أنقذوا غزة من طلائع النازيين الجدد
بقلم: د. زيد احمد المحيسن
ما يحدث في غزة اليوم هو إبادة جماعية بكل معنى الكلمة، والإدانة الدولية للممارسات الوحشية التي ترتكبها دولة الكيان الصهيوني المحتلة ضد الفلسطينيين يجب أن تكون قوية وفعّالة. فكما أوردت منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادم “الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الكيان ضد الفلسطينيين في غزة”، لا يمكن للعالم السكوت عن هذه الجريمة البشعة التي تُرتكب في حق الأطفال والنساء والشيوخ في الأراضي المحتلة. دولة الصهاينة لا تكتفي بقصف المدنيين، بل تتعمد تدمير كل مظاهر الحياة، وتشن حربًا لا تميز بين البشر والحجر.
إن القيم الإنسانية التي قام عليها هذا العالم، والتي تكفل الحق في الحياة والكرامة والعدالة، باتت مهددة اليوم على يد دولة النازيين الجدد. فقد سعت الدول الغربية الكبرى إلى تبرير أفعال الكيان الصهيوني بحجة الدفاع عن النفس، رغم أن الوقائع تشير إلى ما هو أبعد من ذلك. إذ إن القادة الصهاينة لم يتوقفوا عن نشر تصريحات تبرر عمليات الإبادة الجماعية، بل يتجاوزونها إلى الدعوة الصريحة لإبادة الفلسطينيين. وقد بلغ عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة أكثر من 13000 طفل، وهو رقم يعكس حجم المأساة ومرارة الواقع الذي يعيشه السكان في فلسطين وغزة.
إن صمت المجتمع الدولي، خاصة من قبل الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، يعد خيانة للقيم الإنسانية التي طالما تبجحت هذه الدول بالدفاع عنها. إن استمرار دعم هذه الدول العسكري للنازيين الجدد في دولة الكيان المحتل من خلال إمدادها بالأسلحة يعد انتهاكًا صريحًا للالتزامات الدولية بحماية المدنيين ومنع الإبادة الجماعية. فهل أصبح الضمير الدولي صامتًا أمام هذه الفظائع؟
إن الموقف الغربي الذي يواصل دعم النازيين يعكس العقلية الاستعمارية الجشعة، التي تسعى للاستفادة من الهيمنة والسيطرة على الشعوب بغض النظر عن الآلام والمعاناة التي تجرّها تلك السياسات على المدنيين الأبرياء. هذه السياسة لا تنم عن تحضر أو عن التزام بالقيم الإنسانية، بل هي امتداد لنظرة استعمارية ترفض الاعتراف بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها والعيش بسلام.
إذن، ما الحل؟ الحل هو أن تتحرك الشعوب الحرة في العالم والمجتمع الدولي بكل قواه الحية لحماية حقوق الإنسان في غزة. يجب أن تكون هناك وقفة حازمة، وأن يتم اتخاذ خطوات عملية لوقف الإبادة الجماعية فورًا. يجب أن يتوقف القصف الوحشي وسياسات التجويع المبرمجة والمخطط لها في الغرف المظلمة، ويجب أن يتم ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق. لا ينبغي للمجتمع الدولي أن يرضخ للضغوط السياسية ويجب أن يتخذ مواقف صارمة ضد كل من يشارك في هذه الجريمة ضد الإنسانية، وضد الهولوكوست الفلسطيني من قبل النازيين الجدد في دولة الكيان الصهيوني المحتل.
إن العالم اليوم على مفترق طرق. فإما أن يقف متفرجًا على انهيار القيم الإنسانية، ويغض الطرف عن المجازر التي تُرتكب في حق الأبرياء من أبناء الشعب العربي الفلسطيني، وإما أن يتحرك ليوقف هذا العبث ويحافظ على ما تبقى من معالم الحضارة. إن الإنسانية في غزة تحتضر، وإذا لم تتحرك الأمم المتحدة وكل المنظمات الإنسانية والشعوب العربية والعالمية الحرة بشكل عاجل، فإننا على وشك أن نشهد نهاية للإنسانية نفسها.
يجب أن يتساءل العالم: هل نريد أن نعيش في عالم يطغى فيه الوحشية، حيث لا قيمة للإنسان، أم نريد أن نتمسك بالقيم التي ارتضيناها كدليل لنا في التعايش والتسامح؟ غزة اليوم هي ميدان اختبار ضمير البشرية جمعاء. لا بد أن يتحرك العالم قبل فوات الأوان، لتجنب تحول عالمنا إلى ساحة من الفوضى والهمجية لا يمكن للبشرية أن تعيش فيها.
أخشى ان تستمر النازية والنازيون الجدد في التمدد وتنفيذ سياساتهم الوحشية والعدوانية والاحتلالية في ساحات العالم دون رادع خلقي أو ديني أو قيمي، وهنا تكمن الطامة الكبرى. وغزة هي الشاهد الحي الوحيد على هول أفعال وممارسات النازيين الجدد حاليًا من مجازر وحشية ضد العنصر البشري المعاصر