هجرة معاكسة مثيرة للقلق.. قفزة هائلة في أعداد آلاف الصهاينة الذين قرروا مغادرة إسرائيل بلا رغبة في عودة
نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم” ما قالت إنها “معطيات مقلقة” تتعلّق بعدد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد. وأشارت إلى أنّ أكثر من 55 ألف إسرائيلي غادروا البلاد في 2023، وهو أعلى عدد من المهاجرين للخارج في نفس العام، بحسب معطيات مكتب الإحصاء الإسرائيلي.
وبحسب الصحيفة فإن عدد الأشخاص الذين هاجرون من إسرائيل قفز خلال 2023 بنحو النصف، مشيرة إلى أن هذا هو العام الذي شهد معظم الاحتجاجات ضد الانقلاب القانوني.
وأضافت أنه وبالمقارنة مع الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، فقد سجلت “إسرائيل” قفزة بنسبة 58% في عدد السكان الذين غادروا.
وأظهر ميزان الهجرة الخارجية للإسرائيليين في عام 2023 ارتفاعًا في معدل الهجرة، إذ تم تصنيف حوالي 55,300 إسرائيلي كمهاجرين لفترة طويلة العام الماضي، مقارنة بحوالي 27,800 عادوا إلى إسرائيل. وللمقارنة، غادر أقل من 40 ألف إسرائيليّ في عام 2022.
وتلفت “يسرائيل هيوم” إلى أن عام 2023 شهد مظاهرات ضد التعديلات القانونية، وسُمع العديد من الأصوات من الإسرائيليين الراغبين في مغادرة البلاد. ويبدو أن هذه الأصوات قد انعكست الآن في بيانات مكتب الإحصاء المركزي.
وقالت الصحيفة: “لن يُقاس التأثير الكامل للحرب الجارية الآن على أنماط الهجرة طويلة المدى من “إسرائيل” إلا بحلول نهاية العام، لكن الاتجاه واضح بالفعل. مقارنة بالمهاجرين على المدى الطويل في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 والمهاجرين في عام 2023، يظهر أن هناك زيادة بنسبة 58.9%، حيث بلغ عدد المهاجرين في عام 2023 حوالي 25.5 ألف نسمة، بينما ارتفع العدد في عام 2024 (وفقًا للبيانات الأولية) إلى 40.6 ألف نسمة. وكان الفارق بين المهاجرين لفترة طويلة في كل شهر بين عامي 2023 و2024 نحو 2.2 ألف زيادة في المتوسط في عام 2024″.
وتشير البيانات من صحيفة “يسرائيل هيوم” إلى أن معظم المهاجرين عاشوا في مناطق وسط البلاد، حيث كان 54.1% منهم من منطقة الوسط ومنطقة تل أبيب معًا، و11.8% من منطقة حيفا، و10.9% من منطقة الجنوب، و10.7% من منطقة القدس، و9.9% من الشمال.
تظهر البيانات أيضًا أن 58.8% من الذين يغادرون وُلِدوا في الخارج، بينما وُلِد 41.2% في إسرائيل. ومن بين المولودين في الخارج الذين غادروا إسرائيل عام 2023، هاجر 72.3% منهم من دول الكومنولث، و8.7% من الولايات المتحدة، و4.2% من فرنسا، و14.8% من دول أخرى.
وبحسب البيانات، يمتاز السكان المهاجرون بمستوى تعليمي أعلى من عامة السكان في إسرائيل. من بين المهاجرين، حصل 53.7% على 13 سنة دراسية أو أكثر، مقارنة بـ 44.2% بين إجمالي السكان في هذه الفئة العمرية. كما أن الفارق بين أولئك الذين أكملوا 16 سنة من الدراسة أو أكثر (26.4%) ونسبتهم بين عامة السكان (19%) يعتبر ملحوظًا.
وتشير البيانات إلى أن نصف الذين غادروا “إسرائيل” يعودون لها في غضون أربع سنوات، وكان معظم الرجال العائدين الذين تتجاوز أعمارهم 15 عامًا عازبين (51.6%)، بينما كانت نسبة المتزوجين 40.9%.
وفي المقابل، كانت نسبة المتزوجات بين العائدات (45.2%) أعلى من نسبة العازبات (40.9%). كما أن حوالي نصف الإسرائيليين (51.5%) الذين عادوا إلى إسرائيل في عام 2023 فعلوا ذلك بعد إقامة قصيرة نسبيًا في الخارج، تتراوح بين سنة إلى أربع سنوات. بينما عاد حوالي الربع (24.2%) بعد إقامة لمدة خمس إلى عشر سنوات، وعاد ربع آخر (24.3%) بعد إقامة طويلة نسبيًا تتجاوز عشر سنوات.