أبناء الظلام .. طاعون في دمنا المقاوم .. كيف يهزمنا الجهلاء ؟؟

بقلم: نارام سرجون

انني لشدة ظهور الحق احس انني غير قادر على الكلام للدفاع عنه .. فأصعب أنواع الدفاع هي الدفاع عن حق ساطع بدهي بكلمات البشر .. فالبدهية يعجز اي عقل عن تفسيرها لأنها فوق حدود النقاش وفوق حدود الجدل ومن شدة وضوح الباطل أحس انني فقدت القدرة على التعبير والشرح .. فوضوح الاشياء يجعل شرحها صعبا جدا .. بل ان محاولة شرحها ستفقدها بريقها وسطوعها وقوتها .. وفلسطين حق واضح .. واسرائيل والغرب باطل لا نقاش فيه .. ولكنك في هذا العالم الذي يتولاه مثقفو المال ورأس المال ومثقفو النفط واعلاميو التطبيع وكامب ديفيد ومثقفو الطوائف وعناكب الربيع العربي فانك تحس أنك تواجه مشكله مع المنطق ومشكلة مع الفلسفة ومشكله مع الاخلاق .. فلا الاخلاق التي تعرفها تمر في كلام المزورين والمطبعين والخونة وتجار الكلام وتحس أنك تواجه مشكله مع الله نفسه .. فالله الذي تعرفه ليس هو الله الذي يفرضونه عليك .. والحق البدهي الذي تعرفه ليس هو الحق الذي تعرفت عليه في طفولتك وبفطرتك ..

العرب وجحافل الأوغاد تجلس مثل العناكب في كل زاوية تنسج الخيوط وتملأ المكان بالأوبار والخيطان وشبكات العنكبوت ويتطلع اليك العنكبوت – الذي يعمل في محطة نفطية او يبيع كلامه بالدولار – بعيونه الثمانية العربية ويقول لك ان مشلكة غزة سببها ايران .. ومشكلة فلسطين سببها محور المقاومة … وثم يبصق من لعابه اللزج قليلا ليصنع خيطا جديدا ليسأل وأين هي سورية مما يحدث في غزة؟ …

ولماذا لا يهجم حزب الله ويدمر اسرائيل؟ ألا يكفي مسرحية قن الدجاج؟ ..ويسخر من ضرب اسرائيل لدمشق التي لا ترد .. وهو يعلم ان دمشق تقصف لأنها الانقى والأصدق والأشرف على الاطلاق بين عواصم العرب .. وأن دمشق عجزت الدنيا عن ان ترغمها على التطبيع وعجز الكون كله عن رفع علم اسرائيل في سمائها .. فيما تغرز منصات اعلام اسرائيل في مؤخرات عواصم العرب وحكوماتها … وبعد كل هذا الفسق والفجور في التساؤلات ياتي عنبكوت عربي آخر كسول سعره بالدولار مطبوع على جبينه .. يتقدم ببطن منتفخ من كثرة ولائم الحشرات التي يدعى اليها .. ويقول لك هذا ماجناه السنة في فلسطين من التشيع ومن الاقتراب من ايران والابتعاد عن العرب!! ..

وهنا تحس انك لا تطيق ان تتعامل بالمنطق مع هذه العناكب الكريهة .. فهذه العناكب لا تريد نشر المنطق بل قتل المنطق .. والجواب ليس في أن تشرح لهذه العناكب ان واجب الدفاع عن فلسطين ليس من اختصاص ايران فقط بل من اختصاص العرب جميعا .. كما ان واجب الدفاع عن اسرائيل تبين انه واجب اوروبي كامل .. وكل اوروبي يدفع شاء ام ابى ضريبة للدفاع عن اسرائيل ..

وتتذكر عندما ينعقد لسانك أمام هذا العهر والقهر من انكار الحقيقة وارغامك على ان ترى عورة الباطل كأنها قبس من النور .. تتذكر الامام علي عندما يقول: (انني ما جادلت جاهلا الا غلبني) .. ولذلك فاننا اليوم مغلوبون .. ومهزومون في أي نقاش .. لأننا أمام جيش من اللصوص والاوغاد والحمير والبغال والجهلة الذين يتعمدون الجهل .. ويفقؤون عيون الحق بأصابعهم .. ويقلعون لسان الحقيقة أو يقضونه بالمقص .. فيما تهلل لهم قطعان من الاغبياء لانهاية لها ..

ليس من المنطق ان تمضي دقيقة واحدة مع هذه العناكب القذرة التي تنتشر في الشاشات العربية وتجادل بوقاحة ان حزب الله وايران يمثلان مسرحيات .. ولكن الغزاويين هم من يدفع الثمن .. وابناء الجنوب اللبناني يدفعون ثمن مغامرات حسن نصرالله .. ويتباكى هؤلاء على غزة وجنوب لبنان وأهله .. رغم ان هذه العناكب القذرة في الحرب على سورية كانوا يباركون قتل أبناء حسن نصرالله .. ولا تقدر على الاطلاق ان تقول لهذا العنكبوت وتلك العنكبوتة ان خيانتكم وعهركم قد أخجلا كل خونة التاريخ .. وان الخيانة هي عربية بامتياز وأن الوقاحة باسم العرب .. وأن الحقارة مسجلة باسم كل المسلمين الذين يصلون لله ويتركون أهل غزة لمصيرهم .. ثم يسخرون من حزب الله وايران ..

أمام هذا النوع من الانحطاط .. اياك ان تمسك قلما .. واياك ان تلجأ لكتاب او قاموس .. واياك ان تستدعي المنطق .. والأخلاق .. بل هذه العناكب لا تستحق الا حذاءك .. اسحقها به ثم تابع طريقك ولا تلتفت اليها فهي لا ستحق الدفن .. بل سيأتي عنبكوت جائع ويأكل جيفتها كما هي تأكل جيف عناكب سبقتها .. كما قال نزار قباني (عناكب قتلت عناكب) ..
الأمة التي تترك العناكب تنتشر في زوايا بيتها تحتاج الى حملة تطهير .. وتحتاج الى ان تغتسل بالدم .. فلا يغسل هذا العار الا ثورة دامية .. على هذا القبح العربي وهذا الزنا العربي وهذا الهوان العربي ..

هذه الشخصيات الاعلامية التي تعمل بالاجرة وهذه الشخصيات المثقفة التي تسكت بالاجرة .. وهذه القامات السياسية التي تستضيف البراغيث على جسدها وتنشر عبرها الطاعون .. لم يعد يجدي ان نشق على قلبها .. فقلبها مليء بالخسة والنذالة والحقارة .. ولو شرحنا أجسادها لسالت منها دماء الحشرات .. ولو أطعمنا لحمها للكلاب فان قلبها لا يؤكل ولحمها تنفر منه حتى التماسيح النهرية .. و لا تأكله حتى الضباع الجائعة لزناخته وانتفاخه بالعفن .. فحتى الضباع لا تحب نكهة الطاعون ..

هذه هي أمراض الامة المتمثلة في حفنة كبيرة من المنافقين والمزورين والمطبعين والتجار والأنذال .. والامة لم يعد مصدر هزيمتها المرض والجهل والفقر كما تعلمنا في مدارسنا .. بل هذه هي علل الامة .. وهذه الطبقة الخسيسة التي تخرج من أمعاء اسرائيل وطيفتها ان تكون مصدر الجهل ومصدر الفقر ومصدر المرض .. وهي التي يجب ان تتخلص منها الامة بغسلها بالأسيد وحمض الكبريت.. والا فانها ستبقى تنتج العناكب والزواحف .. والحشرات التي ملأت الوطن العربي من المحيط الى الخليج ..وتفسده وتفسد ذائقته ونقاءه وفطرته وغريزة الحرية التي ولد مجبولا عليها فيما هي تريده ان يرضع العبودية والكذب والجهل .. وأي جهل أشقى من ذلك الجهل الذي يعلمنا أن نقتل الحقيقة .. ونقدس عورة الباطل .. ؟؟

اذا كانت الديكتاتوريات الوطنية والديكتاتوريات القومية وديكتاتورية العقاب الثوري يوما سببا في اختفاء هذا النوع من القوارض فمرحبا بالديكتاتورية .. علها تعيد تنظيف هذه الاوطان من هذا البلاء والطاعون الذي تنشره هذه القوارض التي أهلكتنا بتشويش الناس واعطاب فطرة الناس .. والتفكير المنطقي الطبيعي عند الناس .. فأنتجوا مجتمع الربيع العربي .. وانتجوا هم بأنفسهم مجزرة غزة بتهوين الامر على الناس وتصوير الامر على انها معركة ايران واسرائيل .. ولو كانت هناك ديكتاورية ثورية لأوقفتهم بالعنف الثوري عن هذا الزنا ونشر الطاعون .. ويضعونك في موقف لا تقدر ان تناقش فيه وتحس بالقهر انه لا يمكن ان يكون موضعا للنقاش عن فلسطين واسرائيل والخيانة والشهامة .. فهل يحتاج الضوء محاميا ليقول انه ضوء وأنه ابن الشمس وابن الكوانتوم .. فيما يتباهى الليل انه يجلس على كرسي النهار ويجادل انه من سلالات الشمس .. لأن الشمس سوداء .. وان النهار هو ابن الظلام .. كما هي اسرائيل مصدر النور، وايران وحزب الله وسورية ومحور المقاومة مصدر الظلام ..وهم ابناء الظلام ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى