كلمات في ذكرى طوفان الأقصى الذي كشف زيف المعايير الدولية والإنسانية

بقلم: د. زيد احمد المحيسن

“من حق الدول ان تدافع عن أراضيها التي تملكها اذا تم الاعتداء عليها ، لكن الكيان الصهيوني هو لص سارق للأرض ومحتل لها فلا يملك هذا الحق ، الحق الذي له هو ان يغادر هذه الأرض وقطعان المستوطنين المحتلين ارض فلسطين والعودة الى البلاد الذين جاءوا منها بغير عودة او لفته الى الوراء” .

في خضم الفوضى التي تسود العالم، يبرز صوت غزة كصرخة مفعمة بالألم والوجع، محذرةً من تآكل الإنسانية وتفكك القيم التي نعتز بها. لم تعد تلك المعايير التي تُعتبر أسسًا للبشرية قائمة، بل تم استبدالها بأيديولوجيات القوة التي تعلي من شأن الاستبداد على حقوق الضعفاء. فغزة، المدينة التي كانت يوماً رمزاً للصمود، تحولت إلى ساحة قتال بلا هوادة، حيث تلاشت الحدود بين الحرب والسلام، بين الحق والباطل.

في كل زاوية من زواياها، تكمن حكايات مروعة، تُروى من خلال جدران مهدمة وأرواح محطمة. لم يعد قتل الأطفال والنساء وكبار السن من قبل الكيان الصهيوني حدثًا نادرًا، بل بات ظاهرة مألوفة تتكرر في كل يوم. والاعتداء على المستشفيات والمدارس، وهي أماكن يُفترض أن تكون ملاذات للشفاء والعلم، يُظهر انحدار القيم الإنسانية إلى قاعٍ سحيق. فكيف لنا أن نرى في كل هذا مجرد أرقام، بينما هي قصص حياة يتم سحقها بلا رحمة من قبل الالة العسكرية الصهيونية وقوى الاستكبار العالمي ؟

إن المنظمات الدولية، التي وُجدت لحماية الحق والإنسانية، لم تُسجل لها سوى الأثر الصوري. أصبحت قرارات الأمم المتحدة كأنها حروف مكتوبة على ورق، تُلقى في مهب الريح دون أن تُنفذ أو تُحترم. فإلى متى ستظل تلك الهيئات تتعامل مع الأزمات كأنها مجرد أرقام على شاشات الكمبيوتر، بينما يتألم إنسانٌ حيّ في أماكن لا تعرف الرحمة؟

لقد وُضعت اتفاقيات جنيف كحماية للإنسان في زمن الحرب، لكنها في الواقع لم تُمنح القيمة التي تستحق. تدمير دور العبادة، سواء كانت كنائس أو مساجد، يُعتبر اعتداءً على الروح الجماعية للأمم، وتدمير البنية التحتية ليس مجرد هدم للمنازل، بل هو هدم للكرامة والآمال.

ونحن نرى القتلى يتزايدون يومًا بعد يوم، نعلم أن هؤلاء ليسوا مجرد أرقام؛ بل هم أمهات وآباء وأطفال، لهم أحلام وأهداف، شُتتت وأُطفئت في لحظات من العنف. لا بد أن نتذكر أن قتل الصحافيين يعني قتل الحقيقة، إذ يُراد لهم ألا ينقلوا ما يجري على الأرض من فظائع من قبل الكيان الصهيوني المحتل ضد الشعب العربي الفلسطيني الأعزل من السلاح والمحاصر منذ سنوات ؟.

إلى أي حد سيستمر هذا السكوت على الجرائم الصهيونية ؟ إلى متى ستظل الإنسانية مشلولة أمام قسوة الحرب وفظائعها؟ يجب علينا أن نسترجع إنسانيتنا، وأن نُعيد للكرامة مكانتها. فليس للإنسان قيمة إذا تخلينا عن إنسانيتنا. دعونا نوجه صرخة إلى العالم، لنُعلن أن السلام لا يُبنى على القوة، بل على الحق والعدالة. لنحافظ على إنسانيتنا ونُدافع عن الكرامة في زمن كاد أن يفقد فيه المعنى. غزة تُنادي، فلنستجيب لهذا النداء من خلال دعم المقاومة ودعم الشعب العربي الفلسطيني ماديا ومعنويا

من اجل تعزيز صموده والتصدي لالة القتل الصهيوني التي تعيث في ارض غزة والضفة ولبنان الدمار و الفساد ضاربة بعرض الحائط لكل القوانين والمواثيق والمعاهدات والشرائع الدولية تسندها دول الاستعمار والاستكبار الغربي ومن خلفهم بعض أبناء الضاد المتصهينين والذين باعوا فيمهم وعروبتهم في ابخس الأسعار للكيان الصهيوني الغاصب من اجل الاستمرار في الجلوس على كراسي الحكم البائسة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى