نتنياهو يتجاهل الضفة وهو يعرض خريطة فلسطين، ومستشار ترامب يدعو واشنطن لتمويل عملية ضمها الى إسرائيل
واشنطن- ما الذي يعنيه فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة بالنسبة للقضية الفلسطينية؟
الإجابة واضحة وبسيطة ولا يمكن تجاهلها، وهي أن ترامب سيدعم بدون أدنى شك الإعلان الإسرائيلي القادم بضم الضفة الغربية المحتلة بشكل رسمي ضمن سلسلة من الخطوات المتباعدة الهادفة لتأسيس دولة إسرائيل الكبرى، التي تضم فلسطين والأردن وسوريا غرب الفرات والعراق وشمال السعودية وشبه جزيرة سيناء ومصر شرق النيل.
وبحسب ما ورد في عدة تقارير، من بينها صحف إسرائيلية، فقد حصل ترامب على تعهد من أرملة قطب القمار شيلدون أديلسون بتقديم تبرعات بملايين الدولارات مقابل دعم ضم الضفة الغربية لإسرائيل، تماماً عندما حصل من أديلسون نفسه على ملايين مقابل دعم ضم الجولان ونقل السفارة للقدس المحتلة إضافة إلى دعم ورعاية عمليات تطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
وفي كتاب جديد بعنوان ” دولة يهودية واحدة: الأمل الأخير والأفضل لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”، من المقرر أن يصدر اليوم الثلاثاء، كتب السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان: “ستحتاج إسرائيل إلى مساعدة مالية لتأكيد والحفاظ على سيادتها على يهودا والسامرة”. ويقترح فريدمان أن الإدارة الجمهورية القادمة والكونغرس يمكنهما إعادة توجيه مليار دولار من المساعدات الحالية للفلسطينيين، بما في ذلك الأموال المخصصة لقوات الأمن الفلسطينية، لتمويل خطة الضم.
وقال: “إن أسهل دلو يمكن استغلاله وإعادة وضعه هو دلو الولايات المتحدة”.
وفي كتابه، يخصص فريدمان فصلاً كاملاً لمقارنة مصير الفلسطينيين الذين يعيشون تحت السيادة الإسرائيلية بمواطني بورتوريكو، التي تم تصنيفها كإقليم أمريكي، وكتب “الفلسطينيون، مثل البورتوريكيين، لن يصوتوا في الانتخابات الوطنية. سيكون الفلسطينيون أحرارًا في سن وثائقهم الحاكمة الخاصة طالما أنها لا تتعارض مع وثائق إسرائيل”. وفي حين يُعتبر البورتوريكيون مواطنين أمريكيين ولهم الحق في التصويت إذا انتقلوا إلى ولاية أخرى، فإن فريدمان لا يدعو إلى تطبيق ذلك على الفلسطينيين في الضفة الغربية، حسبما ذكر موقع يهودي أمريكي يدعى “فوروارد”.
وبحسب ما ورد، فقد تضمنت خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط لعام 2020 اعترافا أميركيا محتملا ببعض المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. لكن مثل هذه الخطوات تأجلت لأن الإدارة أعطت الأولوية لاتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وثلاث دول عربية أخرى.
وقال فريدمان، الذي عمل أيضًا مستشارًا لحملة ترامب في عام 2016 ولا يزال على صلة وثيقة بالرئيس السابق، إنه لم يناقش بعد خطته للضم مع ترامب. وقال: “آمل أن أشاركه إياها في الوقت المناسب”.
فلسطين بلا ضفة غربية..
وكان قد قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس الاثنين، شرحا تفاعليا على لوحة إلكترونية عن محور فيلادلفيا (صلاح الدين) الحدودي بين قطاع غزة ومصر، ضمن خريطة للأراضي الفلسطينية خلت من أي إشارة للضفة الغربية المحتلة منذ 1967 والتي حاولت إسرائيل ضم أراض منها.
وظهرت خريطة فلسطين التاريخية مقسمة إلى جزأين، الأول باللون السماوي مشار إليه بـ”إسرائيل” باللغة العبرية بما يشمل منطقة الضفة الغربية بدون إظهار حدودها أو مسماها سواء باللغة العربية أو بالمسمى الإسرائيلي “يهودا والسامرة”.
أما الجزء الثاني فقد ظهر باللون الأصفر وأشِير له بـقطاع غزة”، باللغة العبرية مع إبراز محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، وذلك خلال مؤتمر صحفي لنتنياهو في القدس المحتلة.
وعلق السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة حسام زملط على الخريطة بقوله: أين تقع الضفة الغربية على هذه الخريطة؟ رئيس الوزراء الإسرائيلي يوضح أن هدف إسرائيل هو محو الشعب الفلسطيني والاستيلاء على ما تبقى من أرضنا! تخيل لو أن سياسيًا فلسطينيًا فعل هذا”.
وفي 2019، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم أراض في غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة، والمنطقة الشمالية من البحر الميت، مما أثار غضبا عربيا ودوليا.
ومنذ حرب عام 1967 احتلت إسرائيل الضفة الغربية لنهر الأردن التي يريدها الفلسطينيون نواة لإقامة دولتهم المستقلة عليها مع قطاع غزة والقدس الشرقية. وأقامت إسرائيل في الضفة مستوطنات تعتبرها أغلب دول العالم غير قانونية.
وقد تبنى البرلمان الاسرائيلي في تموز/يوليو قرارا يرفض “قيام دولة فلسطينية”، وجاء في القرار أن “الكنيست يرفض بشدة قيام دولة فلسطينية غرب نهر الأردن”، أي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967 أو في قطاع غزة.