اليمن العظيم يلقن أنظمة الاستسلام العربية دروساً في الدفاع عن كرامة أمتنا
بقلم: د. كاظم ناصر
أعلن الجيش اليمني يوم الأحد 15/ 9 / 2024 أنه أطلق صاروخا باليستيا جديدا تفوق سرعته سرعة الصوت على دولة الاحتلال في هجوم يعتبر الأول من نوعه، حيث أن الصاروخ قطع 2040 كم وسقط شرقي مدينة تل أبيب، وعلى بعد 6 كيلومترات من مطار بن غوريون، وهز دولة الاحتلال بعد ان فشلت منظومات دفاعها الجوي، ومنظومات دفاع الدول التي مر من أجوائها، والقوات البحرية الأمريكية والأوروبية المتواجدة في البحر الأحمر من اكتشافه، وبعد أن فشل 20 صاروخا إسرائيليا في اعتراضه، وأدى إلى إصابة عشرة اشخاص بسبب تدافع ثلاثة ملايين صهيوني للوصول إلى الملاجئ. وتوعد زعيم انصار الله السيد عبد الملك الحوثي باستمرار هذا النوع من العمليات العسكرية ضد دولة الاحتلال بقوله إن” عملياتنا العسكرية مستمرة طالما استمر العدوان والحصار على غزة .. نواصل التنسيق مع محور الجهاد والمقاومة، والقادم أعظم بإذن الله تعالى.”
فما هي تداعيات وصول هذا الصاروخ من اليمن لدولة الاحتلال؟ وما أهمية هذا الاختراق من الناحية الاستراتيجية والتقنية؟ وهل تعبر هذه الضربة عن تضامن واستمرار وتنسيق وتعاضد هجمات ساحات المقاومة؟
وصول هذا الصاروخ لتل أبيب يعتبر تطورا جديدا نوعيا يدل على نجاح النظام اليمني في تعزيز قدرات جيشه القتالية؛ فبعد مرور ما يزيد عن عشر سنوات على الحرب الظالمة التي تشنها السعودية بمباركة ومشاركة الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية والعربية والإسلامية، ما زال الجيش اليمني قويا قادرا على التصدي لهذا العدوان، وعلى منع السفن التجارية من الوصول لموانئ فلسطين المحتلة، وإطلاق الصواريخ بعيدة المدى على دولة الاحتلال، ولعب دور هام في مساندة أهلنا في غزة.
أما من الناحية الاستراتيجية فإنه يكشف هشاشة وضعف دولة الاحتلال، وفشل ادعاءاتها بامتلاك قوة ردع مطلق تمكنها من الدفاع عن نفسها، وإن ” طوفان الأقصى “، والبطولات التي سطرها رجال المقاومة في غزة ولبنان واليمن والعراق أثبتت أن المنظومة الأمنية لدولة الاحتلال واهية ك ” بيت العنكبوت “، ولولا الدعم العسكري والاقتصادي السخي الذي تتلقاه من الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية، وخذلان الأنظمة العربية لكان من المستحيل أن تستمر في احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية.
وأخيرا فإن الهجوم الصاروخي اليمني الذي أتى في ذروة التصعيد الإسرائيلي في غزة والضفة والتهديد لجنوب لبنان يشير إلى تماسك وحدة ساحات المقاومة، وإلى التعاون والتنسيق بين دولها وفصائلها وأحزابها، ويؤكد إن الحرب البربرية التي تشنها دولة الاحتلال على غزة وجنوب لبنان قد فشلت في تحقيق أهدافها، وإن المقاومة عصية على الكسر والانهزام، باقية، مستمرة، تزداد قوة وصلابة وتأييدا شعبيا يوما بعد يوم، وإن استمرارها وانتشارها هو ما يرعب دولة الاحتلال وأمريكا ومن لف لفيفهما من الحكام العرب.