تداعيات الهجمات الإلكترونية على حزب الله اللبناني

بقلم: خليل البخاري/ المغرب

مؤخرا، تعرضت لبنان إلى ضربة عنيفة تمثلت في تفجير إسرائيل لأجهزة النداء (البيجر) عن بعد والتي كان يحملها عناصر حزب الله في لبنان. وكشف هذا الحادث عن هوية أعضاء حزب الله وخلق خسائر بشرية. ويمثل كذلك خرقا أمنيا خطيرا وغير مسبوق.

إن ما وقع بلبنان يحمل في طياته تحديات كبيرة وخطرا مستقبليا على البلدان العربية بالذات..إذن من الضروري فهم التهديدات المرتبطة بهذا النوع من التقنيات التكنولوجية خاصة فيما يتعلق بالامن السيبراني والاعتماد المتزايظ على التكنولوجيا في كافة مجالات الحياة..فآمتلاك تقنية الجيل الخامس يشكل بوابة نحو مستقبل يصبح فيه السيادة لمن يمتلك التكنولوجيا وادوات القوة الرقمية. فالخطر الحقيقي يكمن في أن تكون الدول العربية مجرد مستهلكة لتقنية الجيل الخامس دون أن تساهم في صناعتها او تحصن نفسها ضد الهجمات الإلكترونية ،لأن الإعتماد الكلي على التكنولوجيا المستوردة قد يجعل البنية التحتية المدنية والعسكرية عرضة للإستغلال او الاختراق.

لقد تحولت الحروب في العصر الحالي من ميادين القتال والجبهات إلى فضاءات رقمية..فلم تعد المعارك تقتصر على الدبابات والطالبات بل أصبحت هناك أدوات حرب جديدة تقودها العقول قبل الآلات.

ولا شك إن الأمن السيبراني العسكري هو درع الأمان الذي يحمي الدول من هذا النوع من الحروب ،لأنه يمتد إلى الدفاع عن الأنظمة الحيوية التي تتحكم في القوات والأسلوب والتكنولوجيا المتقدمة مثل الأقمار الصناعية. كما أن الهجوم السيبراني صامت وخفي. ويضرب في العمق وقادر على تعطيل أنظمة الاتصالات وإيقاف تشغيل الأسلحة لصالح العدو.

مطلوب من البلدان العربية العمل على بناء قدرات سيبرانية عسكرية قوية ، لكونها أصبحت ضرورة حتمية للبقاء في هذه اللعبة الجديدة. كما ان عليها المباشرة في بناء منظومة دفاعية متكاملة لصون وحماية بنيتها التحتية الرقمية مت الهجمات الالكترونية المتطورة، وإنشاء مراكز الإستعداد للطوارئ وحماية فضائها السيبراني وضمان امن مواطنيها ومؤسساتها الاستراتيجية.

.كما بات من اللازم على البلدان العربية تخصيص ميزانية دسمة للامن السيبراني والتسلح الإلكتروني وتعزيز دفاعاتها الإلكترونية وقدراتها الهجومية ، لأن الحرب الإلكترونية أصبحت جزءا من استراتيجية الأمن القوي للدول باعتبارها أداة أساسية للتجسس والاستخبارات.

إن الدول التي تستثمر في عقولها قبل اجهزتها، هي من ستمتلك التفوق في معارك المستقبل حيث تكون القدرة على حماية المعلومة في البيانات هي المفتاح إلى النصر .

خلاصة القول، ان حادث إنفجار البيجر بلبنان ليس مجرد حادث مؤلم، بل هو درس تقني وتذكرة بالغة الاهمية بأن التكنولوجيا التي نعتبرها آمنة وبسيطة، قد تصبح ذات يوم قريب مصدر تهديد خطير باكثر من اي توقع !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى