القمة العربية والإسلامية الثانية.. فشل مدوّ وضحك على ذقون الشعوب!
بقلم: د. كاظم ناصر
عقدت القمة العربية الإسلامية الطارئة يوم الإثنين 11/ 11/ 2024 في العاصمة السعودية الرياض بحضور قادة وزعماء وممثلي البلدان العربية والإسلامية لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، وجاءت امتدادا للقمة العربية الإسلامية الفاشلة التي عقدت في الرياض في 11/ 11/ 2023.
هذه القمة كانت فاشلة بجميع المقاييس حيث كرر المشاركون فيها بخطاباتهم التي ألقوها شجبهم، واستنكارهم، وإداناتهم المعهودة لجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، وطلبوا من دول العالم الضغط عليها لوقف هذه الحروب.
وكخطابات القادة فإن البيان الختامي للقمة الذي غلبت عليه الصياغات الكلامية والخطابية مثل نطالب ونستنكر ونؤكد التي لا يعيرها العالم اهتماما وتبقى ” جعجعة بدون طحن “، تضمن تأكيد حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، واعتبار السلطة الوطنية الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ليس حبا بدعم السلطة والفلسطينيين، بل لإخراج حماس من المشهد السياسي تماشيا مع ما تريده إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومعظم الدول العربية.
وتضمن البيان الختامي أيضا المطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة ولبنان، وبكسر الحصار على غزة، والموافقة على إنشاء ألية مشتركة بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي لتعزيز مكانة القضية الفلسطينية، ومطالبة مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار حاسم يفرض وقف العدوان في غياب كامل لأي خطوات عملية يفترض ان تضطلع بها هذه القمة التي جمعت 57 دولة عربية وإسلامية لنصرة الفلسطينيين واللبنانيين.
هذه القمة العربية الإسلامية الثانية التي عقدت منذ اندلاع حرب غزة، أثبتت مرة أخرى فشل الدول العربية والإسلامية في دعم الفلسطينيين واللبنانيين وإيقاف حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال ضدهم، وإخفاقها في دعم المقاومة والجهود اليمنية الرامية لمنع السفن التجارية المحملة بالأغذية والتقنية والسلاح من الوصول الى الموانئ الإسرائيلية، وفي الاتفاق على ألية لإدخال ما يحتاجه القطاع من غذاء ودواء، ناهيك عن فشلها في اتخاذ إجراءات رادعة كطرد السفراء الإسرائيليين من الدول العربية والاسلامية، واستخدام النفط والغاز كسلاح فعال، وتفعيل المقاطعة التجارية مع دولة الاحتلال.
وقد فضحت بصورة خاصة معظم قادة الدول العربية الذين يقفون إلى جانب دولة الاحتلال في محاولاتها للقضاء على حماس وحزب الله وإفشال المقاومة، ويرسلون لها الغذاء والدواء، ويطبعون علاقاتهم معها، وفي نفس الوقت يعقدون قمة عربية إسلامية للاستمرار في الضحك على ذقون الشعوب العربية التي تغط في سبات عميق بسبب الجهل والتخلف والرعب الذي فرضوه عليها، وبسبب خوفهم على استمرار أنظمتهم التسلطية الفاسدة، واعتمادهم على الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لحمايتهم وحمايتها!