التنظيمات الإرهابية تواصل هجماتها على قرى وبلدات ريفي حلب وإدلب، والطيران السوري/ الروسي يدك أرتالها وخطوط امدادها

سبوتنيك عربي

تواصل التنظيمات الإرهابية المسلحة، لليوم الثاني على التوالي، هجومها الواسع على القرى والبلدات المحررة في ريفي حلب وإدلب، شمال غربي سوريا.

وقال مراسل “سبوتنيك” إن خطوط التماس تشهد في هذه الأثناء عمليات كر وفرّ بين جنود الجيش السوري ومسلحي التنظيمات الإرهابية المسلحة على محاور عدة في ريفي المحافظتين.

وبدأ الهجوم الإرهابي، فجر أمس، تزامنا مع سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، ودشنته المجموعات الإرهابية بعدد من الهجمات الانتحارية بالمفخخات نفذها مقاتلون أجانب مما يسمى “العصائب الحمر”.

وأكد مراسل “سبوتنيك” أن وحدات الجيش السوري أخلت مواقعها المتقدمة على خطوط التماس في ريف حلب الشرقي، لتتحصن ضمن مواقع أكثر قدرة دفاعية على النسق الثاني من خط التماس.

وتشهد المنطقة معارك طاحنة تزامنا مع غارات جوية مكثفة نفذها الطيران الحربي السوري الروسي المشترك، مستهدفا أرتال المجموعات المسلحة القادمة من عمق معقل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في إدلب، ومن عمق مناطق سيطرة الجيش التركي في ريف حلب الشمالي.

كما دك الطيران الحربي خطوط إمداد المجموعات المسلحة ومستودعات ومقار جبلية محصنة على محاور ريف حلب الغربي، وإدلب الجنوبي والشرقي.

وعلى جبهة إدلب، استغلت المجموعات الإرهابية المسلحة سوء الأحوال الجوية في ريف إدلب الجنوبي لمهاجمة مواقع للجيش السوري بهدف مشاغلته على جبهة حلب، فيما ما تزال المنطقة تشهد اشتباكات عنيفة على محاور (داديخ) و(كفر بطيخ) في الريف الشرقي، دون استقرار في خارطة السيطرة حتى اللحظة.

دلالة التوقيت وطبيعة الأهداف

وتحدث مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، اليوم الخميس لموقع “سكاي نيوز عربية”، عن دلالة توقيت الهجوم على الجيش السوري.

وقال عبد الرحمن إن تقدم الفصائل المسلحة “هو الأول منذ 2020″، معتبرا أن “المعركة كان محضرا لها من قبل هيئة تحرير الشام بدعم من جهة خارجية لا نعرفها منذ عدة أشهر. هذه الجهة قد تكون الولايات المتحدة أو غيرها. دولة ما هي التي أعطت الضوء الأخضر للهيئة”.

وتابع: “كيف اختير التوقيت؟ وقفت الحرب في لبنان (في إشارة إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله) فانطلقت المعركة في إدلب. هناك تزامن لا يأتي من فراغ”.

وأكد عبد الرحمن أنه “قبل هذه المعركة كان هناك ضباط من أوروبا الشرقية يدربون هيئة تحرير الشام على استخدام المسيّرات في المنطقة”.

وقال مدير المرصد: “المعركة كان محضرا لها أن تبدأ بمجرد أن تكون هناك حرب في جنوب سوريا، إذا فكرت إسرائيل باجتياح القنيطرة وريف درعا الغربي وريف دمشق الجنوبي الغربي، لكنها بدأت بعد وقف الحرب في لبنان”.

وعن أهداف “الجهات الخارجية” التي تحدث عنها عبد الرحمن، فهي من وجهة نظره “إعادة خلط الأوراق داخل الأراضي السورية”.

واستطرد: “إذا كان لتركيا يد في الموضوع، فقد تكون تحاول الضغط على النظام السوري للمجيء به على طاولة الحوار”.

وختم حديثه: “الجميع الآن ينتظر (الرئيس الأميركي المنتخب) دونالد ترامب أن يأتي من أجل تغيير مناطق السيطرة في سوريا”.

هذه أسباب تحرك التنظيمات الإرهابية  

ومن جانبه، أوضح الخبير العسكري العراقي، مهند العزاوي أن التحركات العسكرية في سوريا من طرف الفصائل الارهابية فاجأت الجميع، قائلا إن التحركات العسكرية الأخيرة جاءت نتيجة لعوامل عدة بينها تضرر قدرات حزب الله بعد حربه مع إسرائيل، ومحدودية حركة إيران داخل سوريا.

وأضاف أن هذه الفصائل انتقلت من مهمة الحفاظ على المناطق التي تسيطر عليها ومناطق خفض التصعيد، إلى تحقيق مكاسب ميدانية مثل السعي إلى استعادة إدلب بعدما استجمعت قواتها بشكل ربما فاجأ قوات النظام السوري.

وحول أسباب تحرك هذه الفصائل في حلب وإدلب، قال العزاوي إن وجود حزب الله، وإن بشكل غير رسمي، في هذه المناطق، وما لحق به من ضربات إسرائيلية في لبنان أفقدته بعض قوته حيث لم يعد كالسابق، إضافة إلى أن إيران أصبحت حركتها محدودة داخل سوريا، وهذا شجع قوات المعارضة على التحرك ميدانيا.

وفي السياق ذاته، أشار الخبير العسكري العراقي إلى التقارير التي تحدثت عن وجود دعم غربي عسكري لهذه الفصائل لأول مرة، وذلك بغرض فتح جبهة جديدة ضد روسيا التي لم تعد سوريا أولوية عندها بسبب انشغالها بالحرب في أوكرانيا.

وقال العزاوي إن هذه العوامل دفعت بهذه الفصائل للتحرك مجددا لاستعادة بعض القرى والمناطق في ريف حلب، بما يوحي بإمكانية تطور المواجهات العسكرية مع قوات النظام السوري التي لا تملك إمكانيات كبيرة لإحكام سيطرتها على هذه المناطق.

غير أن العامل المؤثر – يقول العزاوي- يبقى قوة الجيش الروسي الذي يملك قدرات تدميرية كبيرة وتفوقا جويا وصاروخيا، وهو ما قد يقلب المشهد على الارهابيين بشكل يسمح بإيقاف الهجوم الحالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى