بعد أسبوع من المعارك الضارية.. أشاوس حزب الله يًرغمون جيش العدو على التقهقر والانهزام من مدينة الخيام وتوابعها
بيروت – أكد حزب الله، امس الأحد، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد تقهقر وانسحب تماما من مدينة الخيام جنوبي لبنان، بما في ذلك منطقة الوطي شرقي المدينة، وذلك بعد أسبوع من المعارك العنيفة،
وقالت مصادر في الحزب إن الخيام “باتت خالية اليوم من أي جندي في جيش الاحتلال”، مضيفة أن اسرائيل فشلت في تحقيق أي إنجاز يذكر مع مرور أكثر من شهر على بدء عمليتها البرية في الجنوب اللبناني.
وفي الأيام الماضية، انتقل الحشد العسكري الإسرائيلي البري إلى الخيام، بحيث أراد جيش الاحتلال السيطرة عليها نظراً لأهميتها الجغرافية ورمزيتها، خصوصاً أنها تشرف على المستوطنات الحدودية مع لبنان كما على الداخل اللبناني، بيد أنه عجز عن ذلك، الأمر الذي أتاح للصليب الأحمر اللبناني التحرّك اليوم وانتشال جثامين شهداء كانوا لا يزالون تحت الأنقاض من جراء الاستهدافات الإسرائيلية، ورفضت إسرائيل إعطاء أي إذن للإسعاف للدخول لانتشالهم.
وتعتبر مدينة الخيام أيضاً ذات خصوصية، ورمزية، عدا عن كونها من أكبر المدن جنوبي الليطاني من حيث عدد السكان. وتضم معتقل الخيام الذي كان مبنياً على تلة تطلّ على البلدة داخل مجمّع أقامه الفرنسيون خلال الانتداب عام 1933. وبعد الاستقلال تسلّم الجيش اللبناني الثكنة وبقي يستعملها معسكراً إلى حين استولت عليه إسرائيل عام 1985 أثناء اجتياحها واحتلالها الجنوب اللبناني، وذلك قبل إغلاقه نهائياً في العام 2000 أي بعد التحرير، مع الإشارة إلى أنه ضمّ مساجين لبنانيين وفلسطينيين معتقلين من دون محاكمة. وقد تحدثت صحيفة “هآرتس” العبرية في تقرير لها في مارس/آذار عام 2022، عن أن جهاز المخابرات الإسرائيلية اضطر للكشف عن وثائق تبين ارتكاب جيش الاحتلال فظائع في تعذيب آلاف الأسرى في المعتقل.
وأكدت أوساط حزب الله أن “مجاهدي المقاومة الإسلامية يواصلون تصدّيهم للعدوان الإسرائيلي على لبنان، ويُكبّدون جيش الاحتلال خسائر فادحة في عدّته وعديده من ضباط وجنود على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأماميّة. كما تواصل المقاومة تصديها لمحاولات الاحتلال الفاشلة التقدم تجاه الأراضي اللبنانية، شرقيّ بلدة مارون الراس”.
وقد بلغت آخر حصيلة للمواجهة البرية أصدرتها غرفة العمليات في حزب الله الخميس الماضي “أكثر من 95 قتيلاً و900 جريح من ضباط وجنود جيش الاحتلال، وتدمير 42 دبابة ميركافا، وأربع جرّافات عسكرية، وآليّتي هامر، وآليّة مُدرّعة، وناقلة جند، كما إسقاط ثلاث مسيّرات من طراز هرمز 450 ومسيرتين من طراز هرمز 900″، وذلك في وقتٍ يؤكد حزب الله أن “جيش الاحتلال لم يتمكّن من إحكام السيطرة أو احتلال أي قرية بالكامل من قرى الحافّة الأماميّة في جنوب لبنان”.
وفي التفاصيل، ترجم العدو عجزه عن تثبيت مواقع تمركز لقواته في قرى الحافة الأمامية التي دخلها لمرات عدة، بلجوئه إلى خطوة عسكرية لافتة تمثّلت في سحب معظم قواته من المناطق، والعودة إلى نقاط تبعد عدة مئات الأمتار داخل الأراضي الفلسطينية. فيما تولّت المقاومة مطاردة هذه القوات بالقصف الصاروخي والمدفعي وبالقذائف الموجّهة، ما جعل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يفر هارباً من مُسيّرة انقضاضية وألغى زيارة كانت مقرّرة إلى مستعمرة المطلة في إصبع الجليل.
وبعد أسبوع من المعارك العنيفة، والتصدّي البطولي للمقاومين، سحب جيش العدو الإسرائيلي قوّاته، أمس، بشكل كامل، من الأحياء الجنوبية لبلدة الخيام، وتراجعت غالبية القوات إلى داخل الأراضي المحتلة، خلف السياج الحدودي مع فلسطين المحتلة. وكانت قوات العدو قد توغّلت في محور الخيام من اتجاهي المطلة – الحمامص، والغجر – سردا، وتمكّنت من الوصول إلى حي المسلخ جنوبي البلدة، وإلى محيط معتقل الخيام، حيث وقعت اشتباكات عنيفة مع المقاومين، إضافة إلى إمطار القوات الغازية بالصواريخ والقذائف، واستهداف وتدمير الدبابات والآليات. وعند انسحاب القوات الإسرائيلية، أمس، شوهدت جرّافة عسكرية تسحب دبّابة ميركافا، كانت قد استُهدفت خلال الأيام الماضية.
أما في عيتا الشعب، فبعد مواجهات شهدتها أطراف البلدة، بين قوات العدو والمقاومين، تراجعت القوات الإسرائيلية من الحارة الغربية، بعد تدمير منازلها بشكل شبه كامل، ورغم ذلك لم تتمكّن قوات العدو من الوصول إلى حيّ أبو لبن والأحياء الداخلية في البلدة. إلى ذلك، رُصدت تحشّدات لقوات العدو وآلياته في أطراف يارون ومارون الرأس، لناحية مستوطنة أفيفيم وموقع الحدب باتجاه بلدة عين إبل. حيث يبدو متوقّعاً أن تحاول قوات العدو التوغّل من عين إبل باتجاه حيّ المسلخ في أطراف بنت جبيل الغربية، إضافة إلى التوغل من اتجاه يارون ومارون الرأس، كما فعلت عند بداية التوغل البري.
ومع هروب قوات الاحتلال عن معظم القرى الحدودية، عادت المقاومة إلى استهدافها داخل المستوطنات والمواقع الحدودية، بالصواريخ الموجّهة.