ومن الذى لا يحب الاستنفار على الحدود المصرية.. وفى الصومال؟؟

بقلم: مجدى أحمد حسين*

اقتباسا من عنوان إحدى الروايات أو المسلسلات ” من الذى لا يحب فاطمة ” أقول بأعلى صوت من لا يحب الاستنفار على الحدود ضد العدو الغاشم .. من لا يحب أن يرى رئيس أركان الجيش المصرى يتفقد الحدود فى صحبة القوات الخاصة والدبابات فى المنطقة ج التى تحرم كامب ديفيد حشد الدبابات فيها أو حتى القوات الخاصة .. طالما أن الكيان يلغى أى بنود فى الاتفاقية حسب هواه . لقد بح صوتى وصوت كل من جرأ على الحديث منذ 11 شهرا .. وقلنا للجيش المصرى أنت معنى بالمذابح التى تجرى على أرض غزة الفلسطينية لأسباب لا تحصى وتوضيح هذه الأسباب عشرات المرات هو نوع من المهانة للمتحدث والمستمع معا .

لماذا كتبنا الدستور وأضعنا فيه سنوات من الصراع حتى قيل إن من أهم أسباب 30 يونيو هو إلغاء أو تعديل دستور وضعه الاخوان ؟ لماذا كتبنا الدستور واستفتينا الناس عليه مرتين ثم بتعديل ثالث فى 2019 . بينما وكأن هناك تعمد بعدم تنفيذ معظم بنوده حتى فى البنود المتعلقة بأصول الحكم وعلى رأسها عدم إجراء انتخابات مجالس محلية لأكثر من 13 عاما . ولكن لنتوقف الآن عند أهم ما فى الدستور الحالى والذى يخص مقومات المجتمع الأساسية وهذا دائما أهم مما فى أى دستور فى العالم . وفى أواخر عهد مبارك كتبت إن النظام آيل للسقوط لأنه لم يعد يلتزم بأهم ما فى دستور 1971 . الدستور هو العقد الاجتماعى الذى يربط بين الحاكم والمحكومين ، فإذا تم تجاهله والعمل عكسه على طول الخط فإن هذا يؤدى إلى الفوضى والضياع والدمار للمجتمع ، ثم يؤدى حكما إلى سقوط النظام القائم .

فى التحقيق الذى أجرى معى فى أول يوليو 2014 طلبت من رئيس النيابة الخلوق أن يعفينى من قبول التحقيق . قال : لماذا ؟ قلت لأنه يحقق معى ظلما منذ عام 1985 ، وكثيرا ما حصلت على البراءة أو إخلاء السبيل وحفظ القضية أو حصلت على أحكام ثبت أننى محق فيها كقضيتى مع وزير داخلية سابق ومع يوسف والى . ولكننى مستعد للحديث معك فى أى شىء تريد بدون تسجيل فى الأوراق . وكان كريما معى وتناقشنا حتى تطرق الأمر للدستور وقال لى ما اعتراضك على الدستور . قلت أهم شىء هو طريقة تعيين وزير الدفاع وما يتمتع به من حصانة ؟ قال : هل هذا فقط هو اعتراضك على الدستور . قلت له : إن دستور 1971 ودستور 2012 ودستور 2014 كلها تتضمن ثوابت واحدة أساسية . والمشكلة ليست فى النصوص رغم أهميتها ، المهم هو العلاقات الواقعية على الأرض واحترام إرادة الشعب والصندوق .

مصر هبة النيل للمصريين، هذا أول كلمة فى ديباجة الدستور .. ولقد فقدنا نهر النيل بالمعنى الحرفى ونحن نسعى الآن لاستعادته أى لاستعادة مصر !!

وفى الديباجة أيضا نكتب دستوراً يؤكد أن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للتشريع،

مادة 1

جمهورية مصر العربية دولة ذات سيادة، موحدة لا تقبل التجزئة، ولا ينزل عن شيء منها

تم التنازل عن تيران وصنافير .. وأخير ا تجرى عمليات بيع فى رأس الحكمة وغيرها ويقال لنا انه استثمار بينما لا توجد أى عقود أو اتفاقات مكتوبة مع الامارات الصهيونية. وحصلنا على 35 مليار دولار وتم انفاقها فى سداد الديون كما قال وزير المالية السابق . ولم يعرض أى اتفاق على مجلسى النواب والشيوخ .

