كتاب وودورد “حرب”.. هل أكد المؤكد ام فضح المستور عن الأيام الأولى ما بعد الطوفان؟؟
بقلم: رشيد شاهين
بعد ان تحدث باسهاب عن السابع من اكتوبر، ينتقل المؤلف للحديث عن الاتصالات الامريكية التي جرت مع قادة الكيان في الايام الاولى ما بعد الطوفان ثم تلك التي جرت مع مختلف القادة العرب.
يقول وودورد ، اتصل وزير الخارجية الامريكي بلينكن برئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية محمد عبد الرحمن آل ثاني والمعروف في امريكا كما يقول الكاتب ب MBAR, قال له بلينكن بلهجة “عاجلة” هناك رهائن امزيكيين” ليرد عليه MBAR بانه يتفهم الموقف.
ويتحدث الكاتب فيما بعد عن عن تشكيل خلايا للعمل من اجمل التفاوض للافراج عن الرهائن الذين اعتبر بايدن انهم ” مسؤوليته الشخصية وان اعادتهم بسلام ستكون انتصارا له، وان الفشل في ذلك قد يلحق ضررا دائما برئاسته”.
بعد اربعة ايام من الطوفان 11-10-24 خلال اجتماع لبايدن بفريقه اتصل بايدن بنتانياهو الذي “حاول جاهدا الحصول على تأكيد واضح من بايدن بأن امريكا ستدعم اسرائيل في اي هجوم استباقي على حزب الله” ويقول الكاتب ان نتانياهو ” بيبي” اخبار بايدن ان لدى استخبارات الكيان معلومات”مؤكدة بان حزب الله على وشك مهاجمة اسرائيل” .
في هذه الاثناء يقول وودورد بان بايدن رد على “بيبي ” باستخفاف متسائلا فيما اذا كان ذلك هو الوقت المناسب لبدء هجوم على حزب الله” وهو الذي يمتلك ترسانة من الصواريخ تعرض المدن والسكان للخطر” ثم اضاف بايدن ” هل تعتقد ان دفاعاتك الجوية ستكون قادرة على التصدي لكل تلك الصواريخ”.
من الواضح ان بادين كان يعلم من خلال التقارير الاستخبارية التي تصله باستمرار ان صواريخ الحزب يمكنها الوصول الى كل زاوية في الكيان اللقيط ولهذا قال بايدن لنتانياهو” لا شك انك ستكون قادرا على الحاق ضرر كبير بحزب الله، لكن ما يمكن ان يلحق بك وبمدنك وشعبك سيكون كبيرا”.
يؤكد الكاتب ان بايدن كان قاطعا في موضوع عدم الهجوم على حزب الله من خلال ضربة استباقية، وان لن يقف مع الكيان في حال تحولت المواجهة الى حرب وأكد لنتانياهو” نحن لسنا معكم في هذا، اذا هاجموكم، اذا هاجموا اسرائيل فان اميركا ستدافع دوما عن اسرائيل، لكن اذا شننتم حربا استباقية فنحن لا ندعم ذلك”.
يقول الكاتب ان الاعتقاد السائد في اسرائيل كان ان هجوم السابع من اكتوبر كان بالاتفاق و بتنسيق مع حزب الله “لتدمير اسرائيل, اولا ستهاجم حماس في السابع من اكتوبر لتشتيت الانتباه في الجنوب ثم يشم حزب الله هجمات مدمرة في الشمال”.
كان بايدن بحسب الكاتب قد تلقى العديد من التقارير من كبار مستشاريه تؤكد ان لا وجود لاي معلومات استخبارية بشأن هجوم لحزب الله على الكيان.
يتحدث الكاتب بدون ان يقول ذلك مباشرة عن المحاولات المختلفة من اجل جر امريكا ان لم يكن للاشتراك في الحرب فعلى الاقل الموافقة على دعم كامل للكيان من اجل شن هجوم استباقي على حزب الله وهو الامر الذي لم يفلح برغم كل ما مورس من كذب ومخادعة من قبل قادة الكيان.
يشير وودورد الى حالة من العجز والفشل الكامل لادارة بايدن في التأثير باي شكل من الاشكال على قادة الكيان، وهو الامر الذي سماه بعض المحللين ” العرب بشكل خاص” اذلال بايدن.
يقول الكاتب ان البيت الابيض يتبع نهجان إذا ما اراد شيئا من الكيان “الاول هو ارسال بلينكن لاقناع “بيبي” وأما الثاني فهو اتصال الرئيس بايدن مباشرة به، وغالبا لا ينجح الامران”.
الامر الذي ظل يطالب به “بيبي” هو الذخائر والمزيد من الذخائر، فهو يؤكد ان كل مطالبه في اللقاء الاول مع بلينكن كانت الحصول على الذخائر وان بلينكن أكد له ” اننا معكم”.
الامر الثاني الذي على اجندة بلينكن خلال لقاءه الاول مع”بيبي ” هو مصير المدنيين” في قطاع غزة والذي يقول الكاتب ان بلينكن كان يفكر بهم.
هذا القول من الكاتب حول تفكير بلينكن بالمدنيين، يتنافى في الواقع مع كل المجازر التي تم ارتكابها في القطاع من خلال ما كانت امريكا تزود الكيان من ذخائر وصواريخ وكل انواع الاسلحة لقتل المدنيين في غزة.
طالب نتانياهو بحسب الكاتب “انشاء ممر انساني لاخذهم الى مصر” وهو الامر الذي “فاجأ” بلينكن كما يقول الكاتب.
في الحقيقة ان الكاتب يحاول “تجميل” صورة بلينكن فيما يتعلق بالموضوع الانساني، حيث يؤكد المرة تلو الاخرى على ان بلينكن كان يثير الموضوع الذي كان بيبي واعضاء حكومته يصرون على عدم السماح به”لهول ما جرى في السابع من اكتوبر”.
يقول الكاتب انه وبعد لقاءاته مع قادة الكيان لم يستطع البقاء في تل ابيب بسبب استمرار اطلاق الصواريخ من حماس على المدينة، وهذا ما دفعه الى السفر الى الاردن.
Rashid Shahin<[email protected]