اليوم الاثنين، حظر التجول الشامل في العاصمة العراقية، بغداد، اعتبارا من الساعة الثالثة والنصف من ظهر هذا اليوم، في وقت أفادت تقارير أمنية باقتحام أنصار الصدر القصر الجمهوري.

وشمل الحظر المواطنين والمركبات، بحسب الإعلان الذي تزامن مع إجراءات أمنية مشددة، أعقبت إعلان الزعيم الشيعي البارز، مقتدي الصدر، اعتزال العمل السياسي نهائيا.

ونقل مراسلو الانباء عن الأجهزة الأمنية اقتحام أنصار الصدر القصر الجمهوري (الحكومي) في بغداد، والاشتباك مع القوات الأمنية داخله.

والقصر الجمهوري مبنى رسمي مخصص للمناسبات، وهو مختلف عن القصر الرئاسي حيث المقر الرسمي لرئيس الجمهورية.

وقد استقدمت قوات أمنية إلى بغداد من باقي المحافظات الجنوبية، حيث رصدت أرتال أمنية كبيرة لقوات المغاوير تدخل العاصمة من المدخل الجنوبي، كما تم تعزيز كبير للقوات الأمنية في المنطقة الخضراء ومحيطها.

وحسب ما أفادت مصادر مطلعة فقد نصبت القوات الأمنية كتلا إسمنيتة بين مجلس النواب والأمانة العامة لمجلس الوزراء، لمنع تقدم المتظاهرين.

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة أن التعاطي مع التظاهرات السلمية يتم من خلال الدستور والقوانين، مؤكدة أن القوات الأمنية ستؤدي واجبها في حماية الأمن والاستقرار.

وكانت قيادة العمليات المشتركة أكدت مسؤوليتها عن حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية والأملاك العامة والخاصة.

ودعت القوات الأمنية المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء، بعد تقارير عن محاولات لعبور المعتصمين للمنطقة الخضراء باتجاه القصر الرئاسي عبر الجسر المعلق، حيث يتواجد اعتصام أنصار “الإطار التنسيقي”.

وأعلن في وقت سابق بدء توافد أعداد إضافية من أنصار التيار الصدري إلى محيط البرلمان، عقب إعلان زعيمه اعتزال العمل السياسي نهائيا.

ودعا ائتلاف الوطنية، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق، إياد علاوي، إلى الحكمة والتهدئة، محذرا من “مخاطر تصاعد وتيرة الصراعات السياسية وأي تدخل خارجي في العراق أو مجريات الأحداث التي وصلت إلى الذروة في التصلب والتشظي والانقسام”، .

ويعيش العراق، منذ انتخابات أكتوبر 2021 البرلمانية، حالة شلل سياسي مع العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، في ظل خلافات سياسية متواصلة.

وقد ارتفع مستوى التصعيد بين التيار الصدري وخصومه في الإطار التنسيقي، في 30 يوليو عندما باشر مناصرو الصدر اعتصاما عند مبنى البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء، مطالبين بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.

ورد أنصار الإطار التنسيقي، وهو تجمع لفصائل شيعية موالية لإيران، باعتصامات مماثلة يطالبون فيها بالحفاظ على مؤسسات الدولة والاتزام بالشرعية الدستورية في أعقاب مطالبات التيار الصدري بحل البرلمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى