ماذا بينك وبين الله يا “أبا إبراهيم” ؟؟

بقلم: عبد الهادي الراجح

لو عدنا لبضع سنوات معدودة قبل السابع من أكتوبر، لم يكن اغلب شعبنا يعرف من هو يحي السنوار “أبو إبراهيم” ، وحتى اقرب الناس لحركة حماس كانوا لا يعرفون عنه إلا انه ناشط في حركة حماس .

تم اعتقاله ليمضي ثلثي عمره المبارك + ثلاثة أعوام في سجون الكيان الصهيوني المجرم ، ويخرج من سجون القهر الصهيونية مقابل صفقه جلعاد الشهيرة , ولو عرف الكيان المجرم حقيقة هذا الرجل وما يمثل فانه لن يفرج عنه مقابل فرقة من قطعان جيش الكيان الصهيوني .
لكن العقل المقاوم لحركة المقاومة الإسلامية حماس، والحس الأمني العالي لدى قادة الحركة ، ومنهم بالطبع شهيدتا الأغر يحيى السنوار أبو إبراهيم، شكل مزيجا عظيما من العبقرية السياسية والعسكرية والأمنية التي لم تخطر على بال الصهاينة .

لذلك استطاع الشهيد السنوار بعبقريته الجامعة المتميزة التخطيط العسكري لملحمة السابع من أكتوبر التي فاجأت بها العالم كله والكيان الصهيوني بشكل خاص ، فخلال ساعات معدودة اصبح هذا الكيان عبارة عن نمر من الورق، وخلال تلك الساعات المباركة تم تحييد كتيبة غزه وقتل وجرح واسر المئات من قطعان العدو الصهيوني عسكريين (وكل قطعان العدو عسكرين) ومدنيين احتياط للجيش الصهيوني .
الاهم من ذلك هو حجم الوثائق التي حصلت عليها حركة حماس عن أسماء العملاء في الداخل الفلسطيني (خاصة مخفر رام الله العباسي) والخارج العربي ، وخطط العدو ومنها خطته للقضاء على فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس التي سبقته بالفعل.

وما هي إلا ساعات حتى كان العدو يستنجد بأمريكا رأس الصهيونية العالمية والغرب الامبريالي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وغيرها ؛ لتأتي فورا البوارج الحربية والطائرات والسفن ، وإذا أمريكا تضع كل إمكانياتها السياسية والعسكرية الجبارة التي وجدت لقتال أنداد مثل روسيا والصين، تضعها تحت خدمة الكيان الصهيوني الصغير، وإذا هذا الكيان كما وصفه سماحة سيد شهداء العصر الحديث حسن نصر الله أوهى من بيت العنكبوت , ونستطيع ان نقول أن الشهيد يحيى السنوار هو بطل معارك طوفان الأقصى التي مر عليها اليوم أكثر من عام ولا زالت .

رغم استشهاد القادة العظام وعلى رأسهم الشهيد الحي يحيى السنوار “أبو إبراهيم” ومن سبقه ، الا ان ذلك لم ولن يوقف المقاومة ومشروعها التحرري فالقادة بها هم أول الصفوف في الميدان ، والقائد منهم يفرز قادة ولا يترك خلفه فراغا لان الطبيعة لا تقبل بالفراغ , وحركه حماس شأنها شان قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية كلما غاب قائد خلفه قادة آخرون، والمقاومة تختلف عن الجيوش النظامية من حيث التأثير لغياب القائد ، لكن المقاومة كل فرد بها مشروع قائد وشهيد، وشهيدنا الرمز أبو إبراهيم السنوار كان أسيرا لدى العدو، وقد فشلت كل أجهزة العدو بمعرفة وزن وقيمة هذا القائد الذي كان سجينا لديها منذ ثلاثة وعشرين عاما .
لقد جاء استشهاده ليكون اكبر إكرام من الله لهذا القائد الفذ الاستثنائي، وليشك تكذيب الكيان لنفسه عندما ادعى أن الشهيد أبو إبراهيم يختبئ خلف اسري الكيان بأحد الأنفاق الملغمة تحت الأرض ويحتمي بالأسرى الصهاينة .

وعندما أكرمه الله بما يحب وهو الشهادة خرج الكيان ليعلن رغما عنه بالمفاجئة أن أبا إبراهيم السنوار استشهد وهو يقاوم وهناك ثلاث مخازن من رشاشة تم أفراغها ، وعدد من القنابل اليدوية تم استعمالها , وهكذا خرج جيش العدو الصهيوني ليكذب نفسه بنفسه , وان الشهيد البطل السنوار لم يذق الطعام منذ ثلاثة أيام وليس ما لدية سوى بضع حبات من التمر، وذلك بعكس ما كان يدعيه الكيان الكاذب إمام العالم واذرعه الإعلامية، خاصة الخليجية الناطقة بالعربية التي زعمت أن قادة حماس يستولون على المساعدات الإنسانية المقدمة (خاصة الغذائية ) لأهالي القطاع الذين يحاصرهم العدو والأخ والصديق بكل أسف , وإذا بالرجل الأول في حركة حماس يستشهد وهو يقاوم وبمعدة لم يدخلها الطعام منذ ثلاثة أيام قبل الاستشهاد ، كما تقول التقارير الطبية للكيان نفسه بعد تشريح جثمان الشهيد الطاهرة .

ترى أي مكرمة أكرمك الله بها يا أبا إبراهيم عندما جعل العدو يكذب نفسه بنفسه ، وأخرست كل إعلام البغاء الصهيوني ومنها الناطقة بالعربية ؛ ليخرجوا جميعا بالحقيقة كما أعلنها العدو الصهيوني مجبرا بعامل الصدفة، أن من كان يقاومهم برشاشه وقنابله ما هو إلا القائد البطل يحيى السنوار الذي استشهد بتلك الصورة والصوت ولا مجال للفبركة .

ماذا لا سمح الله لو تمكن العدو من اسر أبي إبراهيم في الميدان ؟ مؤكد ان العدو سوف ينشر حينها أساطير أكاذيبه عن اختبائه ووووو الخ , ولكن أبو إبراهيم ورفاقه من القادة العظام في حماس وحزب الله صدقوا مع الله الذي انطق العدو واجبره بقول الحق والحقيقة .

رحمك الله يا أبا إبراهيم ، فماذا بينك وبين الله ليجعل العدو يعترف بأنه الكذاب وانك الصادق الذي قاتل ببسالة واقدام وليس معه حتى ما يأكله، وهو الامر الذي ادهش العالم باسره.
رحمك الله فمثلك سيبقى مدرسة عظيمة للمقاومة والصمود جيلا وراء جيل حتى النصر والتحرير .

ولا نامت أعين الجبناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى