حسن نصر الله .. شهيد الأمتين العربية والإسلامية

بقلم: د. كاظم ناصر*

تعجز الكلمات عن وصف سيد المقاومة الشهيد البطل حسن نصر الله، وعن إعطائه حقه كمقاوم علّم أمتنا دروسا لا تنسى في معنى وأهمية الكرامة الإنسانية، والتضحية فداء للوطن، والتصدي بصلابة لأعداء الأمة العربية وفي مقدمتهم دولة الاحتلال، والولايات المتحدة الأمريكية، ودول الغرب الداعمة للصهاينة، وملوك وأمراء ورؤساء العرب الخونة الذين اعتبروه عدوهم اللدود، وحاربوه بكل ما أوتوا من قوة.
لا شك أن فقدان الشهيد حسن نصر الله في هذا الوقت الذي تتعرض فيه فلسطين ولبنان واليمن والوطن العربي لحروب ومؤامرات إسرائيلية أمريكية أوروبية عربية هدفها القضاء على كل عربي يحمل السلاح دفاعا عن وطنه وكرامة أمته، يعتبر ضربة موجعة لحزب الله والمقاومة اللبنانية والفلسطينية واليمنية والعراقية، وستكون له تداعيات خطيرة على الصراع العربي الإسرائيلي، وعلى الأحداث والتطورات في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط برمتها.
قادة إسرائيل والولايات المتحدة احتفلوا باغتيال الشهيد واعتبروه إنجازا سيساعدهم على تحقيق أهدافهم في المنطقة العربية المتمثلة في تصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء وجود حزب الله في لبنان، وتفكيك محور المقاومة، وإضعاف الحاضنة الشعبية لكل حزب أو فصيل يحمل السلاح أو يفكر بحمله دفاعا عن أمتنا، وإحكام سيطرتهم على مقدراتها وقراراتها السياسية ومستقبلها.
وحكام الدول العربية وفي مقدمتهم أعداء نصر الله وحزب الله والمقاومة أصدروا بيانات الاستنكار والنفاق المعروفة المهترئة الجاهزة التي أعربوا فيها عن أسفهم لاغتيال الشهيد، وكذبوا بقولهم انهم يدعمون لبنان، ويرفضون المساس بأمنه كما كذبوا لمدة سنة عن دعمهم لغزة ورفضهم للمجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال هناك، وكرروا مطالبهم التي لا يستمع لها أحد، وتهديداتهم الجوفاء التي لا يصدقها ولا يهابها أحد، واستجدائهم للولايات المتحدة الأمريكية ودول العالم للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان وغزة.
وعلى الرغم من أن اغتيال الشهيد الذي كان يمتلك شخصية قيادية مميزة، وثقافة واسعة، ويتمتع بثقة المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين واليمنيين والعراقيين، واحترام وتعاطف الشعوب العربية ترك فراغا قياديا في حزب الله، إلا أن الحزب الذي يضم في صفوفه عشرات آلاف المقاتلين الشرفاء من أبناء لبنان، والعشرات من كبار القادة الميدانيين الذين سيكلف أحدهم بقيادته ومواصلة مسيرته النضالية، سيتجاوز هذه الخسارة الفادحة كما تجاوز الخسارة التي لحقت به بعد اغتيال قائده السابق الشهيد عباس الموسوي في عام 1992.
دولة الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية والخونة العرب لن يتمكنوا من القضاء على حزب الله ومحور المقاومة، وسوف يفشلون كما فشلوا في القضاء على حركة حماس بعد سنة من حرب الإبادة والتدمير العشوائي والحصار، وعلى النقيض من توقعاتهم ورغبتهم بإنهاء المقاومة، فقد يتسبب اغتيال دولة الاحتلال لنصر الله وحربها على لبنان في إيقاظ الشعوب العربية من سباتها، ويعزز إيمانها بأن المقاومة الشعبية الطويلة الأمد هي السبيل الوحيد للتصدي للصهاينة وإنهاء الاحتلال، ويشجعها على التصدي لحكام الخيانة والاستسلام العرب الذين لا تقل خطورتهم على حاضرنا ومستقبلنا عن خطورة دولة الاحتلال.

*كاتب فلسطيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى