الحرب على الضفة الغربية وأهداف العدو الخبيثة
بقلم: خليل البخاري/ المغرب*

إن العمليات العسكرية الأسرائيلية الدائرة الآن بالضفة الغربية ماهي إلا محاولة لتنزيل مخططات خبيثة لا إنسانية وأهداف مستترة للحكومة اليمينة المتطرفة الفاشية والعنصرية ،في ظل مساندة قوية ومستمرة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الغرب على وجه الخصوص، دون تحرك العالم وصمت المجتمع الدولي وهو ما شجع نتنياهو على زيادة وتيرة التصعيد والتوغل بالضفة الغربية.
إن إقدام نتنياهو على فتح جبهة الضفة الغربية يفسر بوضوح أهدافه الخبيثة. في مقدمتها تدريس المشروع الإستيطاني على المدى المتوسط والبعيد، وإحكام السيطرة الأمنية والمدنية على الضفة الغربية تزامنا مع حرب غزة . وهو ما يفسر نية ومخططات العدو الصهيوني الفاشي بشأن التوسع في الحرب لتشمل الأراضي الفلسطينية كافة.
يستمر نتنياهو في تعنته وجبروته في مسار المفاوضات، ويصر على إطالة أمد الحرب غير المتكافئة وفتحه لجبهات في شمال وجنوب الضفة الغربية والذي يستهدف الوجود الفلسطيني بحد ذاته في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس . ويتضح ذلك في الحرب على الضفة الغربية. فبعد أعمال الإبادة الجماعية في غزة وتدمير المرافق الحيوية وتقسيم اوصالها، جاء الدور لآجتياح الضفة الغربية وبناء كنيس يهودي في قلب المسجد الأقصى لتصفية الحقوق الدينية والمدنية للفلسطينيين وتهجيرهم من أراضيهم وفرض أمر واقع. وبمختلف الاشكال : التهجير الطوعي او عن طريق التجويد او نتيجة الحصار الخانق او عبر إنشاء المستوطنات فوق أ اضي المزارعين الفلسطينيين.
وتسعى إسرائيل إلى طمس كل ماله علاقة باللاجئين كالمخيمات ومراكز الإيواء..وهو ما سيؤدي إلى استحالة عودة اللاجئين. وهو ما يعني سعي نتنياهو من وراء سياسته العدوانية الخبيثة إلى ضم الضفة الغربية التي يعتبرها إسرائيل الكبرى وكذلك تهديد المنطقة بالكامل .
إن توغل الجيش الإسرائيلي بكل تلويناته وآلياته بالضفة الغربية قد ساهمت فيه مجموعة من العوامل: تواطؤ الولايات المتحدة الأمريكية واوربا وحتى بعض البلدان العربية مع إسرائيل. وضعف الموقف العربي الإسلامي الذي عجز عن إدخال المساعدات الإنسانية لسكان غزة. وإستمرار حالة الانقسام داخل البيت الفلسطيني(السلطة الفلسطينية وباقي الفصائل.. ،).
ومن المعروف إن نتنياهو يبحث عن حرب إقليمية تخرجه من اية محاكمة محتملة داخل تل أبيب وخارجها..حرب شاملة يغازل بها اليمين المتطرف حول العالم وبصفة خاصة في الداخل الأمريكي.
إن ما يقوم به العدوان الصهيوني الفاشي في مخيمات المدنيين بالضفة الغربية يكشف بوضوح وبشكل صريح الوجه الحقيقي للإحتلال الصهيوني والصهيونية الدينية التي تسعى منذ مدة لإقامة دولة يهودية أحادية في أراضي الضفة الغربية وبناء إسرائيل كبرى وطمس الهوية الفلسطينية وتجاهل حقوق الفلسطينيين المشروعة في إقامة دولتهم الوطنية المستقلة .
*أستاذ مادة التاريخ.