اجتماعات القاهرة وإنهاء الانقسام الفلسطيني
بقلم: د. كاظم ناصر
استضافت القاهرة لقاء يعد الثاني من نوعه خلال مدة لا تتجاوز الشهر وفدين من حركتي فتح وحماس بهدف التوصل إلى اتفاق بين الحركتين لترتيب أوضاع البيت الفلسطيني وإنهاء الانقسام، والاتفاق على تفاصيل إدارة الحكم في قطاع غزة، وقطع الطريق أمام دولة الاحتلال لإقامة نظام حكم محلي عميل متعاون معها في القطاع يمكنها من إعادة احتلاله وفصله عن الضفة الغربية، وإعادة الاستيطان إليه تماشيا مع الاستراتيجية الإسرائيلية بتصفية القضية الفلسطينية وإقامة ” إسرائيل الكبرى ” من البحر إلى النهر.
وكشفت وسائل إعلام عربية ان حركة حماس التي شاركت في هذا اللقاء الذي عقد يوم السبت 2/ 11/ 2024 أبدت مرونة لتشكيل ” لجنة الإسناد المجتمعي ” على أن تصدر بمرسوم من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، وتتكون من شخصيات تكنوقراط يتولون إدارة الشؤون المدنية والإغاثية بالقطاع والإشراف على المعابر.
فهل سيتمكن قادة فتح وحماس المشاركون في هذا اللقاء من الاتفاق على ترتيبات ما بات يعرف ب ” اليوم الثاني ” لتوقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة وإنهاء الانقسام؟
من المؤسف القول إنه منذ انطلاق ” طوفان الأقصى ” وشن دولة الاحتلال حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني التي أسفرت حتى الآن عن استشهاد ما يقارب 44000 فلسطيني، وعلى الرغم من حساسية اللحظة التي تمر بها القضية الفلسطينية وحجم الاستهداف لكل مكونات الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، لم تسارع الفصائل الفلسطينية إلى الالتئام وتجاوز خلافاتها، والعمل معا لوقف شلال الدم الفلسطيني النازف.
الشعب الفلسطيني الذي أحبطته اتفاقيات الفصائل العديدة لتوحيد الصف الفلسطيني التي لم تنقذ، لا يثق باجتماعات وقرارات الفصائل، ويتوقع أن يفشل اجتماع القاهرة الأخير كما فشل عيره من اجتماعات سابقة، ويطالب قادة الفصائل بتجاوز خلافاتهم، وإنهاء الانقسام، ودعم حماس والمقاومة، والتصدي للاستيطان، وشعوب ودول العالم المحبة للسلام الداعمة للحق الفلسطيني تستهجن فشهم في حل خلافاتهم والعمل معا وفقا لاستراتيجية موحدة لوقف جرائم دولة الاحتلال بحق شعبهم.
التاريخ سيذكر أن الانقسامات البينية الفلسطينية الحقت ضررا هائلا بالقضية الفلسطينية، وساهمت في نهب الأراضي الفلسطينية وتوسع الاستيطان، وفي تغول دولة الاحتلال ورفضها للسلام، وشجعت الحكام العرب على التطبيع مع الصهاينة دون مقابل!