أطفال غزة في يوم الطفل العربي
بقلم: د. زيد احمد المحيسن
يقول الكاتب العربي غسان كنفاني: ” ليت الأطفال لا يموتون … ليتهم يرفعون الى السماء مؤقتا ريثما تنتهي الحرب ، ثم يعودون الى بيتهم امنين ، وحين يسألهم الاهل محتارين اين كنتم ؟ يقولون مرحين كنا نلعب مع الغيوم “.
في قلب غزة، حيث تضيق المساحات وتشتعل الحروب، تتجلى براءة الأطفال كأزهار تحتاج إلى رعاية وإهتمام. محاصرون بين جدران الألم وذكريات الدمار، يواجه هؤلاء الأطفال صراعات تفوق أعمارهم، وتصبح ضحكاتهم أصداءً تذوب في صرخات الفزع.
إنهم يقفون في حلبة وجودية تتأرجح فيها أحلامهم بين الخوف والرجاء، يتساءلون بقلوبهم الصغيرة: كيف يمكننا أن نكبر في ظل هذا الجحيم؟ أملهم، الذي يعانق السماء، يتلاشى أمام جحافل العنف والفقد، لكن رغم كل ما يمرون به، يبقى حلمهم في أن يصبحوا شجرة مثمرة تحمل ثمار السلام والعزة والكبرياء الوطني .
فكيف لنا أن نمد لهم يد العون، لنزرع معهم بذور الأمل ونساعدهم على النهوض من تحت ركام الألم؟ كيف يمكننا أن نكون السند الذي يزرع في نفوسهم روح الحياة من جديد، لنرى في عيونهم بريق المستقبل المنشود؟
إن واجبنا الإنساني يقتضي أن نكون لهم، كما كانوا لنا، زهورًا ترفرف في سماء الأمل، فليكن صوتنا مرتفعًا لنقول: كفى، فالأطفال يستحقون عالمًا أكثر سلامًا، حيث يزهرون، بعيدًا عن كوابيس الحروب .. الأطفال هم وحدهم من يدفع ضريبة الدم، هم وحدهم من يتحمل وطأة العنف والجوع والتشرد ومأسي الحروب ،بينما هم بذور نزرعها لكي تزهر وتنمو وتكبر للمستقبل الواعد بمشيئة الله، وليس للموت المجاني على يد عصابة صهيون ومن سار على نهجهم من امة الضاد المتخاذلة والمنبطحة.