عن المفاوضات مع العدو الأمريكي الصهيوني لوقف إطلاق النار
بقلم: توفيق المديني
استخدمت الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” ضد قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف العدوان الوحشي المتواصل على غزَّة، وذلك للمرَّة الرابعة منذ بدء حرب الإبادة الأمريكية-الصهيونية على الفلسطينيين في القطاع قبل ما يزيد عن 412 يوم متواصلة.
ووافق 14 عضوًا من المجلس المؤلف من 15 على مشروع قرار تقدم به أعضاؤه العشرة غير الدائمين في اجتماع دعا إلى “وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار” ويطالب بشكل منفصل بالإفراج عن المحتجزين في غزَّة. وصوتت الولايات المتحدة وحدها ضد القرار، مستخدمة حق النقض “الفيتو” بصفتها عضوًا دائمًا في المجلس لمنع صدوره.
وقال مسؤول أمريكي كبير، تحدث للصحفيين قبل التصويت مشترطًا عدم نشر اسمه، إنَّ الولايات المتحدة لن تدعم إلا قرارًا يدعو صراحة إلى الإفراج على الفور عن المحتجزين في إطار وقف إطلاق النار.
ويفضح هذا الفيتو الرابع مجدَّدًا دور الإمبريالية الأمريكية كشريكٍ مباشرٍ في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يقودها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزَّة من خلال قتله الأطفال والنساء وتدمير الحياة المدنية بالقطاع، وليس آخرها المجزرة المروعة في بيت لاهيا يوم الإرعاء 20نوفمبر 2024، حيث دمر جيش الاحتلال الصهيوني مربعًا سكنيًا كاملاً قرب مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع. ووفق حصيلة أولية، فقد استشهد 66 فلسطينيا، فيما أصيب 100 آخرون، خلال قصف مربع سكني في شمال القطاع.
وتواصلت مجازر العدو الصهيوني في مناطق متفرقة في قطاع غزَّة، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي دخلت يومها الـ412 على التوالي، فيما ارتفعت الحصيلة الإجمالية للشهداء والجرحى منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر لعام 2023، إلى نحو أكثر من 148 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وباستخدام الولايات المتحدة الفيتو ضد قرار مجلس الأمن الأخير، أصدرت حركة حماس بيانًا جاء فيه: إنَّنا “نُدِينُ بأشَدِّ العبارات الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن ضد القرار الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإنقاذ شعبنا من تداعيات الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال، بغطاء أمريكي، على مدار شهور الحرب، وخاصة في الشمال”.
كما طالبت حماس الولايات المتحدة بـ”الكفِّ عن هذه السياسة العدائية الخرقاء إنْ كانت حقًا تسعى لإنهاء الحروب وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما سمعنا من الإدارة المنتخبة”.وأضافت: “نطالب أيضًا المجتمع الدولي بوضع حدٍّ لهذا التغول الأمريكي على الإرادة الدولية، والذي لم ينجز إلا الحروب والموت والدمار والفوضى في المنطقة وخارجها”.
المفهوم الأمريكي – الصهيوني يطلق رصاص الرحمة على وقف إطلاق النار في غزَّة
إنَّ مسيرة السياسة الأمريكية بكاملها كانت ولا تزال وستظل مرحلة الفعل الإمبريالي الأمريكي، في المنطقة العربية ضمنت بواسطتها الإدارات المتعاقبة في الولايات المتحدة الأمريكية إحداث سلسلة من التغييرات الجوهرية، لمصلحة السيطرة الأمريكية – الصهيونية وتحقيق إنجازاتٍ جديدةٍ بعد أن دمرت البنية التحتية والمجتمع في غزَّة.
لا شك أنَّ السياسة الخارجية الأمريكية لا تعكس الشرعية الدولية ومبادئها ودور الأمم المتحدة في وقف حرب الإبادة الجماعية، لأنَّ الموقف الأمريكي من هذه الحرب الذي يمثل السياسة الخارجية الأمريكية عملياً هو الدفاع عن الكيان الصهيوني، وضرورة استمرار سيطرته على الأراضي المحتلة في غزَّة والضفة الغربية ولبنان وسوريا.
ثم إنَّ الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية تاريخيًا منذ مشروع أيزنهاور عام 1957، ومشروع روجرز عام 1970، ومشروع ريغان عام 1982، ومبادرة الرئيس بوش عام 1991، تتمثل في خوض معارك التدخل والسيطرة بأساليب مختلفة على كل العالم العربي عبر الوجود العسكري المباشر، والقواعد والتسهيلات العسكرية، من خلال إعادة الكمبرادورية كاملة من أقصى العالم العربي إلى أقصاه، في ظل العولمة الرأسمالية الليبرالية المتوحشة، بمضمونها المعروف التخلي عن مشروع الاكتفاء الغذائي، والخضوع لرأس المال الاحتكاري الأمريكي، والغزو الثقافي، وهيمنة المصالح النفطية على الصعيد الإقليمي وتركيز السلطة في الأقطار العربية في أيدي الفئات والطبقات الكمبرادورية الجديدة، المرتبطة بنيوياً بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها في المنطقة.
ولهذا، ليس مفاجئًا استخدام الإمبريالية الأمريكية الفيتو ضد أي قرار يدين الاحتلال الصهيوني أو يطالبه بوقف العدوان في غزَّة، فقد ذكر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أنَّ الولايات المتحدة استخدمت حق النقض الفيتو للمرَّة الـ49 ضد قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالكيان الصهيوني.
ومنذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزَّة، حاول أعضاء مجلس الأمن تقديم قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار وإنهاء القتال في القطاع، لكنَّ تم حظر هذه الجهود في مناسبات عديدة من قبل الولايات المتحدة. ومنذ بدء الحرب، عرقلت واشنطن أربعة قرارات مختلفة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزَّة.كما منعت واشنطن قرارًا يهدف إلى الاعتراف بفلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة. وندَّد العديد من زعماء العالم بمواقف الولايات المتحدة لمنع الدعوة لوقف إطلاق النار في المنظمة الدولية، كما أعرب حلفاء واشنطن الغربيون عن أسفهم لعدم تمرير هذه الإجراءات.
فقد شكَّل الفيتو الأمريكي الربع لعامٍ كاملٍ الغطاء الدبلوماسي الأمريكي المقدم للعدو الصهيوني في الوقت الذي يواصل فيه شنَّ حربه على غزَّة، والتي توسعت الشهر الماضي مع الغزو الصهيوني للبنان.
ومع ذلك، فإنَّ هذا الدعم الدبلوماسي للكيان الصهيوني من واشنطن ليس بالأمر الجديد، وهو يحدث على أساس الحزبين منذ عقود، فبالإضافة إلى منح الكيان الصهيوني حوالي ثلاثة مليارات دولار من المساعدات العسكرية كل عام، كانت الولايات المتحدة أيضا أكبر حليف الكيان الصهيوني في المنظمة الدولية، وكثيرًا ما استخدمت حق النقض، حوالي 49 مرَّة .
من الذي يعرقل وقف إطلاق النار في لبنان؟
منذ تكثيف العدو الصهيوني غاراته على جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، باءت بالفشل الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ومنذ بدء المواجهة بين حزب الله والكيان الصهيوني في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قُتل أكثر من 3 آلاف و544 شخصا على الأقل في لبنان، وجرح أكثر من 15 ألفا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/ أيلول 2024.
علمًا أنَّ الكيان الصهيوني بدأ الحرب في لبنان بقرارٍ وأمرٍ من الإمبريالية الأمريكية، لا سيما أنَّ الولايات المتحدة هي التي تدير معظم شؤونه السياسية والأمنية والقضائية والإعلامية والمالية، وهي التي قتلتْ الأمين العام السابق لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله لأنَّه رفض المليارات والمناصب ليترك السلاح حتى يستفرد الكيان الصهيوني بلبنان.
إنَّ أهم نقطة جوهرية في مسار المفاوضات حول وقف إطلاق النار في لبنان، تتمثل في المطلب الأمريكي -الصهيوني المتعلق بتجريد حزب الله من سلاحه، وخلق واقع جديد في لبنان عبر تعديل بنود أساسية في القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن في 11 أغسطس 2006،رقم 1701، لأنَّ الإمبريالية الأمريكية تريد التخلص من كل حركات محور المقاومة في المنطقة حتى لا تشكل خطراً على مشروعها المنافس والقاتل لطريق الحرير الصيني، فضلاً عن أنَّ أمريكا تريد أن تفرض سيطرتها على الغاز والنفط في المياه اللبنانية، إضافة إلى الإتيان برئيس لبناني يوقع على “اتفاق إبراهيمي” تطبيعي بين لبنان و الكيان الصهيوني.
ففي السنوات الأخيرة نجحت إيران في تثبيت نفوذها على طول في المنطقة، كالعراق سوريا ولبنان، فخلقت بذلك “طوق نار” حول الكيان الصهيوني، والحال هذه تعمل الإمبريالية الأمريكية و “إسرائيل” على استغلال فرصة الحرب القائمة الآن في لبنان لقطع مسار السلاح الإيراني الذي يغذي حزب الله .
إضافة إلى الحرب العدوانية المتوحشة التي يخوضها العدو الصهيوني على لبنان منذ أواسط شهر سبتمبر 2024، فهو يقوم في الوقت عينه بالإعتداءات والغارات الجوية وإطلاق الصواريخ التي تكاد تكون شبه يومية لضرب طرق الإمداد اللوجستية لحزب الله في الساحة السورية. فالعدو الصهيوني يطبق استراتيجية تحطيم خلفية الاحتياط الاستراتيجي لحزب الله، وفصل الساحتين السورية واللبنانية، وصولاً إلى عزل حزب الله نهائياً عن مراكز الدعم في إيران وتدمير بنيته الاحتياطية في سوريا. وقد شملت الإعتداءات الصهيونية في سوريا، قتل شخصيات قيادية لحزب الله، ومن الحرس الثوري الإيراني، ذات اختصاصات استخباراتية ومالية وإدارية، كانت تقيم في دمشق وريفها، وضرب الفرقة الرابعة، ومواقع لإنتاج الأسلحة ومواقعَ خلفيةً لحزب الله، وتدمير جميع خطوط المواجهة الأمامية المحتملة، التي تمتد من منطقة القصير في ريف حمص الغربي إلى كامل جنوب سوريا، درعا والقنيطرة والسويداء، وتشمل أيضًا مناطق شرق حلب، حيث لإيران حضور قوي عبر وجود سلسلة من مصانع الذخيرة وتطوير الأسلحة، مثل تلك الموجودة في جبال الساحل، وكانت إيران تعتقد أنها بعيدة عن الاستهداف بسبب بعدها النسبي عن “إسرائيل”.
فلا يمكن فصل هذه الاستراتيجية التي تطبقها “إسرائيل” في الوقت الحاضر عن مسار المفاوضات التي يقودها المبعوث الأمريكي إلى لبنان عاموس هوكشتين، الذي غادر بيروت البارحة الإربعاء 20نوفمبر الجاري إلى تل أبيب.