وباقى المادة – 1

الشعب المصرى جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها،

هل غزة وفلسطين جزء من الأمة العربية أم ماذا ؟

بل وأكثر من ذلك

يذكرنا الاعلام الرسمى بمناسبة إرسال قوات للصومال باتفاقية الدفاع المشترك العربية وقد تم استدعاؤها من غياهب الذكريات . ولماذا لا نتذكرها مع فلسطين جوهرة العرب وهى الأرض التى وصفها الله بأنها الأرض المقدسة والتى باركنا حولها . وكذلك عندما تم الاعتداء على العراق وسوريا وليبيا من قواتأمريكا و الناتو . اللطيف ان مبارك صرح بأن سبب عدم إرساله قوات لمناصرة أفغانستان ضد الغزو الأمريكى هو ان اتفاقية الدفاع المشترك هى بين البلاد العربية وأفغانستان بلد غير عربى . وبعد عامين غزت أمريكا العراق بدون موافقة الأمم المتحدة وأغلب دول أوروبا ، ولكن اتفاقية الدفاع المشترك سقطت سريعا من ذاكرة مبارك . قلت دوما : إن تصريحات أغلب المسئولين هى فن التهرب من الاجابة الصحيحة حتى وإن كان بالأكاذيب . والغريب إن هذه الاتفاقية كلعبة اليويو منذ 1950 يستدعى الحديث عنها عند اللزوم وتختفى عند اللزوم . ولم تنفذ أبدا ولو نفذت ما كان هذا حال العرب .

وإذا عدنا للمشهد السعيد لرئيس الأركان على خط الحدود وإن كان صامتا واستمر 15 دقيقة على موقع وزارة الدفاع . أى كان بدون صوت للسيد رئيس الأركان . فنحن لايهمنا إلا الأفعال ولكننى أقول للجيش المصرى وقد كررت مرارا من قبل إننى لا أيأس من الجيش المصرى وأعرف قيود القيادة السياسية عليه ولا ايأس من الشعب المصرى ، أقول للجيش المصرى إن وجه مصر وجسدها متورم وملتهب من أعراض داخلية وخارجية ولا يتحمل أى أعمال رمزية . وقد وصف دبلوماسى مصرى كبير إن هذه الزيارة رمزية جدا .

وعندما سئل اللواء سمير فرج وكأنه هو المتحدث الرسمى باسم النظام : ماذا سنفعل ؟ قال : سنتجه لمجلس الأمن والمحكمة الدولية ؟

وأضاف : إن مصر برغم إمكانها إدخال قوات لممر فيلادلفيا، وفي هذه الحالة سيكون نتنياهو هو الخاسر، فإنها ربما تنتظر – كبقية العالم- حتى 5 نوفمبر؛ لأنها لا تريد أن تكون حجر عثرة في سبيل السلام.

وقال المذيع الحكومى إن زيارة رئيس الأركان هى رسالة طمأنة للشعب المصرى بأن حدودنا محمية بقوة ولا يمكن اختراقها . وبمفهوم المخالفة : فإن مصر غير معنية مباشرة بمذابح غزة التى تجرى خلف الأسوار والتى يمكن لجنودنا أن يروها باستمرار .

أما الانتظار حتى 5 نوفمبر فيعنى استمرار انتهاء الانتخابات الأمريكية وأمريكا الجديدة لا أدرى لكمالا أم لترامب هى التى سترجع لنا محور صلاح الدين . ولكن ماذا عن غزة ومعبر رفح .

لقد انتظرنا 10 سنوات لحل مشكلة سد أثيوبيا حتى اكتمل بناؤه ووصل الأمر إلى حد إجراء مناورات جوية على أرض السودان مع الجيش السودانى مرتين بعنوان حماة النيل . وانتظرنا حتى تم تصفية القاعدة الجوية المصرية فى مروى على يد حميدتى عميل الامارات الصهيونية . والآن نتجه ربما لبناء قاعدة جوية فى الصومال فى وقت يحذر خبراء من خطورة سد النهضة إذا انهار . وقد انتظرنا 11 شهرا على الإبادة الجماعية فى غزة . بعد 140 ألف شهيد وجريح فى غزة و700 شهيد فى الضفة و600 شهيد فى لبنان . عند أى رقم ستقررون أن الأمن القومى المصرى مهدد . وفقا للرؤية الحالية سيباد أكثر من 2 مليون فى غزة . وستقولون إن حدود مصر لم تمس . رغم النص على مبادىء الشريعة الاسلامية وعروبة مصر فى الدستور . وإذا استمر الشعب المصرى صامتا فإننا نعول على حماقة وعدوانية اسرائيل لأنها مصرة على إعادة احتلال سيناء وهذا يكتب فى صحفهم وترسمه خرائطهم . وهم يعيدون سفلتة وتعبيد طريق صلاح الدين ليسمح باستعمال الدبابات . ومع ذلك أتصور أن العقل الأمريكى الصهيونى لن يسمح الآن باحتلال سيناء ، لابد لمصر أن تصبح جثة هامدة قبل ذلك .

أقول لكل مصرى لن تكون مصريا ولن تحترم نفسك إذا لم تضرب بيدك على الطاولة لتحقيق ما يريد اللواء سمير فرج تأجيله ل 5 نوفمبر . أن تدخل مصر لممر صلاح الدين وتفتح معبر رفح .

*باحث اسلامي وكاتب مصري

Magdyhussein.id

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى