في الذكرى 54 لرحيله وأجواء ملحمة الأقصى.. “وصايا” جمال عبد الناصر الذهبية
بقلم: معن بشور*
هل هي مجرد صدفة ان يختار مجرمو الحرب الصهاينة مدرسة الفالوجة في مخيم جباليا في قطاع غزة أمس في 27 أيلول 2024، لارتكاب مجزرة جديدة بحق أبناء غزة الأباة.. عشية الذكرى الرابعة والخمسين لرحيل القائد الخالد الذكر جمال عبد الناصر في 28 أيلول 1970، الذي حين كان محاصراً في الفالوجة خلال حرب 1948، لمعت في رأسه فكرة ثورة 23 يوليو في مصر التي عرفت مع أبي خالد أياماً كانت تقود فيها أمّتها على طريق الوحدة والعزة وترشد أحرار العالم على طريق الحرية والكرامة.
وفي 28 أيلول/سبتمبر1961 أيضاً، شهدت الأمّة بدايات الردة في مشروع تحررها ونهوضها عبر الانفصال بين مصر وسورية في الجمهورية العربية المتحدة، والتي تواصلت في عصر الانقسامات العبثية يين قوى النهوض.. ولكن في أيلول 1982 بدأت مرحلة نهوض جديدة متمثلة بالمقاومة الوطنية والإسلامية في لبنان، التي هزمت المحتل وانجزت التحرير لتتكامل مع انتفاضة الحجارة في فلسطين في 8 كانون أول/ديسمبر 1987، ثم في انتفاضة الأقصى في 28/9/2000، والتي بدورها تواصلت عبر هبات وانتفاضات حتى كانت ملحمة “طوفان الاقصى” المستمرة حتى الآن..
إن تاريخ أمّتنا الحديث منذ حصار الفالوجة الى مجزرة الفالوجة.. مروراً بملحمة الفالوجة في العراق بعد الاحتلال الأميركي الإجرامي عام 2003، والحرب الكونية على سورية، وحرب الناتو على ليبيا، ومحاولات تدمير اليمن العظيم، ناهيك بالعشرية الدامية في الجزائر، والفتن المعلنة والخفية في لبنان، والحرب التي تسعى الى تقسيم السودان وطمس هويته العربية والاسلامية، واتفاقات “السلام” والتطبيع مع الكيان الغاصب التي لم تشهد الامة حروباً وفتناً كما شهدته في ظلها، هو تاريخ مليء بالأحداث التي منها ما هو إيجابي ينبغي تطويره، ومنها ما هو سلبي علينا تجاوزه..
لقد قدم جمال عبد الناصر لأمّته ولحركة التحرر العالمي الكثير.. إلاّ أنه قدم لفلسطين والمقاومة ولوحدة الأمّة “وصايا ذهبية” خالدة تزداد أهمية الأخذ بها اليوم ونحن نخوض في فلسطين ولبنان وكافة ساحات المقاومة واحدة من أقسى الحروب التي شهدها عالمنا المعاصر.
ومن أبرز وصايا ناصر:
– ما أخذ بالقوة لا يسترد إلاّ بالقوة
– إذا فرض علينا القتال لن يفرض علينا أبداً الاستسلام
– المقاومة الفلسطينية وجدت لتبقى وستبقى
– إرفع رأسك يا أخي فقد مضى زمن الاستعباد
– أللهم اعطنا القوة لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء
– إن الوحدة العربية هي أملنا في تحرير فلسطين
– إن النصر حركة، والحركة عمل، والعمل فكرة، والفكر فهم وإيمان، وهكذا كل شيء يبدأ بالإنسان
– الوحدة موجودة فعلاً بين أبناء الشعب العربي، ولكن الخلافات قائمة بين النظم والحكومات
– إن الذين يقاتلون يحق لهم أن يأملوا في النصر، أما الذين لا يقاتلون فلا ينتظرون شيئاً غير القتل
– إن الحق بغير قوة ضائع، والسلام بغير مقدرة الدفاع عنه استسلام.
*كاتب ومفكر لبناني