تحذيرات من إقامة قاعدة إسرائيلية في دويلة “أرض الصومال” غير الشرعية، بدعم إماراتي وبما يشكل ضربة للأمن المصري
أثار تقرير لصحيفة هآرتس العبرية، حمل عنوان “كل العيون تتجه نحو أرض الصومال: الدولة الأفريقية الصغيرة التي تشكل مفتاح حرب إسرائيل على الإرهاب الحوثي”، تساؤلات حول دور للاحتلال في تلك المنطقة وتأثيراته على مصر.
التقرير أكد على توجه الاحتلال بدعم إماراتي لتدشين قاعدة عسكرية إسرائيلية في أرض الصومال لمواجهة الحوثيين في اليمن، وهو الأمر الذي يمثل خطرا استراتيجيا على مصر وعلى مستقبل الملاحة الدولية في قناة السويس، وفق متحدثين لـ”عربي21″.
وأجمعت تقارير عبرية، وإنجليزية على أن الاحتلال الذي يشن حرب إبادة دموية على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2013، يدرس إنشاء قاعدة عسكرية في أرض الصومال لوقف تحركات داعمة للفلسطينيين من قبل جماعة الحوثي اليمنية.
وكذلك مراقبة مضيق باب المندب في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، الذي يسيطر على جانبه الشرقي الحوثيون الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية فرط صوتية والطائرات المسيرة مستهدفين مواقع إسرائيلية بينها تل أبيب، مع بعد المسافة البالغة نحو ألفي كيلومتر.
وتأتي القاعدة العسكرية الإسرائيلية في أرض الصومال، وفقا لتلك التقارير مقابل اعتراف تل أبيب بـ”هرجيسا” عاصمة لأرض الصومال غير المعترف بها دوليا، فيما تشير ذات التقارير إلى أن الإمارات، التي ترتبط بالنظام الحاكم في مصر بعلاقات سياسية واقتصادية واسعة منذ العام 2013، وتحتفظ بقاعدة عسكرية وتجارية في ميناء بربرة بأرض الصومال منذ العام 2017؛ تقوم بدور الوسيط بين إسرائيل وأرض الصومال، حول القاعدة المحتملة، وتشارك في تمويل إنشائها.
ومع الحديث عن القاعدة العسكرية الإسرائيلية قرب المدخل الجنوبي الغربي للبحر الأحمر في أرض الصومال، فإنه يشار إلى وجود محاولات إثيوبية حثيثة لتدشين قاعدة عسكرية لأديس أبابا على البحر الأحمر عبر أرض الصومال، أيضا، ما يثير المخاوف من تفاقم حجم المخاطر الجيوسياسية في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر على مصالح مصر.
وتجتمع أبوظبي، وتل أبيب، على عداء جماعة الحوثي في اليمن، ففي الوقت الذي تربطهما علاقات تطبيع منذ العام 2020، وعلاقات تجارية واتفاقيات اقتصادية، فإن الحوثي الذي يشكل تهديدا للكيان المحتل منذ إعلانه في 14 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إغلاق مضيق باب المندب؛ يمثل كذلك تهديدا للوجود الإماراتي في جنوب اليمن.
وبحسب صحيفة معاريف العبرية، فإنه في 29 تموز/ يوليو الماضي، اتفقت الإمارات مع إسرائيل على إنشاء منشأة عسكرية واستخباراتية مشتركة في جزيرة عبد الكوري، بأرخبيل سقطرى اليمني بخليج عدن، والذي تسولي عليه الإمارات منذ 30 نيسان/ أبريل 2018.
جدير بالذكر ان أرض الصومال، تقع على خليج عدن بساحل يبلغ طوله 460 ميلا، قرب مدخل مضيق باب المندب، ويبلغ عدد سكانها 6.2 مليون نسمة، وتحكمها “عشيرة عيسى”، وانفصلت عن مقديشيو عام 1991، وعجزت على مدار 33 عاما في الحصول على الاعتراف الدولي، إلا من علاقات غير رسمية وتجارية مع تايوان، وإسرائيل، والإمارات، وإثيوبيا.