نتنياهو (أبو يائير الصهيوني) .. الدمية في وجه السيف
بقلم: نارام سرجون
لن يقنعني نتنياهو بعضلاته .. ولا استعراضاته لأنني أعرفه عن ظهر قلب وأعرف كل هذه الدولة التي تشبه امارة اسلامية لصاحبها ابو محمد الجولاني او أبو بكر اليغدادي .. فالامارة اليهودية لصاحبها أبو يائير اليهودي لن تختلف عن اية امارة اسلامية متطرفة تحت جناح اميريكا وبريطانيا والغرب ..
عبثا يجهد نتنياهو نفسه في نسب البطولات لنفسه ليعيد الذي كان ايام الجيش الذي لا يقهر .. فاسرائيل في نظري بيت عنكبوت وكل هذا الانجاز الامني الذي تتباهى به هو عصارة الغرب التكنولوجية وتقديم الشركات الغربية التي تدفقت عليها لانقاذها بعد ان فضحت يوم 7 أكتوبر .. وكما نقول في أمثالنا العربية كمن (تتباهى بشعر خالتها) ..
سيثب البعض ويذكرونني بما فعله موساد اسرائيل أو موساد الامارة اليهودية لصاحبها أبو يائير اليهودي في غزوة البيجر وفي الاجهاز على قيادة المقاومة في حزب الله .. وفي الوصول الى اغتيال السيد حسن نصرالله كأهم انجاز لاسرائيل تباهي به الامم الكبرى ..
ولكني لست أحمق ولست ممن تخدعهم الدعاية .. وتبهر ابصارهم الاضواء والانوار .. فاسرائيل ليست مؤهلة للقيام بهذه العمليات على الاطلاق .. فهي غير مؤهلة ولا تملك العقل الاستخباري للتنفيذ والتخطيط ولا الشجاعة دون الحماية الاميركية .. فاسرائيل هي دمية او كلب صيد اميركي .. ولذلك فان عمليتها الاستخبارية في لبنان هي عملية اميريكة صرفة بشراكة بريطانية غربية .. ولكنها أعطيت للنتن – الذي استدعي الى اميريكا في غزوة الكونغرس – لتكليفه بالمهمة نيابة عن أميريكا .. لأن يد اميريكا يجب ان تبقى نظيفة وسمعتها مثل سمعة العذارى والقديسين الذين يصنعون السلام والحرية ودموع السعادة والفرح .. وكي يقدر ان يقول الناطق باسم وزارة الخارجية ذلك الموشح الممل الغبي (انه لم يكن لاميريكا علم بالمهمة وهي تفضل الحل الديبلوماسي) .. على الرغم من أن كل مايحدث منذ 7 اكتوبر او كما نقول بالعامية من (طأطأ للسلام عليكم) هو شغل اميركي خالص أهدي لنتنياهو وعصابته لمنحه الهيبة الجوفاء .. وهو يباهي به وينفخ أوداجه وكأنه هو من انجزه .. ولكن على من تريد ان تضحك يا صغيري نتنياهو .. فنحن نعرفك ونعرف جيشك ونعرف موسادك وقد رأيناهم مذلولين ومجرورين بثيابهم الداخلية من غرف نومهم يوم 7 اكتوبر ..
علينا ألا ننسى ان هناك سفارة اميركية عملاقة في لبنان تشرف على كل شيء وتحصي أنفاس كل شيء وتعرف متى تحبل نساء لبنان ومتى تلدن .. وتعرف كم قرشا راتب الموظف والموظفة .. وهي تشتري المعلومات والعملاء والجواسيس كما تشتري المكدونالدز .. وهناك سفارة عملاقة أخرى في العراق .. فيها آلاف الموظفين الذين لا يقومون بلصق الطوابع التذكارية ودراسة شعر المتنبي وقصص أبي نواس .. بل يحصون على العراقيين أنفاسهم .. ويعرفون متى حملت كل عراقية ومتى سيفلس أي عراقي .. وتعرف عدد الشيعة وعدد السنة وعدد الاكراد وتعرف ثمن كل واحد .. وتعرف جزرته وعصاه .. فهذه الدول الطائفية هي التي يمكن ان تبقى فيها سفارات بهذا الحجم الذي يتجازو حجم الدولة وحجم الشعب ..
وما بين السفارتين هو كل معلومات الشرق الاوسط وكل أمرائها وأماراتها وعملائها وساساتها وتلفوناتها واتصالاتها وكل كلمة تكتب على النت والسوشيال ميديا .. والتي أهديت لأبي يائير اليهودي مع برامج اميريكة لاستخراج المعلومات من هذا البئر العربي الاجتماعي والسياسي والثقافي والتقني والعسكري والاستخباري .. وأعطي التكنولوجيا لاستعمالها .. وأعطي الطائرات .. والقنابل .. والتوقيت .. وحتى الاذن .. وكل ذلك من اجل أن يعيد هيبته وهيبة شعبه الذي صار يشتري المنازل في اوروية الشرقية بعد ان وصل اليأس الى قلبه في الشهور الماضية .. وطبعا يقدم نفسه أبو الفوارس نتنياهو على انه الزير سالم الجديد في الشرق .. ويصدقه الكثيرون الذين لا يريدون أن يتذكروا كيف شوهد جنرالاته في ثيابهم الداخلية وكيف يستخرجون من الدبابات كما هي الجرذان ..
وحكاية الامارات الدينية الاسلامية واليهودية التي تنشئها اميريكا تجعلنا نعلم حجم هذه الامارت ودورها ودور أقزامها في السياسة .. فلا فرق بين أمارة ابي محمد الجولاني الملئية بالماعز .. وبين أمارة أبي يائير اليهودي المليئة بماعز يهودي .. والمزرعتان تداران لحساب اميريكا والغرب .. ولكن مزرعة أبي يائير لها مهمة خاصة وهي اذلال المسلمين ودينهم وتحطيم ثقافتهم وثقتهم بأنفسهم ..
المهم اميريكا هي التي تقود الحرب وليست اسرائيل .. وتريد ان تعيد الينا لحظة عام 1967 .. حيث في حزيران 67 بقيت القيادات العسكرية والسياسية ولكن انفرط الجيش وتبعثر .. واليوم تمت ضربة القيادات وتغييبها وبقي الجيش والقوات ..
وهنا الفارق الحيوي .. فتركيبة حزب الله عجيبة ومعجزة فالمقاتلون من غير قيادات لم يتركوا وحدهم .. بل لديهم مهمات مرسومة سواء وجدت القيادة أم لا .. والمقاتلون في حزب الله عقائديون جدا .. وشرسون جدا في قتالهم لأنهم لا يعتبرون انفسهم أعضاء في حزب الله بل يسمون أنفسهم رجال الله .. ولديهم قدرة هائلة على الاستشهاد بطواعية وقد أخذوا هذه الروح من كربلائية الحسين عليه السلام .. وكربلائية الحسين لن تقدر أي قوة في الدنيا ان تقتلعها أو أن تتحداها وجها لوجه وقد تم تدريبها بعناية فائقة وجهزت للالتحام تجهيزا لن يخطر على بال أحد .. وهذا ما جعل يقين السيد حسن نصرالله بالنصر الى حد أنه وعد به .. سواء في حضوره أو غيابه ..
لم يطلق حزب الله ايا من أسلحته التي أعدها لهذا اليوم .. والتي يظن البعض أنها كانت تنتظر أوامر السيد نصرالله .. فالحزب في سلاحه الخطير اتبع عقيدة روسية مشهورة هي (اليد الميتة) .. فالروس صمموا نظاما للاطلاق الذاتي لاطلاق الصواريخ النووية على أهداف محددة اميريكية في حال تلقت القيادة الروسية ضربة ماحقة او قطعت عن الاتصال بشعبها الذي تلقى ضربة نووية .. ووظيفة هذا البرنامج هي اطلاق اوتوماتيكي للصواريخ النووية التي ستثأر من المعتدين حتى لو فنيت الأمة الروسية .. وهذا البرنامج يتم تفعيله كل يوم ..
وقيادة حزب الله وضعت ميكانيكية شبيهة لقواتها وسلاحها .. ولكن ليس بتقنية اليد الميتة بل بطريقة أذرع الاخطبوط المتباعدة التي تعمل بشكل مستقل دون العودة للقيادة وتتبع فقط برنامج عمليات وضع لها لتنفذه حرفيا دون العودة للقيادة اذا ما فقدت القدرة على الاتصال بها .. ولكن ما يتم تسريبه هو ان القيادة الجديدة للحزب انتخبت وتولت القيادة فورا .. وهي قيادة تتمتع بالجسارة الفائقة ..
قدمت أميريكا هدية لاسرائيل في اغتيال السيد نصرالله .. ولكن اسرائيل ستقدم هدية لحزب الله كان يحلم بها نصرالله وهي الالتحام البري .. الذي سيخرج من حزب الله بعض ماعنده .. وسيظهر الجيش الاسرائيلي كل ماعنده من جبن وخوف ..
البرنامج الاميريكي لصناعة الشرق الاوسط الجديد هو في تفكيكه وفك كل ارتباطاته القديمة .. وتشتيت مجتمعاته .. وتغييب كل قياداته التاريخية .. فمع اغتيال السيد انطلقت الحملات الدعائية للتشكيك بايران واتهامها ببيع حزب الله .. وتحويل الغضب الشعبي عن اميريكا الى ايران .. رغم ان من فقدتهم ايران من جنرالاتها في المواجهة مع اسرائيل واميركيا لا يعد ولا يحصى .. وتحريض الايرانييين على العرب الذي تجلى برسالة نتنياهو للشعب الايراني الذي يقول ان القيادة الايرانية تقود الشعب الايراني الى التهلكة من أجل العرب وفلسطين .. وعليها ترك الامر له فقط ليفتك بالعرب ..
الايرانيون حائرون في طريقة التعامل مع هذا الجنون الاميركي، فهم أمام ثور هائج يريد ان يحطم قرونه ولكن سيحطم كل شيء حوله .. وهم امام خيار حرب او استسلام .. ولكن يبدو أن ايران حسمت أمرها وليس لها من خيار الان الا ان تتقدم للمنازلة .. لانها تدرك ان الشرق الاوسط كله هو هدف اميريكا .. وهدفها ايضا العودة ايران بعد غياب طويل .. واسقاط قيادتها وتغيير اتجاهها .. لأنها تريد حرمان الصين وروسيا من هذا الحليف المهم ..
نحن على موعد مع مناولة لا شبيه لها .. سييخرج فيه الايمان كله ضد الشر كله .. ونتنياهو هو المهرج فيه .. وهو الذي يمثل البطل الذي لايشق له غبار .. لكن اللاعب الوحيد خلف الستارة الذي يحرك الدمية الاسرائيلية هو الاميريكي ..
يقيني بالنصر لا تشوبه شائبة .. وانتظاري للمعركة هو انتظار التائق والمشتاق لنكهة الثأر .. وسترون حجم هذا النتنياهو .. وحجم هذا الجيش الصهيوني .. وستعرفون ماذا ترك له حسن نصرالله .. وستعرفون معنى بيت العنكبوت ..
لقد ترك في الجنوب عمامته .. وعباءة الحسين .. وسيف علي ..