وأعلن هوكشتين عقب لقائه الثاني مع الرئيس نبيه بري أمس أنَّه “سيسافر إلى إسرائيل لاستكمال العمل على التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحزب الله”، وأكّد في كلمة مقتضبة “أنَّنا حقّقنا تقدماً إضافياً، وسأسافر إلى إسرائيل لمحاولة إنهاء هذا الأمر إذا استطعنا”. وحسب صحيفة الأخبار اللبنانية، فإنَّ النقاشات الليلية في السفارة الأمريكية حول مسوّدة الاتفاق تناولت بنودًا عدة يعتبرها لبنان ذات أهمية كبيرة، منها ما يتعلق بمسألة الحدود ومواعيد تنفيذ الاتفاق والبنود المتصلة بوقف الحرب. وقالت المصادر إنَّ لبنان طلب صياغة أحد البنود الذي كان يقضي باعتبار الخط الأزرق حدودًا نهائية، وطالب بانسحاب العدو الصهيوني من النقاط المتّفق على أنَّها خروقات، وتسجيل بقية النقاط على أنَّها محل نزاع، وبالتالي انسحاب قوات الاحتلال إلى خلف الحدود كما كانت عليه في 6 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ويعتقد المحللون و الخبراء أنَّ عمليات المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله كان لها تأثيرٌ مباشرٌ على المفاوضات. فالعملية التي نفّذتها المقاومة ضد تل أبيب ردًّا على استهداف بيروت عشية وصول هوكشتين، لعبت دوراً كبيراً في المفاوضات وهي حملت رسائل عن ترميم هرمية حزب الله، فمثل هذه العملية تحتاج إلى قرار كبير. وأسفرت المعارك ليوم الإربعاء 20 نوفمبر 2024عن مقتل 5 جنود صهاينة، وفق ما كشفت عنه مصادر صهيونية، في حين أعلن جيش الاحتلال مقتل جندي من وحدة النخبة “ماجلان” وإصابة 10 آخرين.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنَّهُ رصد 25 صاروخا أطلقت من لبنان باتجاه الشريط الساحلي الشمالي، مؤكدا سقوط صاروخ في عكا. من جانبه، قال حزب الله، إنَّ مقاتليه هاجموا بالمسيّرات “قاعدة لوجستية للفرقة 146 بجيش العدو الإسرائيلي شرقي مدينة نهاريا”، مؤكدًا إصابة الأهداف. وأضاف الحزب، أنَّه هاجم “بسرب من المسيّرات قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المحتلة، وأصبنا الأهداف”، كما أعلن عن استهداف مدينة صفد برشقة صاروخية.
وهذا يعني أنَّ العدو الصهيوني لم ينتصر ليفرض شروطه كما يريد، وهو ما أشارت إليه صحيفة “نيويورك تايمز” نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، اعتبروا أنَّ “إسرائيل فشلت في القضاء على صواريخ حزب الله القصيرة المدى كما لم ينشر حزب الله كامل قواته. وطالما استمر إطلاق الصواريخ من لبنان، فإنَّ الحملة الإسرائيلية غير قادرة على تحقيق أحد أهدافها الرئيسية بعودة عشرات الآلاف من السكان إلى الشمال. وقد أدّى فشل إسرائيل في الحد من تهديد الصواريخ القصيرة المدى إلى فرض ضغوط على حكومتها لتبنّي وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية مؤقّتاً على الأقل”.
موقف حزب الله من المفاوضات بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان
ردَّ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على مجمل التطورات المتعلقة بالحرب الدائرة بين حزب الله والعدو الصهيوني في جنوب لبنان، وشمال فلسطين المحتلة، وكذلك على زيارة الموفد الأمريكي عاموس هوكشتين إلى لبنان الذي يجري المفاوضات حول وقف إطلاق النّار، حيث كان الشيخ نعيم قاسم حازماً من دون مواربة، في الردّ على الاعتداءات الإسرائيليّة على منطقتي رأس النبع وزقاق البلاط، موجّهاً رسالة المقاومة الحاسمة لتثبيت مُعادلة بيروت – تل أبيب لردع العدو، بقوله: “العدو ضرب واغتال واعتدى على قلب العاصمة بيروت، لذا لا بدّ أن يتوقّع بأن يكون الرد على وسط تل أبيب، لا يمكن أن نترك العاصمة تحت ضربات العدو الإسرائيلي ويجب أن يدفع الثمن، والثمن هو وسط تل أبيب. آمل أن يفهم العدو بأنّ الأمور ليست متروكة”.
هذا الحزم انطبق أيضاً على حديثه عن مقترح وقف إطلاق النّار عندما رسم الخطوط الحمر التي لن تقبلها الدّولة اللبنانيّة ولا حزب الله في ما يتعلّق بخرق السيادة اللبنانيّة. واختصر قاسم كلّ الكلام والمقترحات بالشّعار الذي رفعه: “نحن بين خيارين السلّة أو الذلّة، السلّة بحمل السيف والقتال، الذلّة بالاستسلام فلا يبقى لنا شيء، وهيهات منّا الذلّة ولن نقبل، ولذلك نحن مستمرّون في الميدان”.
وعن الوضع الدّاخلي شدّد قاسم على “أنّنا نؤمن بتكاتف الجيش والشعب والمقاومة، وهو الرصيد المتبقّي الذي نستطيع من خلاله أن نبني وطننا. وكذلك، 4 أمور ضعوها عندكم لما بعد وقف العدوان: سنبني بالتعاون مع الدولة وكل الشرفاء والدول والقوى التي ستساعد من أجل إعادة الإعمار، سنقدّم مساهمتنا الفعّالة لانتخاب رئيس الجمهورية من خلال المجلس النيابي بالطريقة الدستوريّة، وستكون خطواتنا السياسيّة وشؤون الدولة تحت سقف الطائف بالتعاون مع القوى السياسيّة، كما سنكون حاضرين في الميدان السياسي بقوّتنا التمثيليّة والشعبيّة وحضورنا الوازن لمصلحة الوطن”. وشدَّدَ على “أنّنا لم نغيّر ولم نبدّل في مواقفنا ولن نغيّر ولن نبدّل في هذه المواقف الوطنيّة، الشريفة، المقاومة”.
وفي الحديث عن الورقة الأمريكية، أشار الشيخ نعيم قاسم إلى أنَّ حزب الله استلم هذه الورقة الأمريكية، وأبدى حولها ملاحظات سلمها للرئيس نبيه برِّي، وأضاف: “إنّ الطرف الإسرائيلي يتوقّع أن يأخذ بالاتفاق ما لم يأخذه في الميدان، وهذا غير ممكن، والملاحظات التي أبديناها تدلّ على أنّنا موافقون على هذا المسار للتفاوض غير المباشر من خلال الرئيس بري إذا كان الطرف الآخر يريد هذا، أعلمونا أنّه يريد هذا، وسنرى ما هي النتيجة”. وأكّد أنَّ “لا أحد يستطيع أن يضمن لأنّ الموضوع مرتبط بالرد الإسرائيلي وبالجدية التي تكون عند (رئيس وزراء الكيان بنيامين) نتنياهو. لكن ليكن معلوماً بأن تفاوضَنا تحت سقفين، سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والسقف الثاني هو حفظ السيادة اللبنانية، أي لا يحق للعدو الإسرائيلي أن ينتهك وأن يقتل وأن يدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة، يجب أن يكون لبنان مَصوناً”.
وأكّد الشيخ نعيم قاسم “أنّنا أعدَدنا لمعركة طويلة ونحن نتفاوض الآن ولكن ليس تحت النار كما يقولون لأنّ إسرائيل أيضاً تحت النار. بمعنى آخر نحن قررنا أنْ يكون هناك مساران يسيران معاً، مسار الميدان الذي يكون بشكل تصاعدي بحسب المعطيات الميدانية ومستمر بالصمود والعطاء، والمسار الثاني مسار المفاوضات أي لا نعلّق الميدان على المفاوضات، فلو افترضنا أنّ المفاوضات لم تنجح خلال فترة من الزمن، نحن مستمرون في الميدان نجحت أو لم تنجح، إذا نجحت عندها يكون الميدان جزءاً من نجاح هذه المفاوضات”.