نعيم قاسم يؤكد أن غارات إسرائيل على بيروت سيقابلها رد في تل أبيب، والمفاوضات تجري وفق مسارين
شدد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، على أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية بيروت سيكون مقابله ضرب “تل أبيب”، مشيرا إلى أن المقاومة اتخذت مسارين في التعامل مع العدوان المتواصل على لبنان وهما “الميدان والمفاوضات”.
وقال قاسم في كلمة مصورة، إن “العدو الإسرائيلي اعتدى على العاصمة بيروت باغتيال الشهيد (مسؤول الإعلام في حزب الله) محمد عفيف وهو في اللباس المدني”، مشيرا إلى أن على الاحتلال أن “يتوقع أن يكون الرد على وسط تل أبيب بعد استهدافه بيروت وأن يفهم أن الأمور ليست متروكة”.
وأضاف أن حزب الله “واجه معركتين الأولى إسناد غزة والثانية صد العدوان الإسرائيلي على لبنان”، مشيرا إلى أنهم “حرصوا على أن نقدم الإسناد لغزة آخذين بعين الاعتبار الظروف في لبنان، يشرفنا أن نكون من القلة في دعم غزة مع العراق واليمن وإيران بينما العالم كله يتفرج”.
وأشار قاسم إلى أن “حزب الله مر بأزمة حقيقية بعد اغتيال الأمين العام السيد حسن نصر الله لكن بعد 10 أيام استطعنا استعادة عافيتنا ولملمة جراحنا”، لكنه شدد على أن الحزب “استطاع أن يسترد عافيته بعد الخسائر التي تكبدها”، موضحا أن “المقاومة تقاتل الجيش حيث يتقدم”.
وبحسب الأمين العام لحزب الله، فإن “المقاومة وافقت سابقا على طرح بايدن – ماكرون على قاعدة أنه يمكن إنهاء الحرب لكنهم اغتالوا الأمين العام”.
ولفت إلى أن حزب الله “كان يتوقع أن العملية على الحافة الأمامية (في جنوب لبنان) ستستمر لمدة 15 يوما لكنها طالت أكثر من ذلك بسبب مقاومة أولي البأس”، مشيرا إلى أن “وزير الخارجية الإسرائيلي غير أهداف (العدوان) حين قال إن الهدف ليس تدمير حزب الله”.
وشدد قاسم على أن “المقاومة لا تعمل بطريقة عمل الجيوش وليس من مهمتها منع تقدم العدو بل واجبها أن تقاومه أينما يتقدم”، مشيرا إلى أن “الكلمة للميدان والنتائج تُبنى على ما يحصل في الميدان ولدى المقاومة القدرة على خوض حرب طويلة”.
وحول المفاوضات المتواصلة لوقف إطلاق النار، أوضح الأمين العام لحزب الله أنهم “تلقوا المقترح الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار وقدموا ملاحظاتهم عليه”، لافتا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي “يتوقع أن يأخذ ما يريده بالاتفاق لا بالميدان وهذا غير ممكن”.
وبيّن قاسم أن “الموضوع الآن مرتبط بالرد الإسرائيلي وبالجدية عند (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو”، مشيرا إلى أنهم “يتفاوضون على وقف العدوان بشكل كامل وحفظ السيادة اللبنانية”، حسب تعبيره.
وأكد قاسم أن تفاوض حزب الله “ليس تحت النار لأن إسرائيل هي تحت النار أيضا”، مشيرا إلى أنهم “يعملون وفق مسارين الميدان والمفاوضات ولا نعلق الميدان بانتظار المفاوضات”.
وتأتي تصريحات نعيم قاسم مع زيارة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين إلى العاصمة اللبنانية بيروت لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي.
ووصف الأمين العام لحزب الله جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المتواصل على لبنان بـ”الوحش البشري”، قائلا: “نواجه وحوشا بشرية إسرائيلية تدعمها وحوش بشرية كبرى أمريكية”.
وأكد استمرار مقاتلي حزب الله في التصدي للاحتلال الإسرائيلي وجعل “الكلفة مرتفعة على العدو”، مشددا على أنه “من غير الممكن للمحتل الإسرائيلي أن يستقر أو يتقدم في أرضنا وسيطرد”.
وفي سياق متصل، شدد قاسم على إيمان حزب الله “بتكاتف الجيش والشعب والمقاومة”، وقال إن الحزب “سيقدم مساهمته الفعالة لانتخاب رئيس الجمهورية وستكون خطواته السياسية تحت سقف الطائف مع القوى السياسية”.
وأوضح أن حزب الله “سيكون حاضرا في الميدان السياسي لمصلحة الوطن من أجل بنائه وحمايته في آن معا”، حسب تعبيره.