صمود المقاومة الفلسطينية وتراخي المجتمع الدولي !!

بقلم: خليل البخاري*

بالرغم من الانتصارات الباهرة التي تحققها الفصائل الفلسطينية والتي يخفيها الإعلام الإسرائيلي، لا زال نتنياهو يظن أنه بفضل جبروته وغطرسته وقوته هو الإله الذي يخضع الجميع لمشيئته. وهو وحده يملك الحكمة، ويفعل ما يشاء. ولكنه في النهاية يجهل إن الله والتاريخ قد علما البشرية حرية إلانسان في إنسانيته.

إن المقاومة الفلسطينية هي حق شرعي للشعب الفلسطيني تحت الإحتلال الصهيوني المقيت، كما من حق الشعب الفلسطيني إن يناضل بشتى الوسائل والطرق . وليس مت حق اي احد المعايدة والمنازعة فيه. إلا أن تجارب الشعوب تحت الإحتلال تختلف حسب السياقات الزمنية والتاريخية.

إن الإنقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية يعتبر خطيئة كبرى وضربة خطيرة للكفاح الفلسطيني . ومن الموضوعية ان نذكر ونتذكر أن النضال الفلسطيني كان منقسما قبل ذلك في صور مختلفة بحسب القوى العربية والدولية الداعمة لهذا الفصيل الفلسطيني او ذاك، وأن هذا أضر تاريخيا بالموقف الفلسطيني وبقضيته المشروعة .

من المؤكد إن المقاومة الفلسطينية تحتاج إلى إستراتيجية متعددة الأبعاد، وإلى توحيد صفوفها وتجاوز خلافاتها الراهنة ونزاعاتها، واختفاء الخطاب السياسي والديني والتحرك بخطى ثابته داخل مظلة واحدة لمواجهة الخطر الصهيوني النازي . فمن الطبيعي الاختلافات والتباين في المواقف ولكن حصيلة التاريخ الفلسطيني وطبيعة العدو الشرس والمتغطرس والمتجاوز لمنظمة الأمم المتحدة وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية. والترتيبات الدولية الظالمة التي تنبع من الهيمنة الأمريكية، تقتضي توحد فلسطين رشيد ومستدام. وترتيب البيت الفلسطيني.. فالشعب الفلسطيني مطالب بآنتخاب قيادات جديدة قادرة على المقاومة المدنية والسياسية والقانونية لنتمكن من الانتصار. كما لابد من إيجاد حل جذري لمشكلة الإنقسام بين فتح وحماس للحفاظ على الحد الأدنى من التنسيق بين الخركتين . كما لابد من تحرك فعال وقوي من المنتظم الدولي لمعالجة ضعف المؤسسات الدولية وفي طليعتها منظمة الأمن المتحدة التي لازالت عاجزة عن القيام بمهمتها التي أنشئت من أجلها سنة 1845 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. فهي اسفرت في الحرب على غزة عن عجزها في إيقاف هذه الحرب العدوانية غير المتكافئة او حتى إدارتها. وخير مثال على ضعف هذه المؤسسة الدولية هو تعرض اليونفيل بضربات قوية من الجيش الإسرائيلي بجنوب لبنان ومطالبة نتنياهو للمنظمة بإبعاد اليونفيل من الضاحية الجنوبية من لبنان..

كما لابد من بلورة إستراتيجية كفاح جديد ، تبنى على الإيجابيات التي تحققت من الحرب الدامية واهمها إنكشاف إسرائيل أمام المنتظم الدولي وصعود العديد من القوى الشبابية المعارضة لهذا الاحتلال الإسرائيلي النازي.

وصفوة القول، ان المقاومة الفلسطينية مستمرة ختى حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية..أما إسرائيل فهي ماضية في بيع الوهم للعرب خاصة الذين طبعوا معها علاقاتها. وتحاول إسرائيل إقناع هذه الدول بأن عدوهم الأول هو إيران/ رغم أن هذه الاسرائيل قد وجدت اصلاً لتقسم الجسد العربي وتمزق وحدته. غير إن إسرائيل تعيس في الوهم لأنها لا تعرف سوى الوهم والخديعة وتبني مشروعات التوسعية بحثا عن الوهم.

* أستاذ مادة التاريخ. المغرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى