الكيان الصهيوني يفجر الحرب الشاملة في الشرق الأوسط

بقلم: توفيق المديني

فيما كان مجرمو الحرب في “إسرائيل” بقيادة رئيس الحكومة الصهيونية الفاشية نتنياهو منتشين بشكل جماعي إزاء جرائم الاغتيالات التي طالت الصفّين الأوّل والثاني من قيادات حزب الله، بمن فيهم الأمين العام للحزب، السيّد حسن نصر الله، ومسؤول ملف لبنان في “قوة القدس” التابعة لـ”حرس الثورة الإيرانية”، عباس نيلوفروشان، والعمل على استثمارها سياسيًا لا سيما بالنسبة لبنيامين نتنياهو، للتعويض عن الفشل الذي واجهه على مدى عام في حرب الإبادة الجماعية على غزَّة، حيث أخفق في تحقيق أي من الأهداف التي وضعها للحرب هناك،
شكَل الردّ الإيراني المفاجأة الاستراتيجية لمعسكر أعداء الأمة، وللخبراء والمحللين المتشككين من العرب بشأن الاستراتيجية التي ستتبعها طهران في المرحلة المقبلة، وردَّة الفعل منخفض الحدّة الذي بدر من القادة الإيرانيين على اغتيال السيد حسن نصر الله، أبرز حلفاء طهران في محور المقاومة، وقبله اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ”حركة حماس”، إسماعيل هنية، إذ هاجمت إيران مساء الثلاثاء 2 أكتوبر 2024إ، بنحو 200 صاروخ باليستي، مواقع عسكرية ومطارات في فلسطين المحتلة، وقالت إنَّه جاء ردًّا على اغتيال هنية ونصر الله عملاً بمبدأ الدفاع عن النفس وحفظ الأمن القومي الإيراني.
فقد أثار الهجوم الصاروخي الإيراني على الكيان الصهيوني ، والتهديد الإسرائيلي بالردِّ، مخاوف دولية من تصعيد قد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة وفرنسا ودول عربية مطبعة مع الكيان الصهيوني إيجاد تسوية لإحتواء التصعيد.
وتبقى الحسابات الإيرانية والإسرائيلية تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مسار الأحداث المقبلة. فإيران، ما زالت تراهن على توازن ردود فعلها، وترفض الانجرار إلى حرب إقليمية، في حين يتطلع الكيان الصهيوني إلى الاستمرار في عدوانه على محور المقاومة غير آبهٍ بالانزلاقِ إلى حربٍ شاملةٍ.

قراءة في الردّ الإيراني على العدوان الصهيوني

بعد مرور شهرين من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وأيام لاغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، جاء اليوم الردّ الإيراني المنتظر على الكيان الصهيوني من خلال إطلاق طهران أكثر من 200 صاروخ باليستي .
واستخدمت إيران في هجومها الأخير على المواقع العسكرية للاحتلال الإسرائيلي وللمرَّة الأولى، صواريخ فرط صوتية من طراز “فتاح”.وتعدُّ هذه الصواريخ من أبرز إنجازات الصناعات العسكرية الإيرانية، حيث تم الكشف عنها لأول مرَّة، في حزيران/ يونيو من عام 2023، خلال استعراض عسكري، بحضور الرئيس الإيراني الراحل، إبراهيم رئيسي، الذي أشاد بالصاروخ الجديد، ووصفه حينذاك بأنَّه “من مكونات الاقتدار الوطني”.
ويُعد صاروخ “فتاح” الفرط صوتي أحد أهم وأحدث الصواريخ التي تمتلكها إيران، حيث يتميز بسرعته الفائقة التي تتجاوز 13 إلى 15 ماخ، مما يجعله صعب الاعتراض بواسطة أنظمة الدفاع الجوي التقليدية.وتمتد قدراته إلى مدى يصل إلى 1400-1500 كيلومتر، ,يتميز صاروخ “فتاح” بسرعته الفائقة التي تتجاوز سرعة الصوت، وتم تصميمه بأيدي خبراء مركز الصناعة الجوية التابع للحرس الثوري الإيراني.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان، في تمام الساعة الثامنة بتوقيت القدس، بعد انتهاء الضربة، قال فيه إنَّ الهجمات تحت عنوان “الوعد الصادق 2” جاءت “تنفيذاً لوعود أطلقها مسؤولو الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقادتها العسكريون”، مشيراً إلى أن الهجمات استهدفت “مواقع استراتيجية” داخل الأراضي المحتلة، منها قواعد جوية وقواعد رادارية و”مراكز المؤامرة والتخطيط لاغتيالات ضد قادة المقاومة”، وخص بالذكر رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله “وقادة عسكريين في حزب الله والمقاومة الفلسطينية وقادة لحرس الثورة”.
وقال الحرس الثوري الإيراني إنَّه “رغم أنَذ المنطقة كانت تحرس بأحدث منظومات الدفاع الجوي لكن 90% من الصواريخ قد أصابت أهدافها بنجاح، والكيان الصهيوني قد أصابه الرعب بسبب السيطرة الأمنية والعملياتية للجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
لقد استهدفت الصواريخ الإيرانية العديد من الأهداف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ثلاثة قواعد جوية رئيسة حول تل أبيب، ، قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 ،ومقر الموساد الإسرائيلي، جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي، والذي يقع داخل تل أبيب، في الجزء الشمالي من المدينة، وقاعدة نفتايم التي تضم مقاتلات إف-35، ورادارات وتجمعا للدبابات وناقلات الجند في محيط غزة، وقاعدة حتسريم المسؤولة عن اغتيال نصر الله.
يقول خبراء إنَّ الهجوم الإيراني بالصواريخ الباليستية على العدو الإسرائيلي، كان أكبر وأكثر تعقيداً وتضمن استخدام أسلحة أكثر تطوراً من تلك التي استخدمت في ضربات أبريل (نيسان) الماضي، الأمر الذي يضغط أكثر على الدفاعات الصاروخية ويسمح بمرور مزيد من الرؤوس الحربية منها.
وقالت إيران إنَّ الصاروخين “فتاح – 1″ و”خيبر شكن” يحملان رؤوساً حربية قادرة على المناورة، وهو ما قد يجعل الدفاع أكثر صعوبة، ويستخدم الصاروخان وقوداً صلباً، مما يعني أنه يمكن إطلاقهما بتحذير لا يكاد يُذكر.
وقال جيفري لويس، مدير برنامج منع الانتشار النووي في شرق آسيا في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا بأميركا: أنَّ الرؤوس الحربية “بوسعها المناورة قليلاً ومن ثم تُعقّد عملية توزيع الصواريخ الاعتراضية، والمناورة تعني أنها قادرة على ضرب الأهداف بدقة أفضل فعلياً بعد مرورها”.
وفي المقابل، قالت إيران إنَّ معدل “الخطأ الدائري المحتمل” بصواريخها الباليستية الأكثر تقدماً يبلغ نحو 20 متراً، وهذا يعني أن نصف الصواريخ التي تطلق على هدف ستسقط على بعد 20 متراً منه. وقال فابيان هينز، الباحث في الشؤون الدفاعية والعسكرية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن هذه هي “صواريخ إيران الباليستية الأكثر تقدماً والقادرة على الوصول إلى إسرائيل”.
في الردّ الإيراني الأول ( نيسان/ أبريل الماضي)، الذي جاء بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، تحدثت مصادر مطلعة لوسائل إعلام أنَّ إيران أبلغت عدة دول بالهجوم قبل موعده بأيام، أمَّا في الردّ الإيراني الثاني (الثلاثاء الماضي) ، قالت طهران إنَّها بلغت موسكو بالموعد قبل الهجوم بوقت قصير، وهو ما كشف عجز وفشل أجهزة الاستخبارات العسكرية الإستراتيجية الإسرائيلية، لجهة فهم واقع إيران، واستشراف خياراتها في مواجهة التحولات التي توالت بفعل العدوان الصهيوني المتواصل على حزب الله ولبنان المدعوم أمريكيًا.وكانت الولايات المتحدة نبهت العدو الصهيوني قبل ساعات من الهجوم الذي نزل كالصاعقة على قادتها. وكانت التحذيرات الأمريكية من هجوم إيراني وشيك استبقت الهجوم بساعتين فقط.

 في أي سياق يأتي الردّ الإيراني؟

يأتي الهجوم الإيراني الجديد في وضع إقليمي متصاعد، فالحرب لم تعد محصورة بقطاع غزة كما السابق، وباتت طبول الحرب تدق على تخوم بيروت ودمشق، وسط حالة توحش وتوسع عدواني إسرائيلي مسبوقا بنشوة نتنياهو من نتائج عدوانه على لبنان.
أولا: جاء الردّ الإيراني بعد أنْ شنَّ العدو الإسرائيلي مساء يوم الجمعة، 27 أيلول/ سبتمبر 2024، واحدةً من أعنف عدوانه على لبنان، مستهدفًا القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت بقصف ستة أبراج سكنية وتسويتها بالأرض. وأسفرالعدوان عن اغتيال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، ، إلى جانب قادة آخرين في الحزب، ومسؤول فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني .وقد استخدم العدو الإسرائيلي في هذا العدوان على مقر قيادة الحزب طائرات “إف-35” الأمريكية الصنع،التي ألقت80 طنًا من القنابل الخارقة للتحصينات، تحت الطوابق الأرضية، للتأكد من عدم نجاة أحد.
ثانيًا: يُعدُّ استهداف مقر القيادة المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال أمينه العام، السيد حسن نصر الله أقوى ضربة للاستراتيجية الإقليمية الإيرانية، بعد مقتل قائد فيلق القدس، وصاحب أعلى رتبة عسكرية في إيران، اللواء قاسم سليماني، بغارة جوية أمريكية، أمر بها الرئيس السابق والمرشح الحالي للانتخابات الرئاسية، دونالد ترمب، في شهر كانون الثاني/يناير2020.
فالسيد حسن نصر الله ليس مجرد قائد للحزب، بل يعترف أصدقاؤه وخصومه أنه أيضًا زعيم كاريزمي وشخصية شعبية مؤثرة في إقليم الشرق الأوسط، وباقي العالم العربي ، فضلاً عن أنَّه يعدُّ أهمّ حليف لإيران ورمزاً لنفوذها الإقليمي ،وهو مؤمن إيمانًا مطلقًا بعدالة القضية الفلسطينية التي تعد القضية المركزية للأمة العربية، والتي استشهد من أجلها…
ثالثًا: إنَّ الردّ الإيراني بإطلاق عشرات الصواريخ الباليستية لمهاجمة القواعد العسكرية والاستخباراتية الصهيونية،يأتي أيضًا في ظل اقتراب الذكرى الأولى لعملة طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في السابع من شهر أكتوبر 2023 ،وبعد أن عاش مجرم الحرب الفاشي نتنياهو نشوة كبرى نتيجة ما اعتبره انتصارًا شخصيًا عظيما بعد نجاح علميات اغتيال عدد من قادة المقاومة سواء الفلسطينية وعلى رأسهم إسماعيل هنية، أو اللبنانية وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، فقد جاءت الضربة الإيرانية لتخلط الأوراق وتجبره على الاختباء في ملجأ محصن تحت الأرض.
وكان نتنياهو قد قال بعد اغتيال نصر الله، إنه “لا يوجد مكان في إيران والشرق الأوسط لن تصل إليه ذراع إسرائيل الطويلة”، معتبرا أن اغتيال نصر الله كان شرطاً ضرورياً لتحقيق الأهداف التي حددناها”، إلا أن الضربة الإيرانية كسرت نشوته وفرحته وقد تعني الكثير له.
فقد أحدث الردّ الإيراني حالة معنوية ونفسية هائلة في كل العالم العربي، لأنَّه يُعيد للذاكرة الإسرائيلية السابع من أكتوبر الذي أحدث هزة نفسية كبيرة في المنظومة الرادعة الصهيونية الاستخباراتية والعسكرية، ويكذّب وعود نتنياهو بأنَّه سيوفر الأمن لكل سكان “إسرائيل”. وكان نتنياهو يقول دائما في تبرير ممارسته لحرب الإبادة الجماعية في غزة، بعد عملية طوفان الأقصى أنَّه يريد إعادة الأسرى الإسرائيليين، والقضاء على حركة حماس، وإعادة المستوطنين إلى مستوطنات الجنوب، لكن كل ذلك لم يتحقق.
رابعًا: يتزامن الردّ الإيراني من حيث التوقيت مع بداية الاجتياح لجيش الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، حيث يقول نتنياهو أنَّ هدفه قبل انطلاق العملية العسكرية في الشمال يتمثل في إعادة المستوطنين إلى المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، غير أنَّ الهجوم الإيراني جاء ليكذب وعد نتنياهو ،ويبين لهذا المجرم الفاشي حتى وإن فكرت أو وضعت أهدافا في ما يتعلق بذلك فإن باقي المستوطنين في قلب المدن في فلسطين المحتلة غير محميين.

هدف العدوان الإسرائيلي على لبنان

منذ نهاية تموز/ يوليو 2024، أصبحت الحرب في الجبهة الشمالية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله تحتل مركز الثقل في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية ـ لأن الهدف كما بات واضحا هو الاستمرار في العدوان الوحشي على حزب الله ، لتخييره بين فك ارتباطه بجبهة غزة أو الحرب..
بالنسبة للعدو الإسرائيلي يستهدف في عدوانه الجديد على لبنان إبعاد قوات حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني، وهو مطلبٌ حاضرٌفي كل عدوانٍ أو اجتياحٍ إسرائيليٍّ للبنان، بوصف نهر الليطاني خطًا جغرافيًا أساسيًا في أي عملية عسكرية يقودها الاحتلال، وهو ما يتكرَّرُ في العدوان الحالي على لبنان، إذ يبعد نهر الليطاني عن الحدود الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة، مابين 25 و30 كيلومتراً.
كما طرح العدو الإسرائيلي شروطًا أخرى منها سحب قدرات حزب الله العسكرية، خصوصًا قوات الرضوان، إلى شمال نهر الليطاني، بحسب ما نص عليه قرار مجلس الأمن 1701 الذي تم التوصل إليه في أعقاب حرب تموز 2006، في خطوة تدفع في مرحلة لاحقة إلى وقف إطلاق نار بعيد المدى، وربما اتفاق لترسيم الحدود البرية مع لبنان شبيه باتفاق ترسيم الحدود البحرية معه في عام 2022.ويطالب قادة الكيان الصهيوني بتطبيق القرار 1701، وإبعاد حزب الله إلى شماله.
ويظل الهدف الحقيقي من حرب الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان هو تصفية حزب الله كبنية مقاومة عسكرية وسياسية وسياسية ومدنية واجتماعية، وصولاً إلى شطبه من المعادلة في لبنان، والتخلّص من دوره وتأثيره في ساحات المواجهة الأخرى؛ في سوريا والعراق واليمن وصولاً إلى إيران نفسها.

حزب الله يكشف تفاصيل مثيرة لـ”الكمين القاتل” لنخبة الاحتلال في العديسة

رغم أنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ في اجتياح جنوب لبنان، ولكنَّ في نطاق ما اتفق عليه مع الولايات المتحدة، أي عملية محدودة، فإنَّ مقاتلي حزب الله يقاومون هذا الغزو العسكري بشراسة.
فقد كشف مصدر في حزب الله يوم الإربعاء 2أكتوبر 2024، تفاصيل الكمين القاتل الذي نصبه المقاتلون لقوة من نخبة جيش الاحتلال الإسرائيلي ، التي تسللت مئات الأمتار داخل الأراضي اللبنانية، وسقط فيه 8 من الضباط والجنود قتلى، وأكثر من 30 مصابَا.وأعلن حزب الله إيقاع عدد كبير من القتلى بصفوف الجنود الإسرائيليين خلال اشتباكات مباشرة ببلدتين جنوب لبنان، متهما الجيش الإسرائيلي بـ”ممارسة التعتيم بشأن ضحاياه”.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الإربعاء، مقتل 8 عسكريين بينهم 3 ضباط، إضافة إلى إصابة 30 آخرين بينهم ضابط بجروح خطيرة في محاولة توغل لبدات جنوب لبنان.
ووفق مراقبين، تتكتم إسرائيل على الخسائر التي سببها الهجوم الإيراني، وكذلك على الخسائر البشرية والمادية جراء حربها على قطاع غزة ولبنان، وتمنع التصوير وتداول الصور ومقاطع الفيديو، وتحذر من الإدلاء بمعلومات لوسائل إعلامية إلا من خلال جهات إعلامية تخضع لرقابتها المشددة.
وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر إجمالا حتى مساء الأربعاء عن 1928 شهيدًا، بينهم أطفال ونساء، و9 آلاف و290 جريحا، حسب رصد الأناضول لبيانات رسمية.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الإبادة الجماعية التي ينفذها الكيان الصهيوني بدعم من الولايات المتحدة التي عبرتْ عن انحيازها المطلق للكيان الصهيوني مرَّة أخرى بدعم غزوه العسكري للبنان، حيث قال البيت الأبيض الأمريكي، إنَّ “العملية البرية الإسرائيلية في لبنان تتماشى مع حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وندعم ذلك الحق”.وأضاف في بيان، أن “البنية التحتية التي ستدمرها إسرائيل في عمليتها البرية قد تستخدم لتهديد المواطنين الإسرائيليين”.وتابع البيان، “كنا ثابتين في دعمنا لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وسنواصل ذلك”.

خاتمة: كيف سيكون الردّ الإسرائيلي وسط المخاوف من حرب إقليمية واسعة؟

تدفع الحكومة الفاشية والاستيطانية الصهيونية إلى توسيع الحرب مع حزب الله في الجبهة الشمالية، لأنَّ الموقف الإسرائيلي في ما يتعلق بالجبهة الشمالية موحدٌ، لا سيما أنَّ كل القوى السياسية الصهيونية والمجتمع الاستيطاني يطالبون جميعًا بضرورة تنفيذ ضربات ضد حزب الله على اعتبار أنَّ جبهة الشمال هي ذات أولوية أكبر وخطر أكبر من خطر قطاع غزة.
فالهدف الأول والأساس هو تنفيذ الحرب على حزب الله ومحاولة القضاء على قدراته وتقديم الهدف السياسي المتمثل في إعادة المستوطنين الصهاينة إلى مستوطنات الشمال، وهذا بالمناسبة هو جزء من وحدة الداخل الإسرائيلي خلف نتنياهو، إضافة إلى أنَّ المؤسسة العسكرية استعدت أكثر لهذه الجبهة منذ 18عامًا.
وفيما يتعلق بالردِّ الإسرائيلي على الضربة الصاروخية الإيرانية، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، إنَّ “الهجوم الصاروخي الإيراني خطيرٌ وسيكون له عواقب”، وتوعد طهران “برد مختلف عن كل مرَّة”، رافضًا تحديد كيفية ومتى سترد “إسرائيل”.
أما نتنياهو فقد قال في كلمة وجهها إلى الشعب الإيراني: “لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه”، وحذرهم “من أن حكومتهم تدفعهم أقرب إلى الهاوية”.
يعتقد الخبراء أنَّ الكيان الصهيوني قد يذهب إلى توجيه ضربة عسكرية لإيران تستهدف منشآتها النووية الإيرانية بغطاء دولي من الإمبريالية الأمريكية، وتحت ذريعة الردِّ على هذه الضربة الصاروخية الإيرانية.لكنَّ الإمبريالية الأمريكية المصممة على منع إيران من استغلال الوضع بلبنان لتوسيع الصراع الإقليمي، والملتزمة بالدفاع عن “إسرائيل”،والمحافظة على استمرار بقاء حاملة الطائرات”أبراهام لينكولن” وقوتها الضاربة في شرق ، غير مستعدة لتوسيع رقعة الحرب في إقليم الشرق الأوسط ، بسبب تداعياتها الخطيرة، من أن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة، إضافة إلى قرب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية مع بداية شهر نوفمبر المقبل.
وكشفت يوم الخميس 3 أكتوبر 2024 أربعة مصادر إسرائيليّة وُصِفَت بالمطلعة جدًا النقاب عن أنّ ردّ الكيان الصهيوني على الهجوم الإيرانيّ الأخير لن يشمل المنشآت النوويّة في الجمهوريّة الإسلاميّة، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ الردّ سيكون أوسع بكثير من الردّ الإسرائيليّ على الهجوم الإيرانيّ الذي نفذّته طهران في شهر نيسان (أبريل) الماضي.
وأوضح المسؤولون كما نقلت صحيفة (هآرتس) عنهم تصريحاتهم لصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكيّة، أنّ الهجوم الإسرائيليّ سيكون على الأغلب المنشآت النفطيّة الإيرانيّة، بالإضافة إلى ضرب قواعد عسكريّةٍ إيرانيّةٍ، على حدّ تعبيرهم. يُشار في هذا السياق إلى أنّ الرئيس الأمريكيّ بايدن كان قد عبّر عن رفض أمريكا قيام إسرائيل بتوجيه ضربةٍ للبرنامج النوويّ الإيرانيّ. فلا مصلحة لإدارة بايدن في هذا الوقت للتورط في حرب إقليمية، كما يريد ذلك نتنياهو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى